الخامسة وما بعد الخامسة
الصمود||مقالات|| منير الشامي||
في لحظات فارقة من معركة (طوفان الأقصى) وفي ظل تطورات خطيرة تشهدُها المنطقة على مجرياتها كان آخرها قيام العدوّ الصهيوني بالعدوان المباشر على اليمن بقصف هستيري غاشم لميناء الحديدة ومخازن المشتقات النفطية ومحطة الكهرباء التي تغذّي مدينة الحديدة بالطاقة، أعلن قائد الثورة السيد العَلَم عبدالملك الحوثي، الدخولَ في المرحلة التصعيدية الخامسة ضد طغيان وإجرام العدوّ الصهيوني وحدّد نقطة الصفر لهذه المرحلة بالعملية المباركة والناجحة التي استهدفت بها قواتنا المسلحة هدفاً مهمًّا في قلب مدينة يافا المحتلّة (تل أبيب) أهم مدينة محتلّة للكيان المجرم وأهم أوكاره بطائرة مسيّرة يمنية الهوى والهُــوِيَّة فلسطينية الاسم والهدف سميت باسم اختارته المقاومة الفلسطينية باسم (يافا).
الدخول في المرحلة التصعيدية الخامسة بتلك العملية المباركة التي سبَّبت فضيحة للعدو الصهيوني وفاجأته في عقر وكره باختراقها لجميع منظوماته الدفاعية وإصابتها لهدفها بدقة متناهية له عدة دلالات هامة، وأولها أن هذه المرحلة هي مرحلة التركيز على ضرب العدوّ الصهيوني وقصف أوكاره ومنشآته في عمق الأراضي المحتلّة؛ وهو ما يعني التوسع في ميدان معركة (طوفان الأقصى) إلى خارج الأراضي المحتلّة، وتحول محور المقاومة من عمليات مرحلة الضغط على العدوّ الصهيوني لوقف عدوانه وحصاره على غزة إلى مرحلة المواجهة العسكرية المباشرة معه بكل إمْكَانيات المحور، والاستهداف المباشر لجيشه ومنشآته في كافة الأراضي المحتلّة من جميع أطراف محور المقاومة؛ الأمر الذي يشير إلى انطلاق شرارة الحرب الإقليمية، وأن عملية يافا اليمنية قد تكون هي شرارة معركة وعد الآخرة لتحرير وتطهير فلسطين من رجس هذا العدوّ المتوحش.
قائد الثورة -يحفظه الله ويرعاه- في كلمته الأخيرة التي أعلن فيها تدشين المرحلة الخامسة، أكّـد أَيْـضاً أن في هذه المرحلة مفاجآت كبيرة لا يتوقعها العدوّ واعتقد أن معظم مفاجآتها ستتضمن الكشف عن أسلحة استراتيجية جديدة بقدرات ومواصفات متطورة جِـدًّا، أولاها طائرة يافا المستخدمة في تدشين المرحلة التي أذهلت الجميع بقدرتها وصدمت جميع أعداء الأُمَّــة بمواصفاتها.
وفي رده على مزاعم العدوّ الصهيوني والأمريكي وعملائهما من أنظمة الخيانة والتطبيع أكّـد سماحته أن هذه طائرة يافا صنعت بأياد يمنية ١٠٠ % وأنتج منها أعدادًا كبيرة وبين سماحته أن هناك تنسيقًا وتخطيطًا كاملَينِ بين أطراف المقاومة في إطار وحدة الهدف والقضية، وأنه يتم تنفيذ العمليات على هذا الأَسَاس بالتوافق، لا على أَسَاس الإملاءات لا من إيران ولا من غيرها، وأن إيران طرف من أطراف محور المقاومة ويتم التعامل معها على هذا النحو ولا تتدخل في شؤون الأطراف الأُخرى بأي شكل.
إضافة إلى ذلك فقد تبين من خلال كلمة قائد الثورة -يحفظه الله ويرعاه- أن اليمن سيعتمد على استراتيجية النفَس الطويل في مواجهة العدوّ الصهيوني وأن تصعيد العمليات القادمة سيتوسع ليشمل كافة المستوطنات المحتلّة وفي مقدمتها تل أبيب ولا خطوط حمراء أبداً.
والخلاصة أن العدوّ الصهيوني بتوسيعه لدائرة المواجهات بعدوانه الغاشم على اليمن قد ارتكب خطأ فادحاً، وفتح لمحور المقاومة الباب الذي كانوا يتمنون فتحه، باب المواجهات المباشرة لطغيانه وإجرامه، وأن تصريحات وتهديدات المجرم نتن ياهو عن قصف المنشآت المدنية بالحديدة إنما يعكس حالة الرعب الذي أصابه من قدرات مسيّرة يافا، وَإذَا كان هذا حاله فكيف حال المستوطنين من الصهاينة وكيف سيكون حالهم بعد الخامسة؟