الحلُّ أن يرحلَ المحتلُّ من أرض فلسطين
حسين بن محمد المهدي
من المسلَّم به أن من يفعل الخير في الناس ابتداءً فهو حكيم، ومن يفعله اقتدَاءً فهو كريم.
أما من يترك الخير ايذاءً لأهله وحرمانا لغيره فهو شقي لئيم، وأشقى منه من يبدأ بالشر، فلا يحفظ حرمة، ولا يشكر نعمة، ولا يجتنب خيانة؛ فهو وباء في البشرية وبلاء على الإنسانية.
إن احتلال الصهيونية اليهودية لأرض فلسطين شكل فاجعة إنسانية لا يقرها عقل ولا شرع ولا قانون ولا عرف ولا دين.
ألا يعلم بايدن وترامب ومن على شاكلتهم من زعماء أُورُوبا وأمريكا سوءَ فِعالهم وقبح أعمالهم في مساندتهم لمن يحتل أرض فلسطين ويقتل النساء والأطفال والشيوخ ويهدم الديار على رؤوس ساكنيها؟!
لا نظن عاقلا على وجه الأرض يرضى بأن تُحتل أرضه، وتغتصب داره، وتُقتل نساؤه وأطفاله ثم لا يحرك ساكنا.
فكيف إذَا أتى من يقر هذا المنكر، ويقول لمن يرتكب هذه الجرم الكبير استمر في منكرك ودافع عن نفسك كما يفعل ويقول زعماء أمريكا للصهيونية اليهودية المحتلّة الغاصبة هذا الكلام الأرعن!
إن العالم الإسلامي والإنساني لَيقفُ مبهوتا مفجوعا متوجعا من هول ما يسمعه من صنيع ساسة الصهيونية، والتباهي باحتلال أرض فلسطين وقتل أبنائها والرقص في مراكز الترفيه واللهو تلذذا بسفك الدماء واغتصاب الأرض وهتك الحرمات واغتصاب المقدسات والقفز على شرائع الله وكتبه وعلى كُـلّ قوانين العالم والتباهي بذلك.
إن التباهي بالجرائم التي ترتكبها الصهيونية في فلسطين ومحاولة إظهار التودد لها والاحتفال بزعمائها والطاعة لهم ربما اعتبره العلماء نبذا للحق وتقدما على أوامر القرآن (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
إن الطاعة للمسرفين -سواءٌ أكان رغبة أَو رهبة- مداجاة أَو مداهنة وسياسة جد خطير، فاستمعوا إلى القرآن وهو يقول: (وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ، الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأرض وَلا يُصْلِحُونَ) (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ).
إن العمل الإسلامي الصحيح هو الذي لا يعارض الإسلام ولا يقر احتلال أرض المسلمين وإذلالهم، فكيف تطبع مع من يحتل أرض المسلمين وترضى بذلك، وهو أمر لا يقره عقل ولا شرع ولا دين، والحل السياسي والقانوني والإسلامي والإنساني هو أن يرحل المحتلّ من أرض فلسطين أرض الإسلام، وَإذَا لم يرحل اليوم فسوف يرحل غدًا.
إن اعتداء “إسرائيل” على أرض اليمن لا يخيفهم، وإنما يزيدهم قوة وفتوة وعزيمة.
كيف وقد نصروا الله ووعدهم الله بالنصر (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ)
لقد تحرّر اليمنيون من اللؤم والوهن، وصنعوا الطائرات والصواريخ وهم ماضون في طريق تحرير فلسطين.
إن أهل اليمن أهل الإيمان والحكمة وقيادتهم الحكيمة سيرفعون راية الإسلام في فلسطين (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً).
إن المتخاذلين الذين أصابتهم سكرة حب الدنيا، وسكرة الغفلة والجهل سيدركهم العذاب ويكون للمجاهدين في محور المقاومة وغيرها أجرٌ كأجر السابقين الأولين، كما أخبر بذلك الصادق الأمين.
لقد جاء في الحديث النبوي الشريف (إنكم على بينة من ربكم ما لم تظهر فيكم سكرتان: سكرة الجهل، وسكرة حب العيش وأنتم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتجاهدون في سبيل الله، فإذا ظهر فيكم حب الدنيا فلا تأمرون بالمعروف ولا تنهون عن المنكر ولا تجاهدون، القائلون يومئذ بالكتاب والسنة كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار).
لقد أثلج صدور المسلمين اليوم خطاب السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- لقد جعله الله وأنصار الله وحزبه والمجاهدين في فلسطين سيفا مسلولا على أعدائه وسيتحقّق لهم النصر بإذن الله، ولا نامت أعين الجبناء، العزة لله ولرسوله وللمؤمنين والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين.