ترقب لرد غير مسبوق
يعيش الكيان المؤقت حالة من الذعر والخوف غير المسبوق، خشية من الرد القادم لمحور المقاومة.
في المجمل، لقد استطاع المجرم نتنياهو مع ثلة من أعضاء حكومته المتطرفين أن يجر المنطقة إلى حافة حرب شاملة، قد تقود شرارتها إلى حرب عالمية أوسع إذا لم يتدخل العقلاء لاحتوائها.
ومنذ أن عاد نتنتياهو من واشنطن التي استقبلته بحفاوة وترحاب، وتصفيق، بدأ في المضي بخطواته الجنونية، بهدف الانتقال من حرب غزة إلى مرحلة أوسع، وهو ما أثار استياء المعارضة الصهيونية التي ترى أن نتنياهو يريد الانتقال من حرب إلى أخرى.
الآن، اتضح للجميع أن حادثة “مجدل شمس” كانت عبارة عن اخراج هزيل من قبل الأمريكي نفسه، لأن الهدف قد اتضح للجميع، من مغزى اختراع هذه الحادثة، والهدف من ورائها.. فالعين الأمريكية والصهيونية كانت ترصد أهدافاً كبرى في لبنان، وتلاحق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية، ووجد نتنياهو الشجاعة والجرأة في اتخاذ مثل هذه القرارات الحمقاء، لأنه يؤمن مدى الدعم الكبير من قبل الإدارة الأمريكية لكل خطواته الجنونية.
تظل التفسيرات كثيرة ومعقدة، بشأن الأسباب التي دفعت الكيان المؤقت إلى اتخاذ مثل هذه الخطوات الجنونية التي ستفجر حرباً شاملة في المنطقة، غير أن المتابع الدقيق لمجريات الأحداث، يجد أن الصهاينة قد تلقوا ضربة وهزيمة عسكرية قاسية في قطاع غزة، وخسائر لم يتوقعوها.
صحيح أنهم تمكنوا من تدمير القطاع، وإلحاق الأذى بالمدنيين، لكنهم في الميدان العسكري عجزوا عن تحقيق انتصار كبير على فصائل المقاومة الفلسطينية، ولم يتمكنوا من تحرير رهائنهم المحتجزين في القطاع، ولم يتاح لهم العثور على السنوار أو محمد الضيف رغم مرور 10 أشهر من المواجهة المحتدمة والشرسة التي لا مثيل لها في تاريخ الكيان المؤقت.
هذا الفشل العسكري الذريع سيرتد بالتأكيد سلباً على المجرم نتنياهو إذا ما توقفت الحرب، وسيفقد منصبه السياسي، وربما يقوده إلى السجن وحبل المشنقة، ولهذا يستشعر هذا المجرم الخطر، ويمضي إلى مرحلة أكثر تعقيداً من ذي قبل.
كان واضحاً تباهي نتنياهو بتوجيه ما سماه صفعات لحزب الله وحماس وأنصار الله في اليمن خلال هذا الأسبوع.
وبالفعل، لقد هاجم الصهاينة ميناء الحديدة غربي اليمن، وألحقوا أضراراً في خزانات الوقود، ثم استطاعوا اغتيال القائد العسكري في حزب الله اللبناني فؤاد شكر، ثم توجيه ضربة مزدوجة لإيران وحماس عن طريق اغتيال الشهيد إسماعيل هنية.
هذه الخطوات الجنونية، ضاعفت تكلفة الرد على الكيان المؤقت، وبدلاً من استعداده لمواجهة الرد اليمني، بات عليه الآن أن يتوقع رداً شاملاً قوياً وغير مسبوق من قبل إيران ومحور المقاومة، فالكل تعرض للأذى من الصهاينة، ولا بد من الثأر والانتقام، وهو ما يلمسه الجميع، ويترقبون حدوثه.
في الداخل الصهيوني، هناك خوف وهلع كبير لدى سكان “تل أبيب” و”حيفا” وغيرها، فالمواطنون سارعوا لشراء كل احتياجاتهم، فهم يتوقعون حرباً طويلة، ويعرفون أن مجنونهم سيغامر بهم إلى أبعد نهاية.. أما بالنسبة للمحور، فإنه لن يسكت ولا يجب عليه أن يسكت تجاه كل هذه الضربات المؤلمة والموجعة التي تلقاها خلال الأيام الماضية.
في جبهة لبنان، يترقب الجميع كلمة هامة لسماحة الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله عصر اليوم الخميس، والتي من الواضح أنه سيحدد طبيعة الرد، ومآلات الصراع مع العدو الصهيوني، وما الذي يمكن لحزب الله أن يفعله انتقاماً وثأراً للشهيد شكر.
وفي اليمن، سيكون هناك خطاب هام للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، ويتوقع أن يكون مليئاً بالمفاجآت، والرسائل الهامة، لا سيما وأن الرد اليمني على الكيان المؤقت لم يأت بعد.
ستكون الأيام القادمة مليئة بالأحداث الساخنة، ومن المتوقع أن يكون الرد القوي بعد مراسم تشييع جثمان الشهيد إسماعيل هنية ودفنه في قطر يوم غد الجمعة، ونتوقع أن يكون الرد يوم الثالث من أغسطس، باعتبار أن الشهيد قد دعا إلى أن يكون هذا اليوم مخصصاً لدعم ومساندة ونصر القضية الفلسطينية في جميع أنحاء العالم.
المسيرة