صمود وانتصار

اليمن.. خصم عنيد ومشكلة مستعصية بالنسبة لواشنطن 

موضوع في غاية الأهمية طالما يركز عليه الأعداء عند الحديث عن العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة، وهي نقطة حساسة تتلخص في “جرأة” اليمن، قيادة وشعبا على اتخاذ قرار الحرب دون مبالاة بالنتائج والتبعات، وعند هذه النقطة توقف الأعداء كثيرا وأخذت حقها من التحليل، لأنها نقطة جوهرية تحدد أفق الصراع، ولها تبعاتها الكبيرة جدا في أي معركة مع أعداء الأمة.

ولتفسير دوافع هجوم الجيش اليمني على “تل أبيب” تقول صحيفة “ماكورريشون” العبرية: إن التهديد الذي تشكله قوات صنعاء وجبهة البحر الأحمر على “إسرائيل” يتزايد، وإن الهجوم الذي نفذ مؤخراً بطائرة مسيّرة على “تل أبيب” سلط الضوء على جرأة “الحوثيين” والفشل الإسرائيلي الأمريكي في خلق الردع، لأنه لا مجال للعدو الإسرائيلي ـ وهو أحب الناس للحياة ـ عن ردع تلك الجرأة المنطلقة من الإيمان الواعي والثقة بالله.

ونتيجة لشعور “الإسرائيلي” بالعجز عن ردع اليمن، فقد قدمت الصحيفة نصائح قد تساعد في إيقاف هجمات اليمن، ومنها صياغة خطة استراتيجية بسرعة لضمان التفوق العسكري والاستراتيجي في المنطقة، وفي البداية، من الضروري العمل على المستوى السياسي واستعادة التعاون مع دول وسط وشرق أفريقيا المهملة، في إشارة واضحة لتجنيد الدول الأفريقية والزج بها في المعركة لتقاتل عنها، فيما يتمثل الخيار الآخر بالعمل من أجل تحالف إقليمي له وجود عسكري بحري في منطقة البحر الأحمر وبالتعاون مع دول المنطقة، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والبحرين.. ولكن كما يبدو فإن حال العدو كمن يستجير من الرمضاء بالنار، فهذه الخيارات فشلت طيلة 9 سنوات من العدوان على اليمن من إحداث فارق في واقع المعركة، وهو ما يؤكد انعدام الخيارات أمام العدو الإسرائيلي.

خنق “إسرائيل” بحلقة من النار

وفيما يتعلق بتصعيد العمليات العسكرية للقوات المسلحة وإعلان السيد القائد دخول المرحلة الخامسة، فقد أفرد المحللون الصهاينة جانبا كبيرا من اهتماماتهم عن طبيعة الأهداف التي يمكن استهدافها وما هي السيناريوهات المطروحة أمام الجيش اليمني.

صحيفة “ماكورريشون” العبرية، حاولت استقراء بعضا من المشهد الممكن حدوثه، حيث أوضحت أن الجيش اليمني يسعى لخنق “إسرائيل” بحلقة نيران واسعة من خلال تصعيد الحصار البحري إلى البحر المتوسط، والتنسيق مع قوى “محور المقاومة” لمهاجمة “إسرائيل”، مرجحة أن المرحلة الخامسة من التصعيد ستركز على هذين المسارين.

الصحيفة أبدت القلق من إعلان السيد القائد بدخول المرحلة الخامسة، خاصة وأن البداية كانت باستهداف “تل أبيب”، وإذا كانت هذه بداية الخامسة فكيف ستكون المرحلتان السادسة والسابعة؟ وأشارت إلى أن هناك خيارين اثنين أمام اليمن، الأول هو تعزيز الارتباط والتنسيق والتعاون بين صنعاء ومحور المقاومة لمزيد من التآزر بين القدرات، بهدف تنفيذ ما يسمى بحلقة النار حول ’’إسرائيل”، أما الخيار الثاني فيتمثل في توسيع الحصار البحري من منطقة البحر الأحمر وربطه بالبحر الأبيض المتوسط وتغطية كامل المنطقة بالنيران والصواريخ، وأضافت الصحيفة أنه ومن خلال الربط بين الاتجاهين، يهدف “الحوثيون” إلى خنق “إسرائيل” بحلقة من النار وإغراقها، معتبرة أن هذه “مهمة شاقة” ولكن “الحوثيين، ليسوا وحدهم”.

مسيرات اليمن تستنزف خزائن البنتاغون

وفيما يتعلق بتأثير العمليات العسكرية اليمنية على المجهود الحربي الأمريكي، فإن تصريحات الأعداء تؤكد أن واشنطن التي توصف بأنها أقوى اقتصاد في العالم، قد وصلت لطريق مسدود وتواجه مشاكل في تكاليف التصدي لهجمات اليمن.

في هذا الجانب، تقول مجلة “نيو لاينز” الأمريكية: إن الطائرات المسيّرة منخفضة التكلفة التي تستخدمها قوات صنعاء في البحر الأحمر تستنزف قدرات الجيش الأمريكي مرتفعة الثمن، مشيرة إلى أنه بينما يبحث البنتاغون عن حلول أرخص كلفة، فإن هناك خطراً في ظهور أسلحة وتكتيكات يمنية جديدة، وحتى لو تمكنت الولايات المتحدة من إيجاد الحلول فإن تفعيلها للاستفادة منها سيستغرق وقتاً طويلاً.

وعن التأثيرات غير المباشرة لطائرات اليمن، تقول الصحيفة: إن تمكن الجيش اليمني من إرسال طائرة منخفضة التكاليف اخترقت الدفاعات الجوية الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية المكلفة جدا ووصولها إلى “تل أبيب” فإن هذه مشكلة أخرى فما تم إنفاقه في هذه المنظومات ذهب سدى.

لم تنتهِ المشاكل التي تحدثها الطائرة المسيرة عند هذا الحد، فهناك تبعات أخرى حسب رأي الصحيفة تتمثل في أن “حاملات الطائرات الأمريكية وسفنها الداعمة وأجنحتها الجوية وأصول أخرى استخدمت ذخائر بملايين الدولارات بمعدل يومي تقريباً، وهي التكلفة التي تجاوزت الآن أكثر من مليار دولار، وفقاً لوزير البحرية الأمريكي كارلوس ديل تورو، وعلى الرغم من مزاعم البنتاغون بأن هذه الجهود من شأنها أن تعطل وتضعف قدرات الحوثيين، فإن القتال منخفض الكثافة لا يُظهر أي علامات على نهايته، في حين تستمر تكلفته في الارتفاع”.

واستشهدت الصحيفة بتصريح وكيل وزارة الدفاع لشؤون المشتريات والاستدامة الأمريكية ويليام لابلانت، الذي قال خلال شهادته أمام لجنة فرعية بمجلس الشيوخ في مايو: “إذا كنا نسقط طائرة بدون طيار بقيمة 50 ألف دولار في اتجاه واحد بصاروخ بقيمة 3 ملايين دولار، فهذه ليست معادلة تكلفة جيدة”.

وأشارت الصحيفة إلى “القيادة المركزية الأمريكية تظل متكتمة بشأن الذخائر المحددة المستخدمة في مهام الاعتراض اليومية تقريباً ضد الطائرات بدون طيار والصواريخ، ومع ذلك، فقد اعترفت البحرية بأنها أطلقت صواريخ قياسية (إس إم- 2، و إس إم -6، و إس إم-3) لإسقاط الطائرات بدون طيار، ويمكن أن تتراوح تكلفة هذه الصواريخ من مليوني دولار إلى 27.9 مليون دولار للقطعة الواحدة، اعتماداً على الطراز والنسخة”.

وتابع: “في يوليو أكدت البحرية أن مجموعة حاملة الطائرات آيزنهاور، التي تولت زمام المبادرة في أدوار الاعتراض لمعظم الصراع في البحر الأحمر، أطلقت 155 صاروخاً من سلسلة ستاندرد (إس إم) بالإضافة إلى 135 صاروخ كروز من طراز توماهوك (تكلف حوالي مليوني دولار لكل صاروخ)، وهذا يزيد عن نصف مليار دولار، وبالإضافة إلى ذلك، أطلقت الطائرات المخصصة للمجموعة الضاربة 420 صاروخاً جو-أرض و60 صاروخاً جو-جو. ولم توضح البحرية ما تم استخدامه على وجه التحديد، لكن قائد حاملة الطائرات آيزنهاور أشار سابقاً إلى ترسانة تضم صواريخ جو-أرض من طراز إيه جي إم -114 (تكلفتها حوالي 150 ألف دولار لكل وحدة)، وصواريخ إيه آي إم -9 وإيه آي إم-120”.

“إسرائيل” لا تزال في صدمة

وبعد  12 من العملية النوعية في “تل أبيب” ذكرت صحيفةُ “جوزليم بوست” الصهيونية،  أن مؤسّسةَ الدفاع “الإسرائيلية” لا تزالُ في حالة صدمة بعد الهجوم من اليمن بطائرة مسيّرة على يافا المسمَّاة إسرائيلياً “تل أبيب”.

واعترفت الصحيفةُ العبرية على لسان قادة عسكريين صهاينة، بأن القواتِ المسلحة اليمنية والمقاومةَ الإسلامية في العراق تمكّنت من ضرب أجزاء من أم الرشراش المحتلّة “إيلات”، بما في ذلك قاعدة بحرية باستخدام طائرات بدون طيار، كما أقرت بأن اليمن والمقاومة العراقية نفذت ضرباتِها على أجزاء من أم الرشراش منذ أواخر 2023 حتى منتصف 2024 دون أن يتم اكتشافهم؛ وهو ما كان الكيانُ يخفيه وينكرُه تماماً.

وأشَارَت “جوزليم بوست” إلى أن “الأمرَ المُخيفَ ليس أن اليمن تمكّن من قصف “تل أبيب” بل إن هذه الحادثة صدمت المؤسّسة الدفاعية”.

في السياق، أوضح مسؤول صهيوني لصحيفة “كالكاليست” أن العملية اليمنية خلطت الأوراق وبطريقة تشير إلى أن “إسرائيل دخلت في عصر لم تعد فيه آمنةً وهي عُرضةٌ وسكانها لهجوم جوي مفاجئ لا يتم منعه مسبقًا”.

من جهته قال القائد السابق لنظام الدفاع الجوي في جيش العدوّ “زفيكا هايموفيتش”: إن منع الطائرات “المعادية” من دخول الأجواء هي مهمة أَسَاسية لسلاح الجو، مبينًا أن “جيش العدوّ والقوات الجوية” فشلوا في حالة تسلل الطائرة بدون طيار وانفجارها على مبنى في تل أبيب، لافتاً إلى الرعب الذي يعيشُه الكيان بعد الضربة اليمنية، متسائلاً: “ماذا لو انفجرت الطائرة على منشأة استراتيجية أَو في أحد مباني هيئة الأركان العامة ووزارة الحرب في تل أبيب؟”.

من جانبه قال موقع إخباري أمريكي،: إن كيانَ العدوّ الصهيوني سيضطر إلى إعادة بناء دفاعاته الجوية، وذلك بعد وصول مسيّرة “يافا” اليمنية إلى قلب “تل أبيب” عاصمة الاحتلال الإسرائيلي.

ونقل موقع “Business Insider” الأمريكي، عن خبير عسكري أمريكي قوله: إن هجومَ القوات المسلحة اليمنية القاتل على “تل أبيب” يجبر “إسرائيل” على إعادةِ التفكير في دفاعاتها من الطائرات المسيَّرة، في إشارة واضحة إلى أن الضربة اليمنية فضحت هشاشة الدفاعات الإسرائيلية.

ولفت القيادي العسكري الأمريكي إلى أن تخطيطَ اليمنيين اعتمد لمهمة معقدة للغاية على مباغتة “إسرائيل” من الاتّجاه الأقل توقعًا.

اليمن يخدع جيوش العالم

وعن تأثير عملية استهداف “تل أبيب” بطائرة يافا فيما يتعلق بالتخفي والخداع، فقد أوردت صحيفة “كالكاليست” العبرية تقريرا مطولاً لا يتسع المجال لذكره كاملا، تحدثت فيه عن كيفية خداع اليمن لأكبر جيوش العالم تحصيناً بدءاً بخداع القوات الأمريكية والغربية المنتشرة في البحر الأحمر عن طريق إشغالها بعمليات عسكرية أخرى، وتسيير الطائرة وفق سرعة تم تجربتها سابقا بعد خداع الأمريكيين سابقا بنوع معين من التحليق، أما على الجانب الآخر فذكرت الصحيفة العبرية أن الطائرة اتخذت مسارا لا يمكن تصوره، بعد أن سلكت طريقها من أرتيريا ثم السودان ومنها إلى مصر ثم الانعطاف بشكل دائري إلى البحر الأبيض المتوسط لتصل إلى شواطئ”تل أبيب” بخط سير منخفض جدا يقل عن 100 متر ومن ثم الانقاض على الهدف بنجاح بعد رحلة قطعت 2600 كم، في رحلة استمرت 16 ساعة، بعد أن تم تطوير الطائرة بمحرك جديد ذات مدى أبعد واستهلاك أقل للوقود.

وقالت الصحيفة: “يبدو أن الحوثيين استعدوا جيداً لهذه الحملة، فقد تمكنوا من العمل على جميع الأنظمة والأدمغة، وتجاوز راداراتها وطائراتها المقاتلة، وإثبات مدى خداع واجهتهم المهملة”.

 

ما بعد العجز الأمريكي

بعد ثبت الجيش اليمني معادلة الردع في معركته البحرية، ووصول المجتمع الدولي إلى حالة اليأس من القدرة الأمريكية على إحداق فارق في المعركة أو الحد من الهجمات اليمنية، بدأ الإعلام الغربي الحديث عن مرحلة ما بعد العجز الأمريكي وما الذي يترتب على ذلك.

موقع “war on the rocks” الأمريكي كشف في تقرير أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد تعرف ماذا ينبغي عليها فعله تجاه “الحوثيين” بعد أن أصبح العمل العسكري والدبلوماسي عاجزين عن تحقيق أي نتيجة، وفي مجمل هذا التصريح تأكيد للاحباط الأمريكي وانسداد أفق المعركة لديه، خاصة وأن الموقع أضاف بأن هذا هو الوضع الذي وجدت الولايات المتحدة نفسها فيه اليوم مع “الحوثيين”، فالتصعيد العسكري لم يجبر هم على وقف حملتهم ضد السفن أو هجماتهم على “إسرائيل”، ولم تجبرهم الدبلوماسية على ذلك أيضا.

وللتأكيد على أن العجز الأمريكي له ما بعده، وأن سير المعارك يسير لصالح القوات المسلحة اليمنية، ففي هذا الإطار يقول الموقع بأن تكثيف استخدام القوة ضد “الحوثيين” من شأنه أن يعزز الشرعية الإقليمية لهم وسيطرتهم على اليمن، وفي الوقت نفسه، فإن ذلك من شأنه أن يجر الولايات المتحدة إلى صراع لا يمكنها الفوز به.

وللحيلولة دون إغراق أمريكا في المستنقع اليمني، فقد وجه الموقع النصح للبيت الأبيض بأنه يجب على واشنطن تجنب الفخ الذي يتحول فيه اليمن إلى فندق يمكن الإقامة فيه ولكن لا يمكنك المغادرة منه، كما أن على البيت الأبيض أن يقنع “إسرائيل” بالحفاظ على موقف دفاعي في مواجهة المزيد من استفزازات “الحوثيين” وعدم تنفيذ هجمات انتقامية متجددة، كما أن على أمريكا أن تتجنب بدء معركة لا تستطيع إنهاءها نظراً للمزايا الطبيعية التي يتمتع بها “الحوثيون”، وحصانتهم النسبية في مواجهة الهجمات الجوية، وسيطرتهم المحكمة على مصيرهم السياسي.

مشكلة مستعصية

أن يعترف الأمريكي بأن الجيش اليمني بات مشكلة مستعصية، فهذا مؤشر على أن واشنطن ذات القدرات العسكرية المتطورة باتت عاجزة أمام اليمن، في الوقت الحالي ومستقبلا، ولتأكيد ذلك فقد  ذكرت مجلة فورين أفيرز التابعة لمجلس السياسة الخارجية الأمريكية أن ” الحوثيين” أثبتوا أنهم يمثلون مشكلة مستعصية بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها  وأن أفضل الجهود التي بذلها التحالف الأمريكي لكبح جماح “الحوثيين” فشلت في ردعهم وأن القصف ضدهم لم يؤدي إلا لتسليط الضوء على تماسكهم وكما يبدوا أنهم غير مستعدين للتراجع ، مضيفة أن القصف على “الحوثيين” لن ينجح إذ يمكنهم أن يتحملوا عقابا كبيرا ويستمروا في شن هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وضد “إسرائيل”.

وقالت صحيفة فورين أفيرز: “تصاعد العمليات للحوثيين أظهرهم كبطل في المنطقة ومعارض شجاع للغرب ولم تتمكن الولايات المتحدة من وقف هجماتهم او كبح الحملة الدعائية التي يقومون بها” ، مؤكدة أن الهجمات في البحر الأحمر كان لها تداعيات كبيرة على التجارة الدولية في البحر الأحمر وبشكل متصاعد.

يقرون بالعجز ويستمرون بالمغامرة

 

وبالرغم من النصائح التي تقدمها مراكز الدراسات للإدارة الأمريكية بأنه لا يمكن التغلب على اليمن، خاصة في الوقت الراهن مع توسع الانتشار للوعي القرآني، إلا أن واشنطن لا تلتفت لتلك الملاحظات، حتى تقع في نفس النتائج المتوقعة.

مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية ذكرت في تقرير أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لا يمكنه الفوز في الحملة الجوية ضد “الحوثيين”، مشيرة إلى أن الأخيرة تعرف جيداً عدم جدوى القصف الجوي، وتمتلك مساحة من الوقت لا تمتلكها إدارة بايدن التي قالت المجلة إنها ستكون خاسرة إذا راهنت على خوض حرب استنزاف ضد صنعاء، وأضافت الصحيفة أن “القصف الجوي للأهداف العسكرية في اليمن من قبل الطائرات الأمريكية والبريطانية لم يضعف حكومة “الحوثيين” بل أدى إلى تضخيم شعورهم بأهمية دورهم الإقليمي، وقد أصبح شعارهم (الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل) سياسة قابلة للتنفيذ”.

وقالت المجلة إنه “لا يمكن للقوات المتحالفة أن تأمل في الفوز بالحرب من الجو، وخاصة ضد منطقة معادية معروفة بكهوفها الجبلية التي تعبر المرتفعات الشمالية للبلاد”، وأضافت: “لقد صمدت هذه التضاريس نفسها أمام قرون من الحروب الإمبراطورية العثمانية، وخمس سنوات من الغارات الجوية المصرية المكثفة خلال الستينيات، ومؤخراً حملة القصف والحصار السعودي في عام 2015”.

وبحسب التقرير فإن قوات صنعاء “التي قاتلت السعوديين حتى أوقفتهم، والتي تنحدر من القبائل نفسها التي اشتبكت مع العثمانيين والمصريين، تعرف جيداً عبث الحملات الجوية، وعليه، فهي مستعدة لانتظار انتهاء الصراع إلى الأبد”.

أما المهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز بحثي بريطاني، فذكر أن الهجوم على خزانات الوقود في الحديد “قد يشير إلى عدم وجود بنك أهداف عسكرية صلبة، مثل مستودعات الأسلحة أو المباني القيادية أو الرادارات”، مشيرا إلى أن “ضرب أهداف مخفية مثل الصواريخ أو الطائرات بدون طيار عند الإطلاق يتطلب أصولًا منتشرة مسبقًا في محيط اليمن لتمكين وقت رد الفعل السريع، وهو ما لا تمتلكه إسرائيل”.

وأوضح التقرير أنه بالنظر إلى أن “الضربات على أهداف الحوثيين الصلبة فشلت حتى الآن في إضعاف أو ردع المجموعة بشكل كبير، فقد اختار القادة الإسرائيليون ضرب هدف ناعم ورفيع المستوى لتحقيق تأثير سياسي بدلاً من ذلك”.