صمود وانتصار

مسيرة جماهيرية كبرى في العاصمة صنعاء إحياء لذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام

الصمود|

شهدت العاصمة صنعاء، عصر اليوم الثلاثاء، مسيرة جماهيرية حاشدة إحياءً لذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام .

واحتشدت الجماهير إلى شارع المطار رافعين رايات الحرية واللافتات الداعية للمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية ولافتات المناسبة، مرددين هتافات الحرية وشعار “هيهات منا الذلة”.

وأكد المحتشدون المضي على نهج وموقف وتضحية سبط رسول الله وثورته ضد الظلم والطغاة والمستكبرين والظالمين، مشيرين إلى أن إحياء ذكرى عاشوراء هو تعبيرا عن الحب والارتباط بالأمام الحسين عليه السلام، ويعد موقفا دينيا وأخلاقيا مبدأيا ضد الطغاة والمجرمين.

وقارن المحتشدون بين تكالب المجرمين والظلمة على سبط رسول الله المظلوم بعد أن حاصروه ومنعوا عنه الماء، وقتلوا أهله وأبناءه وأنصاره، دون أن يكون له ناصر ومعين، وبين تكالب مجرمي هذا العصر ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وما يتعرض أطفال ونساء غزة من حرب إبادة وحشية ظالمة وحصار وتجويع.

ونددوا بالتخاذل العربي والإسلامي تجاه ما يتعرض له أبناء غزة من مجازر يومية على مدى عشرة أشهر، مؤكدين ثباتهم على موقفهم المناصر والمساند لأهل غزة، واستعدادهم للمشاركة في الجهاد بالسلاح ضد المجرمين الصهاينة القتلة.

وجددت الولاء والعهد لأعلام الهدى ومنهم الإمام الحسين عليه السلام، والمضي على نهجهم في مواجهة طغاة العصر من قوى الاستكبار العالمي بقيادة أمريكا واللوبي الصهيوني وعملائهم حتى تحقيق النصر.

وأكدت الحشود التمسك بالقيم والمبادئ العظيمة التي ضحى من أجلها الإمام الحسين بن علي عليهما السلام ورفض الذل والخنوع، واستلهام معاني التضحية والفداء في مواجهة أعداء الأمة ونصرة القرآن الكريم والمقدسات الإسلامية.

وأشار المشاركون في المسيرة، إلى عظمة ذكرى عاشوراء وتحرك وتضحيات الإمام الحسين، وامتدادها وتأثيرها على واقع الأمة عبر الأجيال لتصحيح مسارها وصناعة مستقبلها ونصرها على أعداء الإسلام.

وأوضحوا ‌أن إحياء ذكرى عاشوراء، محطة لاستذكار ما حدث فيها من مأساة للإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته على أيدي طغاة بني أمية وأتباعهم من المجرمين الطغاة، واستلهام الدروس والعبر منها.

وأكدوا أن إحياء هذه الذكرى هو واحدٌ من تعابير حُبّ وولاء وارتباط الشعب اليمني بسيد الشهداء الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «حسينٌ مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينًا، حسينٌ سبطٌ من الأسباط»، وتجسيد الارتباط بالمنهج والرؤية والموقف التي تَحرَّك على أساسها ومن خلالها الإمام الحسين عليه السلام، وهي رؤية القرآن الكريم، ومسلك رسول الله محمد صلى الله عليه وآله.

واعتبروا إحياء عاشوراء تأكيدا على الموقف المبدئي الإيماني الديني ضد الظلم والظالمين في كل زمان ومكان، والتمسك بمبدأ الإمام الحسين عليه السلام الذي قال “ألا ترون أن الحق لا يُعمل به، وأن الباطل لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقًا، فإني لا أرى الموت إلا سعادة، ولا الحياة مع الظالمين إلا بَرَما”.

وأكدت الحشود أن الشعب اليمني المعتز بهويته الإيمانية وارتباطه بسبط رسول الله، سيِّد الشهداء الإمام الحسين، حسم خياره وقراره في التمسك بالإسلام الذي يحرره من كل طاغية وطاغوت، مهما سعت قوى الطاغوت والاستكبار بقيادة أمريكا واللوبي الصهيوني وعملائها لإخضاعه وإذلاله والسيطرة عليه.

واستذكر السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمة له بالمناسبة، نهضة الإمام الحسين عليه السلام ضد طغيان يزيد وظلمه للأمة الإسلامية.

وأكد أن الإمام الحسين سعى لإنقاذ الأمة من خطر يزيد الذي كان يستعبدها ويقهرها ويفسدها في دينها وبقائها.

وأشار السيد القائد إلى أن واقعة كربلاء ستبقى جرحا عميقا في وجدان الأمة إلى قيام الساعة، مشيرا إلى أن يزيد كان متشبثا بعقدته الجاهلية والتي عبر عنها في شعره “لستُ مِن خِنْدَفَ إنْ لم أنتقمْ مِن بني أحمدَ ما كان فَعَلْ”.

وأوضح السيد القائد أن نهضة الإمام الحسين امتدت مسارا قائما في واقع الأمة، صوتا صادعا بالحق، وراية مرفوعة للإسلام، ونهجا نقيا قرآنيا محمديا ونورا للأجيال.

وأكد السيد القائد أن شعبنا اليمني يحيي ذكرى عاشوراء من ميدان الجهاد في سبيل الله تعالى، وهو يلبي النداء ويقدم الشهداء ويحمل الراية، ويتميز بحضوره المليوني في الساحات ومرابطته في الجبهات.

وأشار السيد القائد إلى أن شعبنا ثابت في موقفه رغم العدوان، ومستبصرا بنور القرآن الكريم ومقتديا برسول الله صلى الله عليه وآله في مرحلة عم التخاذل فيها أكثر البلدان الإسلامية.