صمود وانتصار

افتتاح جامع النهرين بعد إعادة بنائه وتوسعته

الصمود|

افتتح عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي ورئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور عبدالعزيز بن حبتور ومفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، اليوم جامع النهرين بمدينة صنعاء القديمة بعد إعادة بنائه وتوسعته من قبل مؤسسة الكبوس الخيرية.

وقام الحوثي وبن حبتور وشرف الدين ومعهم عدد من وزراء حكومة تصريف الأعمال ومسؤولين في عدد من الجهات المعنية ورجال أعمال، بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية للجامع الذي يُعد معلما دينياً وتاريخياً عريقاً في حياة أبناء مدينة صنعاء القديمة بصورة خاصة واليمنيين بشكل عام.

واطلعوا على وضع الجامع بعد إعادة بنائه وتوسعته وطبيعة الطراز المعماري الذي ينسجم مع أصالة وروح العمارة اليمنية بتكلفة إجمالية بلغت مليار و500 مليون ريال ممولة من مؤسسة الكبوس الخيرية، ويشتمل على البّنية المكونة من قبة واسعة تتوسط مبنى الجامع، وعلى الناحية الشرقية ثلاث قبب أصغر ومثلها في الناحية الغربية، والمدخل الواقع ما بين الصوح والبنية يتكون سقفه من خمس قبب صغيرة، إلى جانب الملحقات من مستلزمات الإنارة والفرش ومرافق عامة.

وفي الافتتاح أكد محمد علي الحوثي، أهمية إعادة بناء جامع النهرين، لما يمثله من صرح علمي وديني يصدع بكلمة الحق في وجه الباطل.

وقال “في هذا اليوم الذي نفتتح فيه جامع النهرين نتذكر مساجد غزة التي دمّرها العدوان الصهيوني، بدعم أمريكي وأوروبي، ومن المهم على ساكني المنطقة الاهتمام بالجامع ورعاية تنظيفه، والاستفادة من الدروس والعبر التي تلقى في الجامع خشية لله تعالى ومرضاته”.

وحث عضو المجلس السياسي الأعلى القائمين على الجامع على الصدع بكلمة الحق ولا يخشون إلا الله ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .. مشيداً بدور العلماء الذي كان لهم الدور البارز في إحياء هذا الجامع ومنهم العلامة حمود بن عباس المؤيد، والعلامة محمد المنصور وغيرهم من العلماء الأجلاء.

وأضاف “حصيلة الجوامع التي استهدفها العدوان الصهيوني في قطاع غزة 821 مسجداً خلال 300 يوم، واستهدف العدوان الأمريكي، السعودي، الإماراتي في اليمن ألفاً و300 جامع ما يدل على أن العدو الذي استهدف جوامع اليمن وغزة هو واحد والإجرام والسلاح واحد”.

ونوه محمد علي الحوثي بدعم مؤسسة الكبوس وكل من أعان على إقامة هذا الصرح العلمي وغيره من المشاريع الدينية والخيرية والإنسانية.

بدوره اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال، افتتاح أحد دور العبادة ذو تاريخ عريق في قلب العاصمة صنعاء، مناسبة روحانية استثنائية يعيشها الجميع في هذه اللحظات بعد إعادة بنائه من قبل مؤسسة الكبوس ومساهمين آخرين.

وعبر عن التهاني لليمن والعاصمة صنعاء والأحياء المجاورة للجامع صاحب القيمة التاريخية الكبيرة بإعادة بنائه وفقاً للطابع المعماري اليمني الأصيل الذي هو مفخرة كبيرة للجميع.

وتوجه الدكتور بن حبتور بالشكر لعضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، على مشاركته في افتتاح الجامع والتقدير والتحية لكل من ساهم في إعادة بناء وعمارة هذا الصرح الديني الذي يحتل مكانة علمية مهمة على مستوى اليمن.

فيما استعرض مفتي الديار اليمنية العلامة شرف الدين معلومات تاريخيّة عن الجامع الذي يُعد من أقدم الجوامع العامرة التي بُنيت في صدر الإسلام بصنعاء القديمة.

وأشار إلى أن الجامع إلى جانب وظيفته التعبدية اضطلع بدور آخر في تحفيظ القرآن الكريم وتدريس العلوم الشرعية .. مؤكداً أن جامع النهرين كان وسيظل منارة للعلم يقصده طلبة العلم من كل أنحاء البلاد.

وأوضح العلامة شرف الدين أن من العلماء الأجلاء الذين كانوا لا يفارقون جامع النهرين في العقود الأخيرة العالمين الجليلين حمود بن عباس المؤيد ومحمد المنصور اللذين كانا يتناوبان على إلقاء الخطب المنبرية فضلاً عن تدريس طلبة العلم.

وأرجع إعادة بناء وتأهيل الجامع إلى انحراف قبلته عن الاتجاه الصحيح .. مشيداً بالمبادرة الخيرية لمؤسسة الكبوس في إعادة بناء وتوسعة الجامع على هذا النحو الذي يشاهده الجميع اليوم.

من جهته رحب أمين العاصمة الدكتور حمود عباد برئيس حكومة تصريف الأعمال وكافة الحاضرين بجامع النهرين الذي كان رحابا للإيمان والتقوى ومقرا للأولياء والعلماء والصالحين منهم العالمين المؤيد والمنصور وكثير من محاريب التقوى.

وقال “هذا العمل يجب أن يتنافس على مثله المتنافسين ويكون من مثله الكثير والكثير في هذا العهد الكريم عصر المسيرة القرآنية التي عززّت من مسار القرآن الكريم والإيمان”.

من جانبه ثمن رئيس الهيئة العامة للأوقاف العلامة عبدالمجيد الحوثي، جهود مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين ودوره الفاعل في متابعة استكمال مشروع تأهيل وإعادة بناء جامع النهرين الذي يُعد معلماً من معالم اليمن ومعالم صنعاء القديمة.

وأشار إلى أن هذا الجامع كان له الدور الكبير في المسيرة العملية والتنويري خاصة حينما كان على رأس من يشرف على هذا الجامع العلامة حمود عباس المؤيد.

ولفت العلامة الحوثي إلى أن إعادة تأهيل الجامع تم وفقاً للنمط المعماري اليمني .. حاثاً على تضافر الجهود لاستكمال بناء المدرسة العلمية التابعة له وكذا بناء بقية المرافق التي يحتاج إليها الجامع ليكون منارة ثقافية وعلمية وتاريخية لليمن بأسره.

وثمن إسهامات مؤسسة الكبوس التجارية في تمويل هذا مشروع إعادة تأهيل الجامع الذي سيواصل دوره العلمي والتنويري.

في حين اعتبر رئيس مؤسسة الكبوس التجارية حسن الكبوس، افتتاح الجامع بعد إعادة بنائه وتوسعته خطوة مهمة تؤكد اهتمام أبناء اليمن برعاية الصروح الدينية، خاصة تعمير المساجد وبنائها والحفاظ عليها.

وأوضح أن الجامع سيكون منارة للعلم ومصدر للخير يجمع فيه القلوب على المحبة والإيمان ويسهم في تعزيز قيم الإسلام الحنيف .. مشيراً إلى أن الجامع يتسع اليوم لألفي مصلي موزعين ما بين المصلى الرئيسي والفرعي “الأرضي” وصوح المسجد ومصلى النساء.

وأفاد الكبوس بأن المرحلة الثانية من الجامع التي سيتم البدء بها خلال الفترة القليلة المقبلة تشتمل على بناء منارة الجامع وإنشاء محلات تجارية وقفية للجامع ومساهمة في جزء من مصاريفه .. معبراً عن الشكر للهيئة العامة للأوقاف ومفتي الديار اليمنية على دورهم وإسنادهم في استكمال عملية إعادة البناء وكل من كان له الإسهام في هذا الجانب.