صمود وانتصار

مسيرة يافا اليمنية أكدت للاحتلال ما سيؤول إليه الأمر إذا لم يتوقف العدوان على غزة

عملية نوعية الأولى من نوعها تستهدف تل أبيب التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية في عمق كيان العدو الصهيوني، في مدينة يافا المحتلة التي أسماها الاحتلال تل أبيب بالطائرة المُسيرة الجديدة التي أسمتها القوات المسلحة اليمنية “يافا”، القادرة على تجاوز منظومات الاعتراض الصاروخية وراداراتها، الكبيرة والمتنوعة.

 

تعد لكل التحصينات

ويرى باحثون بأن هذه العملية النوعية، التي أوقعت قتلى وجرحى، وتعدت كل تحصينات الاحتلال من منظومة دفاع جوي ورادارات وأقمار اصطناعية، وغير ذلك، لها أهمية استراتيجية، كبيرة، من حيث أنها أتت والإشكال والتوتر على أشدة بين قيادة الاحتلال الأمنية والسياسية، والتي ما كادت تنفك من حرب قادتها على غزة، أودت وما زالت لقتل ضباط وجنود جيشهم، في كماين واستهدافات من المسافة صفر، عبر فيديوهات، شاهدها العالم بأسرة، توثق لانتصار أهل الأرض، وقبح المحتل وجيشه، لذا فالعملية التي استهدفت تل أبيب، أتت في حالة احتقان داخل الكيان الصهيوني، ناتجة عن الحرب في غزة، والتي كلفت الكيان الكثير، بعد 9 أشهر وصل ذلك الاحتقان داخل المنظومة السياسية والعسكرية الصهيونية المنقسمة أصلا.. فضلا عن ردة الشارع الصهيوني، من حرب غزة، واحتقانه المتواصل.

 

فشل أمني

ولعل ما يوضح أهمية عملية يافا ما كتبه المحلل العسكري الصهيوني يوآف زيتون والذي كتب تحليل نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” “في كشف صارخ عن أوجه القصور الأمنية، فشلت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، بما في ذلك الرادارات المتمركزة في الجو والبر والبحر، في اكتشاف طائرة بدون طيار معادية تقترب من تل أبيب، أحد أكثر الأهداف الإستراتيجية في البلاد”، مضيفا “لم يتم إطلاق أي صفارات إنذار أو تنبيهات قبل

 

تحدى للرصد الصهيوني

انفجار طائرة بدون طيار فوق تل أبيب في وقت مبكر من صباح الجمعة، وأفاد شهود عيان بوجود أصوات طنين عالية قبل الانفجار”.

وعلى الرغم من وصف زيتون للحادثة إلا أن الاحتلال لم يعرف بوصول تلك الطائرة، لأنها تعدت كل ما سخره لرصدها، ويتابع في مقاله بأن هذا الحادث” يسلط الضوء على فشل كبير في أنظمة الدفاع الجوي التابعة للجيش الإسرائيلي”.

ويواصل مقاله بالقول: “في رده الرسمي، اعترف الجيش بالخلل عندما قال إنه يشير التحقيق الأولي إلى أن الانفجار في تل أبيب نتج عن سقوط هدف جوي، ولم يتم إطلاق أي صفارات الإنذار، ويخضع الحادث لمراجعة شاملة”.

وأضاف زيتون: “يبدو أنه لم يرصد أي رادار للجيش الإسرائيلي – سواء على الأرض أو في الجو أو في البحر – الطائرة بدون طيار المعادية أثناء اقترابها، مما ترك السكان غير منتبهين للخطر الوشيك بالقرب من أحد المواقع الإستراتيجية الإسرائيلية، على بعد أمتار قليلة من السفارة الأمريكية في تل أبيب”.

 

هشاشة وانكشاف

لقد فشلت كل الأجهزة الاستخبارية في توقع هذا الهجوم أولا وفي الإبلاغ عنه والإنذار ثم في التصدي لقد كان يقال بأن مسيرات حزب الله وصواريخه، لا يمكن التنبؤ بهما، ولا توجد حلول لمواجهتها لأنها تنطلق من مسافات قريبة ومثل هذا الرصد والتتبع بحاجة إلى مسافة طويلة حتى تتمكن أجهزة الدفاع الجوي من التعامل معها لكن هذه المسيرة للقوات المسلحة اليمنية، قطعت نحو 2500 كم وضربت قلب تل أبيب لكن ما يميز هذا الاستهداف بأن الأضرار السياسية والمعنوية والنفسية لهذه الضربة، تفوق بألاف المرات  الاضرار البشرية والمادية التي وقعت نتيجة هذه المسيرة، والتي كشفت مدى الهشاشة والانكشاف بالوضع الداخلي في إسرائيل وبالتالي كل لغات التبجح والغطرسة التي يطلقها النت ياهو يوميا لا تجدي مع هذه التهديدات، بل هذه تكشف أيضا معضلة جدية وجوهرية أخرى.

 

تساؤلات جدية

ويتابع زيتون : “يمثل هذا الإغفال ثغرة أمنية كبيرة في وقت كان ينبغي أن تكون فيه جميع أنظمة الدفاع الجوي في حالة تأهب قصوى” وقال” يثير هذا الحادث تساؤلات جدية حول مدى استعداد إسرائيل لمواجهة مثل هذه التهديدات في حالة نشوب حرب شاملة، بما في ذلك المواجهات المحتملة مع حزب الله في لبنان”.

وفي تعليله المحلل العسكري الصهيوني زيتون لعدم رصد الرادارات للطائرة المسيرة يافا كون ذلك: “أحد التحديات في الكشف عن الطائرات بدون طيار هو طيرانها المنخفض وعلى الرغم من ذلك، فإن الطائرات بدون طيار التي يتم إطلاقها من مسافات كبيرة يجب أن تظل قابلة للاكتشاف، مما يؤكد الحاجة إلى تحسين قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلية”.

في حين تساءل محلل الشؤون العسكرية في موقع “والاه” الصهيوني، أمير بو حبوط: “ماذا لو كانت الطائرة المسيّرة قد انفجرت في قلب وزارة الحرب في تل أبيب؟.. مضيفاً: “حادثة المسيّرة تثبت أن الردع انهار”، وفي ذات السياق قال عضو “الكنيست” ورئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان: إنّ “من لا يمنع الصواريخ على كريات شمونة وإيلات يجب ألا يتفاجأ بوصولها إلى تل أبيب”.

 

رعب عم المجتمع الصهيوني

وفي تحليله لمشهد المنطقة العسكرية يقول الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء ركن محمد الصمادي ، بأن استهداف القوات المسلحة اليمنية قلب مدينة يافا المحتلة بطائرة هجومية مسيرة، يعد من أخطر العمليات التي يتعرض لها العدو الصهيوني منذ بدء الحرب على غزة، واصفا الهجوم بأنه “نوعي ويضع إسرائيل في مأزق”، ويحمل دلالات استخبارية وعملياتية، إضافة إلى تأثيره في الحرب النفسية، والذي بدا واضحا من خلال الرعب الذي عم المجتمع الصهيوني.

وبحسب ما يراه مهتمون بالشأن الصهيوني فإن استهداف “تل أبيب” يوضح ما ستؤول إليه الأمور وفي إشارة بسيطة، عن مشهد الحرب في أي حرب إقليمية قادمة قد يفكر في افتعالها الكيان الصهيوني، بالذات مع حزب الله وتوضح هذه العملية، بأن هناك خيارات مفتوحة لا حصر لها إذا ما طالت حرب غزة.

تصاعد العمليات العسكرية اليمنية في استهداف السفن أُغرقت ودمرت بعضها وأحرقت أخرى وتطور غير مسبوق للقدرات العسكرية.

 هلال جزيلان / عرب جورنال