صمود وانتصار

كاتب أردني : “يافا” اليمنية وقعت على الكيان الصهيوني ومستوطنيه وقادته وقع الصاعقة

“يافا” اليمنية وقعت على الكيان ومستوطنيه وقادته وقع الصاعقة

 “يافا” تقلب معايير الحرب الدائرة اذ تطال عاصمة الكيان السياسية والاقتصادية، وتجمّع شركاته ومؤسساته السياحية، ومقرّ إقامة المصارف والشركات العالمية وشركات البورصة والاستثمارات الأجنبية .. نعم أعلنت “يافا” ان لا مكان في الكيان يعصى على المقاومة، وإن التجمعات السكانية الكبرى التي تحتشد في تل أبيب لم تعد تتمتع بحماية نظام أمني كم تباهى بأنه خيرة ما أنتج الغرب وأفضل ما تملك جيوشه .. وقعت “يافا” على الكيان ومستوطنيه وقادته وقع الصاعقة، وأحدثت حالة من الهستيريا الصهيونية، وأثارت قلق المعلقين والمحللين بعد فشل القوات البحرية الأميركية والبريطانية والأطلسية في منع وصولها الى قلب “تل أبيب”!

وهكذا تواصل المقاومة التقدم في العمق وعلى الأطراف والصواريخ تصل القدس وجنوب “تل أبيب”، و”يافا” تضرب قلبها .. والاشتباك لا يهدأ والعدو ما فتئ يألم، والضفة تواكب غزة، ووحدة الساحات تتعزز .. فشل القبة الحديدية ومقلاع داوود وترميم القدرة على الردع فارتياع وهرب: المستوطنون الى ألملاجئ، الخبرات، والعقول، والشركات والودائع الى نيويورك ولندن وبرلين .. هجرة عكسية وارتباك في مطار اللد فإطاحة بالثالوث الاقدس للكيان الإسرائيلي المؤقت: الأمن، والاستقرار، والرخاء الاقتصادي!

نعم، سنوقظ هذه الأرض التي استندت إلى دَمنا،

فمن دمنا إلى دمنا حدودُ الأرض ..

وسيولدون , ويكبرون , ويُقتلون’

ويولدون , ويولدون ’ ويولدون ..

نعم – يميناً، بعد هذا اليوم لن نبكي، ولن يسحقنا لا جرحٌ ولا يأسُ .. نزرع اقدامنا في الوطن، في ارضنا فلسطين من النهر الى البحر ومن الناقورة الى ام الرشراش، ونزرع عيوننا “في درب السّنى والشمسْ”، كما بشَّرتنا “فدوى طوقان” فالردّ لن يكون بالنار فقط، بل بالنار للعبور ودخول الجليل لتحريره بالبيان والتبيين لقدرات غير مسبوقة في اختراق العقل الصهيوني وقض مضاجعه بالقدرة العملية على الوصول الى مضاجعه وحصونه .. كما انها تشكل تراكماً لثقافة المواجهة مع المحتل بالدم الوطني .. ثقافة المقدرة لدى الشباب العربي عموما، والشياب الفلسطيني على نحو خاص .. وهذا ما يحصل في فلسطين – في حروب غزة والضفة تأكيداً لوحدة الساحات حيث تُبتدع وتتكون أشكال “مقاومة” لم يستطع الاحتلال وقواه الاستخبارية وداعميه تفهم عزيمة صُنّاعها او زُرّاعها على تحرير فلسطين – كل فلسطين!

نعم، اعادت ساعة السابع من أكتوبر/تشرين الاول الى الاذهان أنّ الكيان المؤقت هو “أوهن من بيت العنكبوت”، وذكّرتنا بعجزه عن مواجهة مصيره رغم كلّ الدعم والترسانات التي غمروه بها منذ نشأته طوال عقود ثمانية، فإذا ببضع مئات من المقاومين الأبطال (بالكاد بلغ عددهم 1200 مقاتل) يحطّمون فرقة غزة في جيش العدو بالكامل (حوالي 15 ألف ضابط وعسكري بكلّ عتادهم ودباباتهم وذخائرهم) ليتحوّلوا جميعاً إلى قتلى وجرحى وأسرى، وفارّين قد ولّوا الأدبار ممرغة أنوفهم في التراب .. ابطالٌ مقاومون تمكّنوا من حرفة “حياكة السجاد العجمي”، بعد أن التحموا في استراتيجية وحدة الساحات!

 

من أوسلو الى قرار الكنيست.. من “طوفان” الأقصى الى “يافا”

الياس فاخوري/ الأردن

منذ نيف وعقد من الزمان والنداءات المتكررة والمعجلة لا تنفك تتواصل بمناشدة “الرئيس الفلسطيني” ليقوم باضعف الإيمان ويتخذ موقفا يطيح ب”صفقة القرن” ويجهضها .. خاطبَتْهُ (وخاطبْتُهُ بعدها) بكل اخلاص أن قم بذلك:

{أعلنها وطلِّق أوسلو ثلاثا .. وليكن اعلان الاستقلال مصحوبا بلاءات الخرطوم الثلاثة .. واللاءات الهاشمية الثّلاث .. أعلن قيام “الجمهورية العربية الفلسطينية” المستقلة بعاصمتها القدس الشريف!

لَقَدْ أَضَلَّكم فوقّٓعتم ووقعتم، وَكانَ الشَّيْطانُ الصهيواوروبيكي لِكم خَذُولًا، فَاصْبِحُتم عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ .. فلا تكتفوا اليوم بوقف التنسيق تنفيذا لقرار التحلل من الاتفاقيات مع إسرائيل، واتخذوا مع المقاومين سبيلا!

نعم اليوم، وبعد كل ما حصل ويحصل، أرجوك ان أقْدِم .. أعلنها، سيادة الرئيس، واسقط “الصفقة” بقرنها وقرونها ..

أعلنها “أبو مازن”، أعلنها – ولو من غزة!

اعلنها واتخذ مع المقاومين سبيلا ..

اعلنها وافتح بجزمة الفدائي أُفقا!

أعلنها وأعد لنا الروح ونحن نرى المنكر، وأي منكر أعظم من احتلال فلسطين واغتصابها من النهر الى البحر ومن الناقورة الى أم الرشراش؟ لنعمل على تغيير المنكر، فلكم ارتقى الشهداء قرعا للأجراس مؤذنين باستعادة فلسطين، كل فلسطين، من النهر إلى البحر ومن الناقورة الى أم الرشراش (27،009 كم مربع – متر ينطح متر، كاملة غير منقوصة!) .. ولكم رجوتكم ان اوقفوا “الكوميديا الجاهلية” فقد شبعنا لعباً بين يدي بيرنارد لويس وصحبه اصحاب بدع وخطط وخدع تفتيت المنطقة طائفيا وعرقيا كي لا تبقى فيها دولة سوى “اسرائيل” .. من زئيف جابوتينسكي الى موشی هالبيرتال وحتى أوباما – و ترامب وبايدن بالتأكيد، سيما وهو يستكمل ذلك بوعده “المبلفر” بخصوص الجولان وغور الاردن! فكفوا عن مراقصة العدم وانسحبوا من اللعب بين أيديهم!}

وفي السابع عشر من يوليو/تموز الحالي، ومن قلب الاحتفال باليوم العالمي للعدالة الدولية، يأبى “الكنيست الإسرائيلي” الا ان يعلن قراره برفض إقامة دولة فلسطينية – قراراً تم تمريره بأغلبية ساحقة في ظلّ معارضة 9 نواب عرب فقط، الامر الذي يعكس التقاء الائتلاف الحاكم والمعارضة ويشكل تحالفاً شاملاً بين مختلف الأطياف السياسية في دولة الكيان!

ولم يكن هذا القرار وليد الصدفة، بل هو جزء من استراتيجية “إسرائيلية” معروفة تهدف إلى تقويض حلّ الدولتين وتجعل من قرارات الامم المتحدة والمؤسسات الدولية الداعمة لفلسطين مجرد حبر على ورق .. فمثلاً (أكرر مثلاً) خلال العام الحالي فقط، استولت “إسرائيل” على 40 ألف دونم من أراضي الفلسطينيين، وأقامت 20 بؤرة استيطانية جديدة!

لكن العطر يأتي من غزّة وساحات المقاومة المتحدة انسجاماً مع قول جبران خليل جبران: “تستطيع أن تسحق الزهرة تحت قدميك، ولكن أنّى لك أن تزيلَ عطرها” .. فمهما مارست “اسرائيل” من بربريتها ووحشيتها وسادية عقيدتها، يأتيك – لا بد – عطر وردة تحملها غيمة قادمة من بيارات الليمون، ومن المسجد الأقصى، ومن كنيسة القيامة، ومن جدار البرّاق، ومن نابلس وجنّين، ومن أسوار الياسَمين حيث يرقد فيرتقي آلاف الشهداء. واليوم يأتيك العطر من غزّةَ، ومن اليمن، ومن ساحات المقاومة المتحدة .. من عيون شهدائها، من ركامها، من تصميمها على النصر، من دخولها جامعات العالم… ومن إعادة فلسطين إلى الواجهة .. فها هي محكمة العدل الدولية في لاهاي تخرج برأي استشاري ينصف الشعب الفلسطيني وقضيته للمرة الأولى منذ نشأة الكيان قبل 76 عاماً، فقالت المحكمة إن فلسطين وطن تحت الاحتلال تربط شعبه وجغرافيته عناصر تاريخيّة تجعله شعباً واحداً يملك حق تقرير المصير ..

وهذه “يافا” تقلب معايير الحرب الدائرة اذ تطال عاصمة الكيان السياسية والاقتصادية، وتجمّع شركاته ومؤسساته السياحية، ومقرّ إقامة المصارف والشركات العالمية وشركات البورصة والاستثمارات الأجنبية .. نعم أعلنت “يافا” ان لا مكان في الكيان يعصى على المقاومة، وإن التجمعات السكانية الكبرى التي تحتشد في تل أبيب لم تعد تتمتع بحماية نظام أمني كم تباهى بأنه خيرة ما أنتج الغرب وأفضل ما تملك جيوشه .. وقعت “يافا” على الكيان ومستوطنيه وقادته وقع الصاعقة، وأحدثت حالة من الهستريا الصهيونية، وأثارت قلق المعلقين والمحللين بعد فشل القوات البحرية الأميركية والبريطانية والأطلسية في منع وصولهاالى قلب “تل أبيب”!

لن اطيل وأرجو ان أحيلكم لمقالي بتاريخ  الثالث من فبراير/شباط الماضي بعنوان: حل العودتين والدولة الواحدة، لا حل الدولتين – نقطة على السطر!

اكتفي بمقدمة المقال وخاتمته ..

ساعة السابع من أكتوبر/تشرين الاول 2023 – حل العودتين والدولة الواحدة، لا حل الدولتين: لا اغتصاب، لا تهجير، لا لجوء .. ليعد أهل فلسطين – حملة المفاتيح، زُرٌاع التين والزيتون – الى ديارهم، وليعد المغتصبون الى حيث تحدّروا وآباؤهم .. ليعد نتنياهو الى بولندا، و”سموتريتش” الى اوكرانيا و”يسرائيل كاتس” الى رومانيا .. حِلّوا عن فلسطين فالسَّاعَةُ مَوْعِدُكمْ “وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ” .. تُطيح ساعة السابع من أكتوبر/تشرين الاول 2023 (كما اسلفتُ في عدة مقالات) بأسطورة “العجز العربي” حضارياً وثقافياً، كما أطاحت بإسرائيل الوظيفة والدور، وجعلت منها عبئا استراتيجيا.. وتُعيد “النكبة” او”النكسة” الى موقعها التقني السياسي، كما اعادت الشيطان الى حضن يهوه، وقريباً ستفرض على “الأمم المتحدة” وريثة “عصبة الأمم” الاعتذار عن “صك الانتداب البريطاني” علی فلسطين وازالة اثاره، وستفرض على بريطانيا الاعتذار والعودة عن “وعد بلفور” وإزالة اثاره .. ولن تحتمل السماء “صفقة القرن” التي يصفعها الأردنيون لينال الفلسطينيون، كل الفلسطينيين، حقهم بالعودة وإزالة النكبة بإزالة أسبابها – ازالة اسرائيل، نقطة على السطر .. انها تُؤكد، بتجربة العبور التاريخي الى فلسطين وجغرافيا العالم الجديدة، أن “اسرائيل” لم تعد تلك “القلعة المنيعة التي يقف يهوه على بابها”، كما يرى ايتامار بن غفير وصحبه من غلاة الصهاينة .. ولسوف تُفضي الهيستيريا التي طرقت بابهم الى انفجار يُطيح اليوم بالدور الوظبفي، وغداً بدولة الاغتصاب! وها هو “الجيش الاسرائيلي” يُصاب بـ”متلازمة غزة” (Gaza syndrome) مثلما أصيب الجيش الأميركي بـ”متلازمة فيتنام”!

وهكذ تواصل المقاومة التقدم في العمق وعلى الاطراف والصواريخ تصل القدس وجنوب “تل أبيب”، و”يافا” تضرب قلبها .. والاشتباك لا يهدأ والعدو ما فتئ يألم، والضفة تواكب غزة، ووحدة الساحات تتعزز .. فشل القبة الحديدية ومقلاع داوود وترميم القدرة على الردع فارتياع وهرب: المستوطنون الى ألملاجئ، الخبرات، والعقول، والشركات والودائع الى نيويورك ولندن وبرلين .. هجرة عكسية وارتباك في مطار اللد فإطاحة بالثالوث الاقدس للكيان الاسرائيلي المؤقت: الأمن، والاستقرار، والرخاء الاقتصادي!

نعم، سنوقظ هذه الأرض التي استندت إلى دَمنا،

فمن دمنا إلى دمنا حدودُ الأرض ..

وسيولدون , ويكبرون , ويُقتلون’

ويولدون , ويولدون ’ ويولدون ..

نعم – يميناً، بعد هذا اليوم لن نبكي، ولن يسحقنا لا جرحٌ ولا يأسُ .. نزرع اقدامنا في الوطن، في ارضنا فلسطين من النهر الى البحر ومن الناقورة الى ام الرشراش، ونزرع عيوننا “في درب السّنى والشمسْ”، كما بشَّرتنا “فدوى طوقان” فالردّ لن يكون بالنار فقط، بل بالنار للعبور ودخول الجليل لتحريره بالبيان والتبيين لقدرات غير مسبوقة في اختراق العقل الصهيوني وقض مضاجعه بالقدرة العملية على الوصول الى مضاجعه وحصونه .. كما انها تشكل تراكماً لثقافة المواجهة مع المحتل بالدم الوطني .. ثقافة المقدرة لدى الشباب العربي عموما، والشياب الفلسطيني على نحو خاص .. وهذا ما يحصل في فلسطين – في حروب غزة والضفة تأكيداً لوحدة الساحات حيث تُبتدع وتتكون أشكال “مقاومة” لم يستطع الاحتلال وقواه الاستخبارية وداعميه تفهم عزيمة صُنّاعها او زُرّاعها على تحرير فلسطين – كل فلسطين!

نعم، اعادت ساعة السابع من أكتوبر/تشرين الاول الى الاذهان أنّ الكيان المؤقت هو “أوهن من بيت العنكبوت”، وذكّرتنا بعجزه عن مواجهة مصيره رغم كلّ الدعم والترسانات التي غمروه بها منذ نشأته طوال عقود ثمانية، فإذا ببضع مئات من المقاومين الأبطال (بالكاد بلغ عددهم 1200 مقاتل) يحطّمون فرقة غزة في جيش العدو بالكامل (حوالي 15 ألف ضابط وعسكري بكلّ عتادهم ودباباتهم وذخائرهم) ليتحوّلوا جميعاً إلى قتلى وجرحى وأسرى، وفارّين قد ولّوا الأدبار ممرغة أنوفهم في التراب .. ابطالٌ مقاومون تمكّنوا من حرفة “حياكة السجاد العجمي”، بعد أن التحموا في استراتيجية وحدة الساحات!

فمتى (ليس هل) تنفجر “اسرائيل”!؟ وهل تأتي نهاية “بنيامين نتنياهو” كما كانت نهاية “الملك شاوول” (1080 ـ 1010 قبل الميلاد) الذي انتحر اثر هزيمته في معركة “جبل جلبوع” على يد الفلسطينيين!؟

نعم، جاء من زحموا بالمنكـب الشهبا لترقص خيول بني حمدان زهواً، وليملأ المتنبي حلبا، وليطالعنا وجه “ديانا” والسماء ببسمة لكأنها بسمة انبياء، فنعود لسميح القاسم:

 “هنا سِفرُ تكوينهم ينتهي

هنا .. سفر تكويننا .. في ابتداء!”

لنُعد قراءة القمر – 46: “بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ” .. ساعة السابع من أكتوبر/تشرين الاول 2023، وساعة التاسع عشر من يوليو/تموز 2024! نعم، دنت ساعة حل العودتين والدولة الواحدة، لا حل الدولتين – نقطة على السطر .. لا اغتصاب، لا تهجير، لا لجوء .. ليعد أهل فلسطين – حملة المفاتيح، زُرٌاع التين والزيتون – الى ديارهم، وليعد المغتصبون الى حيث تحدّروا وآباؤهم!

الدائم هو الله، ودائم  هو الأردن العربي، ودائمة هي فلسطين ..

نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..

كاتب عربي أردني/ رأي اليوم