صمود وانتصار

لأول مرة.. العدو الصهيوني يقف عاجزاً أمام المقاومة الفلسطينية في غزة وجبهات الإسناد

مرزاح العسل

لأول مرة في تاريخ كيان العدو الصهيوني الغاصب منذ تأسيسه.. يبدو هذا الكيان عاجزاً فاشلاً عن تحقيق أهدافه في الحرب وبات يغطي فشله الذريع بالمجازر البشعة بحق المدنيين في غزة، بل لأول مرة يُعاني في كل شيء من جيشه ومخابراته وأجهزته الأمنية وحكومته وأحزابه ومجتمعه وأمنه واقتصاده.

ومن يُتابع تحركات جيش العدو الصهيوني وخططه العسكرية الهجومية في محاور غزة سيرى أن جميعها تدُل على تخبُطه الإستراتيجي والتكتيكي، ويُدرك أن هذا الكيان بات عاجزاً تماماً وفاشلاً عن إنهاء المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وجبهات الإسناد الداعمة لها في اليمن ولبنان والعراق.. وغيرها.

ففي اليمن مازال الحصار مُستمراً لكل السفن المملوكة للكيان الغاصب أو الناقلة إليه أو سفن القوات المقاتلة معه في البحر الأحمر، وفي شمال فلسطين المحتلة مازال حزب الله يُدير معركة إسناد مؤلمة ودقيقة وفاعلة، أما المقاومة العراقية فمازالت تُطلق الصواريخ والمُسيرات باتجاه مدن الوسط والجنوب والغرب للكيان المُحتل.

وبات العالم أجمع يُدرك أن محور المقاومة يمتلك أهم منطقة في العالم، إنها قلب الأرض للعالم القديم والحديث، ومنطقة التقاء البحار التي على شواطئها أكبر كتلة سكانية، وهي منطقة الحضارات القديمة في اليمن والشام والعراق وفارس، وهذه المنطقة تمتلك ثلث مقدرات العالم من مخزون الطاقة.

والعدو الصهيوني اليوم فشل في حربه على غزة ومُستمر بالفشل إلا ببعض النجاحات الخفيفة له مثل تدمير كل بيت وكل منشأة في قطاع غزة، وقتل الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء، ومهما حاول العدو أن يمرر رواياته الكاذبة بتحقيق إنجاز هنا أو هناك فإن رواياته تبوء جميعها بالفشل أمام صمود وثبات رجال الله من المقاومة الفلسطينية وجبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق وكل أحرار العالم.

وفي هذا السياق أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، في كلمة له مساء الثلاثاء، خلال الإحياء الجماهيري لذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، أن الشعب اليمني ثابت في موقفه رغم العدوان والحصار والهجمة الإعلامية الشرسة، ومستبصراً بنور القرآن الكريم ومُقتدياً برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، في مرحلة عّم التخاذل فيها أكثر البلدان الإسلامية.

وشدد السيد القائد على أن قضية فلسطين هي قضية القضايا ومظلومية العصر والمأساة الكبرى على وجه المعمورة، ومن العار والخزي أن تكون في محيط إسلامي من العرب وغيرهم أكثره متخاذل، وبعضه متواطئ ومتآمر ومتعاون مع العدو الصهيوني.

كما أكد أن ميدان المواجهة ضد العدو الصهيوني والأمريكي، هو الميدان الذي ينبغي على الأمة الإسلامية جمعاء أن تساهم فيه وتتحرك بجدية ومصداقية لمناصرة ودعم الشعب الفلسطيني ومجاهديه بكل الوسائل باعتبارها معركة بين الحق والباطل.

وذكر أن ميدان المواجهة للعدو الصهيوني مُعيار مهم يفرز واقع الأمة بجلاء بين من هو خبيث وطيب.. مبيناً أن ثمرة الفرز والتمييز بين الخبيث والطيب في سنة الله أخذ الحذر والانتباه من الوقوع في صف الخبيث، ولكي تقف الأمة في الاتجاه الصحيح والمتمسك بالحق وبالموقف الإيماني.

وجددّ قائد الثورة التأكيد على أن الشعب اليمني سيواصل إسناد غزة بالتنسيق والتعاون مع بقية جبهات الإسناد وأحرار الأمة، وسيبقى اليمن بانتمائه الإيماني الأصيل حاضراً في الساحات ومختلف الأنشطة المناصرة للشعب الفلسطيني.

بدوره أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني، السيد حسن نصر الله في كلمة له بمناسبة ذكرى عشوراء، اليوم الأربعاء، أن “حزب الله” فتح جبهة الإسناد اللبنانية في معركة “طوفان الأقصى” الفلسطينية التي هي معركة الأمة كلها نصرة للشعب الفلسطيني.

وأوضح أن الجبهة اليمنية وأهلها الشرفاء استطاعت أن تمنع السفن من عبور البحر الأحمر الى فلسطين المحتلة وتفرض الحصار على ميناء “إيلات”.. قائلاً: إن “اليمن استطاع أن يفرض الحصار على ميناء “إيلات” بحيث تمّ الاعتراف بأنّه أفلس وارتفعت أسعار الشحن إلى نسبة 200 في المائة و300 في المائة”.. مشدداً على أن “لهذا له انعكاسات خطيرة على الكيان”.

وأضاف السيد نصرالله: “نحن هنا لننتصر لفلسطين ولقطاع غزة المظلوم وللضفة الغربية ولشعب لبنان.. مبيناً أنه لأول مرة في تاريخه يعيش الكيان الصهيوني أسوأ حالاته وأيامه وعلى كل صعيد كما يعترف قادته السياسيون والعسكريون.

وتابع قائلاً: “منذ الثامن من أكتوبر دخلنا معركة مختلفة وفتحنا جبهة الإسناد لمعركة “طوفان الأقصى” لأنها معركة الأمة كلها إضافة إلى جبهات الإسناد في اليمن والعراق ومعنا سوريا وإيران الداعميْن”.

وأردف بالقول: “لأول مرة يتحدث قادة الكيان ونخبه عن خراب الهيكل الثالث وعن النهاية والزوال”.. موضحاً أن حزب الله ينتصر لكل شعوب المنطقة التي اعتدى عليها هذا الكيان بالاحتلال والمجازر والعدوان والتهديد”.

وأشار إلى أن “هناك ثلاث دول عربية ما زالت تعاني مباشرةً من الاحتلال والعدوان والإرهاب الصهيوني وهي فلسطين ولبنان وسوريا”.. مؤكداً أن أمة الملياري مسلم تعاني من الإهانة من جراء جرائم العدو الصهيوني بحق غزة واحتلاله للأقصى دون أن تحرك أغلبية الأمة ساكناً.

كما أكد أنه لأول مرة تبدو “إسرائيل” عاجزة عن تحقيق أهدافها وتغطي فشلها بالمجازر البشعة بحق المدنيين في غزة… منوهاً بأنه لأول مرة تعاني “إسرائيل” في كل شيء من جيشها وأجهزتها الأمنية وحكومتها وأحزابها ومجتمعها وأمنها واقتصادها.

وكان رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيراني كمال خرازي قد شدد في حوار مع قناة العالم في وقت سابق، على أن السياسة التي ينتهجها حلفاء الكيان الصهيوني في الوضع الحالي هي منع اتساع رقعة الحرب وانهيار “إسرائيل”.. قائلاً: “على الولايات المتحدة أن تمنع “إسرائيل” من التمادي في جرائمها؛ لأنه مع استمرار الوضع الحالي هناك احتمال كبير لاتساع رقعة الحرب”.

وقال الدكتور خرازي: “بطبيعة الحال، للخطوات الاستراتيجية تكاليفها الباهظة.. من المؤكد أن حماس، التي ألحقت هزيمة استراتيجية بالكيان الصهيوني بعمليتها الاستراتيجية، كانت تعلم أنها ستواجه رداً قاسياً من هذا الكيان.. ومع ذلك، اعتاد الفلسطينيون على التعايش مع المجازر والجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني.. فكل فلسطيني يستشهد يحل مكانه عشرات الشباب الفلسطيني.. هؤلاء ليس لديهم ما يضحون به من أجل الاستقلال سوى حياتهم”.

ويرى مراقبون أن قيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس، أظهرت قوة وحنكة وبُعد نظر في التعامل مع كيان العدو الصهيوني، وكسرت إرادته وجعلته يغُير توجهاته ويرضخ فلا خيار أمامه إلا الاستجابة لشروطها.

ونتيجة للخسائر الكبيرة التي مُني بها العدو الصهيوني، من ضباطه وجنوده وآلياته واقتصاده، تدنت الروح المعنوية للصهاينة، وتعالت الأصوات التي تنادي بقبول هدنة إنسانية، لا سيّما من أهالي الرهائن والأسرى لدى حماس، لكن القيادة الصهيونية المتمثلة بنتنياهو وحكومته واليمين المتطرف تماطل وتحاول عرقلة أي صفقة لإقرار هدنة إنسانية.

الجدير ذكره أن المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس نجحت في تحطيم الروح المعنوية الصهيونية، وجددت بث روح الجهاد في المجتمعات العربية والإسلامية، وعززت مسيرة الكفاح الفلسطيني في الواجهة العالمية من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وكسرت غطرسة “إسرائيل” وجبروتها المفترض في القتال وعمليات التفاوض، وأظهرت عملية “طوفان الأقصى” تآكل نظرية الردع الصهيوني، ومن المؤكد أن “إسرائيل” اليوم لن تنعم بالأمن والسلام أبداً، بسبب ما زرعته من بذور الحقد والكراهية والغضب في المنطقة.