صمود وانتصار

كيف أجعل ابني يركز في دراسته؟

“كيف أجعل ابني يركز في دراسته؟”

سؤال يتردد على لسان الكثير من الأمهات، فبالنسبة لمعظم الأطفال من الصعب التركيز لفترات طويلة على أي مهمة، ولا يقتصر الأمر على الدراسة فقط، وعدم تركيز الطفل لفترة طويلة هو أمر طبيعي بسبب فضول الأطفال وحماسهم وطاقتهم الزائدة، ومع ذلك فإن التركيز أمرًا ضروريًا لإنجاز الواجبات المدرسية واستيعابها، ولزيادة قدرة الطفل على التركيز الدراسي فقد يحتاج الأمر منكِ إلى أكثر من إطفاء الهاتف والتلفاز، لذا سنوضح لكِ في هذا المقال بعض الخطوات التي تساعد الطفل على التركيز.

 

كيف أجعل ابني يركز في دراسته؟

قسمي المهام الكبيرة إلى مهام صغيرة:

المهمة الكبيرة تتطلب الكثير من التركيز والانضباط، لذلك سيكون من الجيد تقسيمها إلى مهام أصغر، هذا يمكن تطبيقه على الواجبات المدرسية والأعمال المنزلية وغيرها، قسمي الواجبات والمواد المطلوب من الطفل تعلمها إلى مشاريع صغيرة، وإنجاز تلك المهام الصغيرة سيعطي الطفل شعورًا بالتقدم والحركة والتحفيز، ما يجذب انتباهه ويزيد من تركيزه، خاصةً إذا خصصتِ عدة دقائق للراحة بين كل مهمة والتي تليها.

تخلصي من الملهيات:

هل تتوقعين أن يركز الطفل مع وجود العديد من الملهيات أمامه؟ حاولي بقدر الإمكان أن تكون المنطقة المخصصة للمذاكرة خالية من أي ملهيات، أو أشياء تشتت تركيز الطفل مثل الهاتف، اللعب، التلفاز، وغيرها، واحرصي أيضًا أن يكون مكان المذاكرة بعيدًا عن الضوضاء.

استغلي وقت الراحة في أنشطة بدنية:

بعض الأنشطة البدنية، مثل اللعب أو الجري أو التمارين الرياضية الخاصة بالأطفال بين المهام الدراسية، تُعد وسيلة جيدة للتنفيس عن الطاقة الزائدة، هذا من شأنه أن يساعد الطفل على أن يكون أقل قلقًا، ويساعده على التركيز بعد فترات الراحة.

أداء الواجبات المدرسية في نفس الساعة كل يوم:

تكرار النشاط نفسه في كل يوم في نفس الساعة يحوله في النهاية إلى عادة، وإذا اعتاد الطفل أن يجلس لواجبه كل يوم في نفس الوقت، فبعد فترة عندما تأتي هذه الساعة سيكون الطفل أكثر تركيزًا، إذ يعرف العقل أن وقت أداء الواجبات المدرسية قد حان، نتيجة الارتباط الشرطي بين هذه الساعة وبين المذاكرة.

السماح للطفل باللعب والمرح:

إن إعطاء الطفل الكثير من المهام وإشراكهم في العديد من الأنشطة يمكن أن يكون أمرًا شاقًا ومرهقًا للمخ، ويأتي في النهاية بنتائج عكسية، ويقلل من تركيز الطفل، لذا احرصي على إتاحة وقتًا كافيًا للطفل للعب والمرح، حتى لا يشعر بالضغط الشديد، وأن المذاكرة أصبحت عبئًا عليه.

الحصول على قدر كافٍ من الراحة:

تأكدي من حصول الطفل على قسط كافٍ من النوم ليلًا، وكذلك قيلولة في أثناء النهار، فالنوم المتواصل ليلًا يساعد الطفل على التركيز والاستيعاب.

ضبط الوقت لإنجاز الهدف:

حددي وقتًا لكل مهمة من عشر إلى عشرين دقيقة، فقد يحفز هذا الأمر على التركيز، لإنهاء الهدف بالوقت المحدد، ومع ذلك يجب أن تكوني حذرة عند استخدام هذه الطريقة، نظرًا لأن بعض الأطفال قد يجدون أن وضع حدودًا زمنية أمرًا مرهقًا ويشعرهم بالضغط، وقد يؤدي ذلك إلى شعورهم بالقلق وانخفاض مستوى التركيز، لذا إذا لم يتم إنجاز المهمة في الوقت المحدد لا توبخي الطفل أو تشعريه بالفشل، وابدئي معه من جديد.

اختيار الألعاب التي تتطلب تركيز:

اللعب ليس وسيلة للمرح فقط، فبعض الألعاب قد تكون طريقة جيدة لتنمية مهارات الطفل العقلية وزيادة تركيزه، هناك الكثير من الألعاب المتاحة بالمتاجر التي تنشط الذاكرة، وتحفز مخيلة الطفل، ما ينعكس على تركيزه بشكل كبير.

طفلي كثير النسيان: ماذا أفعل؟ 

النسيان لدى الكبار من الأمور الطبيعية نتيجة الضغوط اليومية أو كثرة المهام وغيرها، ولكن نسيان الطفل للمعلومات أو حتى التعليمات الموجهة له قد يبدو غريبًا، والحقيقة أن نسيان الأطفال ليس نسيانًا فعليًا، بل ربما يكون تجاهل من الطفل، فالطفل لا يركز إلا مع الأشياء التي تجذب انتباهه، ففي الوقت الذي ينسى فيه بعض المعلومات التي شرحتها له منذ وقت قصير، قد يتذكر أحداث فيلم كارتوني أو يوم عطلة مر عليه سنوات، لذا فإن ذاكرة الأطفال تعتمد بشكل كبير على ما ينتبه له الطفل وما يتجاهله، وإذا كان طفلك كثير النسيان، فإليكِ بعض الوسائل لتساعده على الحفظ والتذكر:

إنذار الطفل بالمعلومات المهمة:

إذا كنتِ على وشك إخبار الطفل بمعلومات مهمة أو تعليمات عليه تنفيذها، فيجب عليكِ إنذاره أولًا أنكِ ستقولين له أمرًا مهمًا، واختاري كلمات معينة مثل: “ركز هنا، هذا الجزء مهم، وغيرها” فهذه الكلمات بمثابة إنذار لتحفيز مخ الطفل على الانتباه والتركيز، وبالتالي سهولة الحفظ.

استخدام الأعداد:

استخدامك للأعداد في أثناء المذاكرة من الوسائل التي تحفز مخ الطفل على التذكر، على سبيل المثال أخبري الطفل أن هناك ثمانية كواكب، أربعة منهم غازية، وأربعة منهم صخرية، وواحد من كل الكواكب صالح للحياة عليه، إذ تساعد هذه الطريقة على تذكر المعلومة.

التطبيق العملي:

الاعتماد على إعطاء الطفل معلومات نظرية فقط، من وسائل المذاكرة الخاطئة التي تجعل الطفل ينسى سريعًا ويتجاهل معظم ما يُقال له، في حين أن التطبيق العملي هو الطريقة المثالية التي ستساعد الطفل على التذكر وحفظ المعلومة لفترة طويلة، فبدلًا من شرح البيئات التي يعيش فيها الحيوانات بطريقة نظرية، يمكنكِ عرض فيلمًا وثائقيًا على الطفل يتناول حياة الحيوانات وبيئاتها المختلفة، أو الذهاب بالطفل لحديقة الحيوان والربط بين ما يدرسه وبين ما يراه، فبهذه الطريقة سيتذكر الطفل بسهولة، نتيجة لتنشيط أكثر من حاسة لديه.

اعتمدي على الفهم وليس الحفظ: 

على الرغم من أن الحفظ ملكة هامة في المذاكرة، فالاعتماد على الحفظ كليًا من أهم الأسباب التي تجعل ذاكرة الطفل وقتية، فهو يحفظ المعلومات للإجابة في الامتحان ثم ينساها تمامًا بعد ذلك، في حين أن شرح المعلومة للطفل بطريقة مرحة، وتنشيط مخيلته، وفهم الطفل للمواد الدراسية سيساعده على التذكر.

نشطي حواس الطفل:

حاولي أن يستخدم الطفل أكبر قدر ممكن من حواسه، فتنشيط الحواس يساعد على حفظ المعلومات وعدم نسيانها بسهولة، فبدلًا من شرح المعلومة لطفلك وهو يستمع لكِ فقط، اجعلي طفلك يشرح لكِ ويشير لما يشرحه بيده، أو يقرأ بصوت عالٍ، حتى ينشط الاستماع والرؤية معًا، وبالتالي عندما ينسى، يساعد استخدام أكثر من حاسة على استدعاء المعلومة من جديد.

عزيزتي إذا كنتِ تتساءلين كيف أجعل ابني يركز في دراسته؟ فاحرصي على اتباع الخطوات التي ذكرناها لكِ في هذا المقال، واهتمي باتباع نظام غذائي صحي، ففي كثير من الأحيان، يكون التشتت ونقص التركيز بسبب نقص بعض العناصر الغذائية، واجعلي وقت المذاكرة وقتًا مثمرًا ومحببًا للطفل وليس وقتًا يشعر فيه بالضغط والملل.