عن صدمة البعض في حكومة المرتزقة
الصمود||مقالات|| هاشم أحمد شرف الدين||
حسناً.. بعد تحذيرات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله تعالى – أُجبر النظام السعودي على التراجع عن استهداف شعبنا العزيز في اقتصاده وفي حرية تنقله عبر مطار صنعاء. وظهر للعالم أجمع تأكيدٌ جديد على أن حكومة المرتزقة ليست سوى أداةٍ في يد السعوديين، وأنها لا تمتلك أي قرار أو استقلال.
ما الجديد إذن؟
الجديد هو أن أتباع وجمهور الحكومة العميلة للسعودية، الذين ظلّوا يُصرّون على أن حكومتهم هي “الحكومة الوطنية” الحقيقية، يتظاهرون الآن بالصدمة والذهول، وكأنهم لم يكونوا على علم بحقيقة كون حكومتهم مجرد دمية بيد السعودية.
أي نوع من الغباء أو التواطؤ هذا الذي يدفعهم إلى التصرف على هذا النحو؟
لماذا يؤودن دور المصدومين الآن؟
بالنسبة للأتباع، لماذا يؤدون دور المصدومين في حكومتهم، وهم مثلها مجرد دمى بيد السعودية أو الإمارات ؟ إنه أمرٌ ينطوي على تناقضٍ واضح.
ربما لأنهم يخشون من مواجهة الحقيقة،
أو لأنهم يريدون الحفاظ على أوهامهم،
أو لأنهم لا يريدون أن يعترفوا بأنهم جزء من هذا العجز.
وربما يحاولون خداع أنفسهم وغيرهم، لإخفاء حقيقة كونهم مجرد تابعين مرتزقة.
وبالنسبة للجمهور، فكيف يمكن أن يقوموا بإبداء شعور الصدمة، وهم من يرددون شعارات الولاء للسعودية !؟ إنه التناقض بين الواقع والرغبة. فبعض جمهور هذه الحكومة يعلمون حقيقة كونها عميلة، لكنهم يفضّلون التمسك بأوهامهم، واعتبارها حكومة وطنية مستقلة. لذا فإن التصرف كأنهم مصدومون هو بمثابة آلية دفاعية، تهدف إلى حماية أنفسهم من مواجهة حقيقة مؤلمة.
وربما كان بعض جمهور هذه الحكومة قد انطلى عليهم خداعها وخطابها الوطني الزائف، الهادف إلى إخفاء حقيقة كونها مجرد أداةٍ في يد السعوديين و الإماراتيين.
أما البعض الآخر من جمهور هذه الحكومة فجهلة وأغبياء غافلون عن حقيقة كونها عميلة، وذلك بسبب افتقارهم إلى المعلومات أو بسبب عدم قدرتهم على فهمها.
مهما كان السبب، فإن تصرف أتباع وجمهور هذه الحكومة كأنهم مصدومون من حقيقة كونها عميلة، هو أمرٌ ساخرٌ للغاية. فهم اليوم يلعبون دور الضحايا المظلومين ويتباكون على خيبة أملهم، وكأنهم لم يكونوا على علم بحقيقتها من قبل.
إن صدمتهم وغضبتهم المزعومة هي محاولة مثيرة للشفقة لإنقاذ ما تبقى من كرامتهم، ولكن فات الأوان على ذلك. لقد كانوا متواطئين في هذه المسرحية لفترة طويلة جدا، تسع سنوات وأكثر، وهم يهتفون لمُشغلي الدمى في حكومتهم بينما يتظاهرون بأنهم أسياد مصيرهم.
– الحقيقة، أنهم مثل الممثلين في مسرحية سيئة، يحاولون إقناع الجمهور بأنهم الأبطال، في حين أنهم في الواقع مجرد بيادق في لعبة لا يفهمونها حتى.
– الحقيقة، أنهم اختاروا التظاهر بعدم الوعي، من أجل الحفاظ على أوهامهم وتحقيق مكاسب شخصية وسياسية فقط. وما صرخاتهم الغاضبة سوى محاولة يائسة لصرف الانتباه عن تواطئهم في خيانة بلدهم وشعبهم.
– الحقيقة، أنهم لا يَفهمون سوى لغة المال، ولغة الخداع، وإن وصفوا أنفسهم بِـ “المُحبين للوطن”.
– الحقيقة، أنهم مجرد خونة لوطنهم ولشعبهم، وإن وصفوا أنفسهم بِـ “المُثقفين” و “الوطنيين”. وسيبقون وسمة عار في تاريخ اليمن الحر المحترم.
– الحقيقة، أنهم يُشبهون الشخص الذي يَصِفُ نفسه بِـ “الطبيب”، بينما هو لا يَستطيع حتى شفاء نفسه. يُشبهون الطفل الذي يَصِفُ نفسه بِـ “الرجل القوي”، بينما هو لا يَزال بحاجةٍ إلى حفاظات.
قد يبدو كلامي قاسياً، لكنهم يستحقونه. فهؤلاء يستحقون كل السخرية والازدراء. لماذا؟ لأنهم سيظلون موالين لحكومتهم العميلة، بعد أن أظهروا صدمتهم فيها !
إنهم بهذا، يثبتون أنهم:
– أقل من العبيد الذين يظلون مخلصين لسيدهم، حتى بعد أن يكتشفوا أنه كان يكذب عليهم طوال الوقت.
– أسوأ من الأطفال الذين يظلون يحبون أصدقائهم السيئين، حتى بعد أن يكتشفوا أنهم كانوا يسيئون معاملتهم.
– أضل من الأغنام التي تتبع راعيها، حتى بعد أن تكتشف أنه يقودها إلى المذبح.
– أغبى من الذين يظلون يثقون في الخائن، حتى بعد أن يخونهم.
– أذل من الذين يظلون يحبون الظالم، حتى بعد أن يظلمهم.
– أكثر حمقاً من الذين يظلون يؤمنون بالباطل، حتى بعد أن تُكشف حقيقته.
– أعمى من الذين يظلون يسيرون خلف أعمى، حتى بعد أن يكتشفوا أنه لا يرى.
– أخزى من الذين يظلون يخدمون العدو، حتى بعد أن يُظهر لهم عدوانيته.
فاستمرار ولائهم لهذه الحكومة العميلة هو وسمةُ عارٍ إضافية على جبين كلٍ منهم، وشهادةٌ إضافية على استعدادهم للاستمرار في التضحية بسيادة بلادهم واستقلالها على مذبح المصلحة الشخصية والمكاسب السياسية قصيرة المدى.
يقول الله سبحانه وتعالى:
{يا أَيُّهَا الّذينَ آمَنُوا لا تَخُونوا اللهَ والرّسُولَ وتخونُوا أماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أفلا يؤمنون؟