بدايةُ الخامسة الصهيونية بين فكَّي الراصدة والحاصدة
منير الشامي
في الوقت الذي كان المجرم نتن ياهو يلقي كلمة أمام أعضاء الكونجرس الأمريكي كانت قناة المنار الفضائية تبث مشاهد نهارية وليلية رصدتها طائرة هدّد الاستطلاعية خلال جولتين من جولاتها لأهم وأكبر قاعدة جوية للعدو الصهيوني هي قاعدة “نفتاريم” التي تتمركز فيها أسراب لأحدث طائراته الحربية، ومقر أهم وأخطر وحدات في قوات دفاعه الجوي وكلية الطيران الحربي، وفيها أكبر مخازن تذخير الطائرات من مختلف الصواريخ والقنابل الأمريكية والغربية الحديثة والمتطورة والمحرم استخدامها دوليًّا، التي يستخدمها العدوّ الصهيوني المجرم منذ عشرة أشهر لقصف كُـلّ شيء في غزة، الحجر والبشر والشجر، وبينت تلك المشاهد دقة رصد المسيّرة هدّد ودقة تحديدها لكل تفاصيل مكونات القاعدة من مبانٍ وفيما تستخدم ومدارج ومرابض ومخازن… إلخ.
الأمر المدهش الذي عكسته تلك المشاهد هو أن هدّد قامت بعملية الرصد بتأن وبأريحية كاملة ومن علو غير مرتفع وبثقة وتحد لكل منظومات العدوّ الدفاعية، بل وكأن تلك المنظومات غير موجودة لا في القاعدة ولا في الأراضي المحتلّة، التي عبرت فوقها ذهاباً وإياباً فلم تتمكّن منظومات العدوّ من اكتشافها في أية جولة من جولاتها السابقة.
الأمر الذي يشير إلى أن هذه المسيّرة صنعت بنفس مواصفات طائرة يافا اليمنية وبنفس التقنية المتفوقة على تكنولوجيا رصد منظومات العدوّ الصهيوني.
هذا يعني بكل بساطة أن هدّد اللبنانية صممت للرصد ويافا اليمنية صممت للقصف وهذا أمر لا يستبعد؛ كون محور المقاومة رغم تباعد أطرافه يتحَرّك في مواجهة العدوّ الصهيوني كوحدة واحدة وحدها الهدف والقضية وجمعها المنهج والمشروع والغاية، ولا يخطو أي طرف خطوة في المواجهة إلَّا بتنسيق كامل وعلم ودراية بدوره ومهمته وزمن التنفيذ والدليل على ذلك العمليات المشتركة التي تم تنفيذها ضد العدوّ الصهيوني المجرم.
هذا يعني أن العدوّ الصهيوني حسب المؤشرات السابقة أصبح اليوم وفي بداية المرحلة الخامسة بين فكي طائرتي هدّد الراصدة ويافا الحاصدة وكلاهما لا تستطيع منظوماته الدفاعية رصدها.
من ناحية أُخرى فمن المؤكّـد أن تصعيد محور المقاومة خلال المرحلة الخامسة سيتضمن مفاجآت كبيرة وخطيرة على العدوّ الصهيوني من مختلف الأطراف خُصُوصاً وكلّ طرف له بنك أهداف دسمة.
وهذا يعني أن العدوّ الصهيوني اليوم قد وقع في أخطر مأزق في تاريخه الإجرامي وأن مأزقه يزيد ضيقاً عليه بمرور كُـلّ يوم أكثر من أَيَّـام عدوانه على غزة، وأنه لم يعد أي خيار أمامه ليخفف عن نفسه قليلًا إلا الوقف الفوري لعدوانه على غزة والانسحاب السريع منها وفتح المعابر.
فهل سيدرك هذه الحقيقة أم سيدفعه الرعب الذي أُصيب به من هدّد ويافا نحو المجازفة؟