صمود وانتصار

غزة.. بين مطرقة الإجرام الصهيوني وسندان الخذلان العربي والإسلامي

صادق البهكلي

عشرة أشهر والجرائم الصهيونية تتواصل منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي تتعقب البشر والحجر لتحصد الأرواح وتدمير وتحرق وتبعثر بإشلاء الفلسطينيين، لا تفرق بين كبير وصغير ولا رجل وأمراءه وتلاحقهم الطائرات الصهيونية حتى داخل مخيمات النزوح صور ومشاهد صادمة تتداول على صفحات شبكات التواصل وعلى شاشات القنوات التلفزيونية ، وما تزال جرائم العدو الصهيوني مرشحة للزيادة وكل يوم جريمة.

منذ السابع من أكتوبر 2023 م والعدو الصهيوني يواصل محارقه بحق 2 مليون فلسطيني داخل قطاع غزة الذي تحول إلى أشبه بفرن يصهر فيه كل شيء. حصيلة ثقيلة من الضحايا فمنذ عشرة أشهر تجاوزت حصيلة الخسائر البشرية 40 الف شهيد وأكثر من مائة الف مصاب وأكثر من 40 الف طن من الركام  إضافة إلى فرض الحصار واغلاق المعابر وتجويع من تبقى على قيد الحياة إنها مأساة إنسانية كبرى لا مثيل لها ولا تستطيع أي لغة وصف ما يحدث ..

ما يحزن ما يبعث على الأسى والألم هي حالة الصمت العربي المطبق على الصعيدين الرسمي والشعبي إزاء الجرائم الإسرائيلية المتصاعدة والحصار المفروض على قطاع غزة.

أين الحكومات العربية؟

أين الشعوب العربية؟

أين ملياري مسلم مما يحدث؟

أين الجماعات التكفيرية التي ضلت تقتل وتفجر المساجد والأسواق وتذبح وتسلخ المسلمين في مختلف الدول؟

لماذا تحشد الأنظمة العربية الجيوش وتستعرض قواتها وتشتري المرتزقة من مختلف بقاع العالم، وتشتري الأسلحة وتحرك الطائرات الحربية والاساطيل العسكرية لتحارب بلد عربي آخر كاليمن مثلا فيما تصمت تنشغل عن أبناء فلسطين الذين يذبحون من الوريد إلى الوريد بحفلات العري والخلاعة وبمسابقات الكلاب وألعاب الشواذ؟ أليس أبناء غزة عربا ومسلمين ألا يستحقون عاصفة حزم لحمايتهم ، ألا يستحقون أن يحتضنهم الحضن العربي المزعوم؟؟.

ما يجري في غزة وصمة عار لكل الإنسانية ووصمة عار مضاعفة للزعماء العرب وللشعوب العربية على وجه التحديد..

الكيان الصهيوني لا يقيم أي وزن لا لقرارات دولية ولا لمناشدات إنسانية ولا لمحاكم دولية فكيف سيعير مناشدات الأنظمة العربية أي قيمة؟

لماذا وصل الحال بالأنظمة والشعوب العربية والإسلامية إلى هذا الحال المخز والمعيب؟

هذا ما سنحاول مناقشته في هذا التقرير نبحث عن الأسباب نفتش عن الخفايا وراء هذا الخذلان وهذا التفريط؟

 

أسباب التخاذل العربي والإسلامي

أولا: الجهل بطبيعة الصراع مع العدو

يقول السيد حسين بدر الدين الحوثي في محاضرة [يوم القدس العالمي]: ((إسرائيل لم تعد تلك البقعة التي تهيمن عليها داخل فلسطين.. الثقافة، الرأي العام، الهيمنة الإعلامية، الهيمنة الثقافية أصبحت بأيدي اليهود، فنحن بحاجة إلى أن نواجه اليهود، وليس فقط إسرائيل، اليهود تأثيرهم يصل إلى كل مكان. والعقائد الباطلة هي تاريخياً من صنع اليهود، العقائد الباطلة التي اندست داخل المسلمين هي تاريخياً من صنع من اندسوا من داخل اليهود)).

ويضيف: (( لهذا هم واثقون الآن بأنه ليس باستطاعتنا أن نعمل شيئاً.. أليست إسرائيل تتحدى داخل البلاد العربية تتحدى؟ تضرب والعرب محيطون بها، والدول العربية تجتمع أحياناً أو تندد؟ ولا يحرك فيهم شعرة)).

 

ويقول في محاضرة [ من نحن ومنهم]: ((لما نسينا هذه: أنهم أعداء, أنهم حاسدون, أنهم ما يودون لنا أي خير, أن قلوبهم مليئة بالحقد علينا, أنهم حريصون على إذلالنا, أنهم كذا, أنهم كذا… الخ, خصال متعددة نبهنا الله عليها في القرآن الكريم بالنسبة لهم نسيناها, بينما آدم نسي واحدة فقط, نسي أن الشيطان عدو, هو قيل له: إن الشيطان عدو, أما الله فقد قال لنا بالنسبة للآخرين من أهل الكتاب من اليهود والنصارى: هم حساد, لا يودون لكم أي خير, هم حاقدون, هم لا يحبونكم, ويكرهونكم, هم كذا, هم كذا.

نسينا هذه فما الذي جر علينا من وبالٍ نسيانُنا لهذا؟ أصبحنا نتثقف بثقافتهم, أصبحنا نحرص على أن نقلدهم في كل شيء بدءاً من كبارنا إلى أطفالنا ونسائنا, أصبحنا ننظر إليهم نظرة إكبار وإعظام وإجلال, أصبح الشخص منا يعتز بأنه أصبح شخصاً عصرياً وحضارياً عندما يمثلهم ويقلدهم في شؤون حياته فما الذي حصل؟ شقينا كما شقي آدم, ألم يشق العرب؟ تجمع لنا الشقاء والضلال كما شقي آدم عندما أُخرج من الجنة، إلا أنه لم يضل {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى}(طه122) شقي في حياته, احتاج يقوم يشتغل, لم يعد معه لا ملابس ولا طعام ولا شراب، احتاج يقوم يكدّ.

لكن نحن على أيدي هؤلاء تجمع لنا الشقاء والضلال, الشقاء والضلال بكله, تجمع لنا على أيدي هؤلاء؛ لأننا نسينا من هم, والعجيب أيضاً تتجلى الأحداث إلى درجة عالية جداً من الوضوح, فيتجلى للعرب أن أمريكا وراء إسرائيل, وإسرائيل هي عدوهم, أليست الأشياء متجلية بشكل واضح جداً, لكن أصبح الناس في تيه وفي ضلال لدرجة أنهم لم يعرفوا ماذا يعني أنه إذا كان عدو, ما ذا يعني العداوة, وكيف أتعامل معه؟!.

عدو ينطلقون ليبحثوا عن السلام من تحت أقدامه, عدو يعتزون ويتسابقون على الولاء له, وأنه دولة صديقة, ويدخلون معه في مواثيق كثيرة, وفي اتفاقيات كثيرة, اقتصادية, ثقافية.. الخ!!.

فإذا كان آدم شقي عندما خرج من الجنة بموقف واحد, ونحن تراكم لدينا الشقاء بشكل رهيب جداً, تراكم الضلال بشكل رهيب جداً.

ثانيا: تغيير المفاهيم وخلق قناعات تخدمهم:

منذ بداية الاحتلال الصهيوني لفلسطين واليهود يعملون على ضرب المفاهيم الإسلامية وإيجاد قناعات داخل الشعوب الإسلامية تخدم مشروعهم الاستعماري حتى أنهم نجحوا في بناء وعي قومي يهودي داخل إسرائيل أكثر فعالية وتأثيراً من الجهود العربية، التي تكاد تكون معدومة، في خلق وعي إسلامي تجاه طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني كما قدمه القرآن عدو لا يمكن أن ينجح معه سوى القوة والجهاد في سبيل الله، فبينما نجح اليهود في ترسيخ العداء العربي والإسلامي في أجيالهم نجد العرب والمسلمون يتحدثون عن مصطلحات جوفاء مثل “الصراع العربي الإسرائيلي”.. ثم ” الصراع الفلسطيني الإسرائيلي” وأخيرا الحديث بلسان اليهود وتبني مصطلحاتهم ضد المقاومة الفلسطينية..

–           المناهج الدراسية ودورها في تشكيل الوعي

في المنهج الصهيوني وضمن فلسفة التربية الصهيونية المطبّقة في مدارس الكيان الإسرائيلي، يتم تلقين وزرع في عقول الناشئة من أبناء المهاجرين والمستوطنين اليهود، وعبر عملية منظمة من التوجيه التربوي، التي تتسم بأعنف أشكال العرقية والعنصرية والعدوانية، وتعاليم ونبوءات وإرهاصات كاذبة، روّج لها قادة الاستعمار في الغرب المتصهين، مع مجموعة من حاخامات أوروبا وأدباء ومفكري الصهيونية الجدد، أمثال ليوبنسكر وهيرتزل، وغيرهم ومن ضمن هذه التعاليم تصوير العربي مجرد لص وحقير سرق أرضهم وشخصية هزيلة جبانة، يفضي بأسرار بلده من الخوف والجبن دون أن يطلبها منه أحد، ويصرّ في تذلل على تقبيل أيدي الجنود اليهود، في حين يمتنع اليهودي عن الموافقة على ذلك التقبيل.

كما تركز المناهج الصهيونية بشكل عام على النقاط التالية:

  • إن اليهود أمة واحدة لا بد من تجميعهم في أرض فلسطين؛ ليكونوا في بوتقة واحدة يجمعهم الدين، واللغة، والوطن.
  • إن “أرض إسرائيل” هي وطن هذه الأمة، ولا بد من العودة إليه والارتباط به.
  • إعادة صياغة الأمة اليهودية وفق الروح والثقافة اليهودية، وحيًا من الدين اليهودي واللغة العبرية، وتطبيق ذلك على اليهود جميعًا، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.
  • اعتبار التوراة في أصولها العبرية المصدر الأساس للتاريخ اليهودي، وجغرافية الوطن، ومصدر اللغة العبرية، والأدب القومي، والمحتوى الأساسي للتقاليد الروحية والأخلاقية.
  • اعتبار الشعب اليهودي شعب الله المختار، الذي هو فوق كل الشعوب، وكل الشعوب مسخّرة لخدمته، واعتبار كل الحضارات والعلوم إنما هي وحي من هذا الشعب المختار.
  • إيجاد المجتمع العسكري الدائم، وذلك بتدريب الشعب كله على الجندية، وبما يشجّع على إدخال التدريب العسكري إلى المدارس، وتأسيس منظمات (الجنداع) و (النحال)؛ لشحن أفكار الناشئة منذ نعومة أظفارهم بروح العداء والاحتقار للعرب.
  • الإيحاء للأجيال الناشئة دومًا بأن العرب يعملون على إبادتهم وتدمير دولة “إسرائيل”، وشحن المنهاج المدرسي بصور البطولات الخارقة للشعب اليهودي، الذي وعده الله بالاستخلاف في الأرض، وتذكير التلاميذ بأيام الإذلال والمهانة والمذابح، التي واجهها اليهود على أيدي الشعوب الأخرى على مر العصور (الكنيست، 2016).

في المقابل يمكن أن نتساءل أين هي المناهج الدراسية التي تربي الأجيال العربية على معاداة إسرائيل وأمريكا؟ أين هو الدور التربوي من وزارات التعليم والإعلام لتعزيز الوعي المقاوم؟ لا نجد شيئاً من هذا القبيل. بل إن التأثير الإسرائيلي على الدول العربية أصبح واضحاً حتى في تغيير المفردات اللغوية المستخدمة في الإعلام العربي، وحتى في تغيير المناهج نفسها فقد استطاعوا حذف كل شيء ينتقد إسرائيل آيات قرآنية، قصائد شعرية، نصوص بل أن بعض الدول العربية أدرجت نصوص تنص على أن اليهود أخوة وأبناء عم كما ظهر جليا في المنهج الإماراتي والمنهج السعودي، إضافة إلى نشاط شيوخ الدجل وكهنة البلاطات العربية داخل المساجد واختلاق روايات ينسبونها ـ كذبا وزورا ـ إلى رسول الله أنه أقام علاقات ودية مع اليهود.

–           التأثير الإسرائيلي على الإعلام العربي

الإسرائيليون يضغطون بشدة على الإعلام العربي لإزالة مصطلحات مثل “العدو الإسرائيلي”، التي كانت تُستخدم في الماضي. اليوم، حتى الإعلام الفلسطيني نادراً ما يستخدم هذه المصطلحات، ويكتفي بالإشارة إلى “حكومة نتانياهو” دون ذكر إسرائيل كعدو. هذا التغيير يعكس الاعتراف الضمني بإسرائيل وتجاهل مشكلتها الأساسية، بل ظهرت السلطات الفلسطينية وعبر رأسها محمود عباس يهاجم المقاومة الفلسطينية حماس ويحملها مسؤولية ما يحدث من جرائم صهيونية… اليس هذا يعتبر من أكبر شواهد الخذلان والتيه التي يعيشها العرب والمسلمين؟

–           استبدال المصطلحات

حتى مصطلحات الإسلامية القرآنية مثل “جهاد” تم استبدالها بمصطلحات أقل تأثيراً مثل “مقاومة” و”انتفاضة”. هذا التحول في اللغة يخدم الأجندة الإسرائيلية في تهميش المفاهيم الإسلامية المقاومة ويعزز من سيطرتهم الثقافية والإعلامية على الوعي العربي.

ثالثا فصل الأمة عن هويتها الإسلامية واستبدالها بثقافة التغريب

عملت الصهيونية العالمية عبر أجهزة المخابرات الغربية التي تتحرك في خدمتها على سلخ الأمة الإسلامية عن هويتها واستبدالها بنزعة التغريب حتى فقدت هذه الأمة البوصلة وأصبحت كما نشاهد اليوم تعيش موت سريري، فقدت حتى ضميرها فلم تعد ما تشاهده من إجرام حتى بهذا الشكل الصادم يستثيرها، بينما نجد شعوب لا تعرف الإسلام تثور وتخرج إلى الشوارع تندد بما يحدث من إجرام انطلاقا من احساسها الإنساني فلماذا مات ضمير هذه الأمة خصوصاً وهؤلاء الذين يتعرضون للإبادة هم أبنائها لماذا؟

إن سبب ذلك هو تغلل اليهود وسيطرتهم عبر عملائهم الذين اشتروهم ووظفوهم في أهم مفاصل الأنظمة التي تحكم هذه الأمة ففصلوا الأمة عن هويتها الإسلامية واستبدلوها بثقافة صنعوها تميت الضمائر وتفسد النفوس وتم تدجينها وتمييعها بتغيير لتظهر بهذا المستوى الذي يخدمهم:

فيما يلي بعض أبرز مظاهر التغريب:

  1. التركيز على المرأة وتقديس الموضة

تحت عناوين المساواة وحقوق المرأة تم استهداف المرأة المسلمة فبدلاً من أن القيام بمسؤوليتها في صنع الرجال باتت تزاحمهم في المكاتب والفنادق والملاهي وغيرها وأصبح اللباس الغربي الذي يكشف أجزاء كبيرة من الجسم شائعاً بين النساء العربيات، خاصة في المدن الكبرى. الأزياء التقليدية التي كانت تحتفظ بالحشمة والاستقامة تم استبدالها تدريجياً بأزياء غربية فاضحة حولت المرأة المسلمة من جوهرة إلى مجرد سلعة.

  1. التأثير الإعلامي:

برامج التلفزيون والإعلانات والأفلام الغربية لعبت دوراً كبيراً في فصل الأمة عن هويتها وتغريبها، مما أثرت على الشباب والشابات بشكل خاص.

  1. ثقافة الاستهلاك

أصبح المستهلك العربي يعتمد بشكل كبير على المنتجات الغربية، سواء كانت ملابس، إلكترونيات، أو حتى طعام وشراب. هذا الاعتماد أدى إلى عزوف الأمة عن الإنتاج والتصنيع والتطور وجعلها رهينة بيد الشركات اليهودية..

  1. التغير في القيم الأسرية والاجتماعية

الثقافة التغريب اليهودية ضربت بنية الأسرة المسلمة ، وعملت على بث المشاكل الأسرية وضرب القيم والمبادئ الإسلامية التي حافظت على الترابط الأسري والتكافل حيث بدأت تتلاشى.

  1. استهداف اللغة العربية:

ولأنها لغة القرآن الكريم فقد حظيت باستهداف واسع من خلال الترويج للغة الإنجليزية واعطائها مكانة أكبر في مجالات التعليم والأعمال والتكنولوجيا، مما أدى إلى تراجع استخدام اللغة العربية بين الشباب وفي وسائل الإعلام.

  1. -الانفتاح على الأفكار الغربية:

عمل أعداء الأمة عبر وسائل كثيرة بينها ما يسمى المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدنية على الترويج للأفكار والقيم الغربية التي تتعارض مع المبادئ الدينية والثقافية الإسلامية والعادات والتقاليد العربية الأصيلة وتشجيع الشباب العربي والمسلم على تبنيها، واعتبار المحافظة على القيم والمبادئ الإسلامية تزمتا وشكل من أشكال الإرهاب.

  1. صناعة الرموز الوهمية للشباب المسلم:

كما عمد الأعداء على صناعة رموز ونماذج للشباب العربي والمسلم من خلال اللاعبين والمغنين والمغنيات وأطلاق التسميات الجذابة كـ (كملكات الجمال) و(بطل العالم) وما شابه وفي المقابل ضرب الرموز الإسلامية حتى رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) واعتبار إحياء الشعائر الدينية كالمولد النبوي وغيرها من الشعائر التي تشد الأمة إلى رموزها العظماء بدعة وجهل وخرافة.. و أنها قديمة وغير ملائمة للعصر الحديث.

  1. اثارة الخلافات بين الأمة الإسلامية

ومن أخطر الوسائل التي عمل عليها اليهود في ضرب الأمة الإسلامية هو اثارة الخلافات المذهبية والطائفية والمناطقية وتغذية الصراعات القائمة على هذا الأساس من أجل خلق العداء والتنافر بين المسلمين وضرب وحدتهم..

رابعاً: الأنظمة العربية ودوافع خيانتها لأمتها

–           العلاقات السياسية والمصالح الاقتصادية:

العديد من الأنظمة العربية والإسلامية تعتمد بشكل كبير على الدعم المالي والسياسي من الغرب، مما يجعلها مترددة في اتخاذ موقف حازم ضد السياسات الإسرائيلية خوفاً من فقدان هذا الدعم.

–           الخوف من زعزعة الاستقرار الداخلي:

بعض الأنظمة تخشى أن تؤدي مواقفها المؤيدة لغزة إلى زعزعة استقرارها الداخلي، سواء من خلال احتجاجات شعبية أو من خلال ضغوط من المعارضة الداخلية.

–           التبعية الأمنية:

تعتمد بعض الدول الإسلامية على الدعم الأمني والعسكري من الدول الغربية، مما يجعلها تتجنب اتخاذ مواقف قد تتعارض مع سياسات هذه الدول.

أخيراً:

إن خذلان العالم الإسلامي لغزة يتطلب إعادة تقييم للمواقف والوعي العام، وإعادة التركيز على القيم والمبادئ الإسلامية التي تحث على نصرة المظلومين ودعم القضايا العادلة. يجب على الأنظمة والشعوب الإسلامية أن تدرك أن التحولات الثقافية والإعلامية التي يشهدها العالم لا يجب أن تؤثر على ثوابتهم ومبادئهم الدينية والأخلاقية.