السيد نصرالله: على جبهات الاسناد في لبنان واليمن والعراق مواصلة العمل كما الأشهر الماضية
وجدد السيد نصرالله في كلمة له خلال الاحتفال التأبيني للشهيد القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت، مساء اليوم الثلاثاء، دعوته للدول العربية والإسلامية لأن”تعيد النظر في سلوكها أمام المخاطر التي تتهدّد المنطقة والمطلوب من إيران وسوريا الدعم السياسي والمادي والعسكري والتسهيلات”.
وقال السيد نصر الله: إن “العدو قد يلجأ إلى خرق جدار صوت فوق الضاحية من أجل إخافة الموجودين في المهرجان ولو حصل ذلك يرد عليه بالشعار المناسب”.
وأضاف: “لدينا أبناء وأحفاد من الجيل الأول من القادة يتواجدون في جبهات المقاومة، يقاتلون ويتقدمون إلى ساحة الجهاد، وهنا تكمن قوتنا في الاستمرار، فالنيل من القادة الكبار لن يمسّ بعزمنا وتصميمنا على مواصلة الطريق”.. موجها خطابه للعدو بالقول: “ردنا آتٍ قوياً ومؤثراً وما زالت بيننا وبينهم الأيام والليالي والميدان”.
وفي حديثه عن القائد الشهيد فؤاد شكر قال السيد نصر الله: “إنه من الجيل المؤسس للمقاومة ولكن هو إضافة إلى ذلك من القادة المؤسسين، السيد (محسن) كان موجوداً في معارك المقاومة الأساسية في موقع القيادة”.
وأضاف: “السيّد محسن هو من القادة الأساسيين صناع النصر عام 2000، وفي حرب تموز، غرفة المعركة الأساسية كانت بقيادته، وكان له دوره الأساسي في بناء استكمال القدرات بعد حرب تموز”.
وتابع: “في إدارة جبهة الإسناد اللبنانية، كان السيد محسن يتابع ويقود ويدير ويواصل العمل”.. لافتا إلى أن “السيد فؤاد من العقول الاستراتيجية في المقاومة وكان تكتيكياً بامتياز”.
وتابع قائلا: “على المستوى العقلي والذهني والفكرى، كان للسيد محسن ثقافة دينية واسعة، وأيضاً لديه ثقافة عامة واسعة وقدرة بيان جيدة جداً، وكان (السيد محسن) أستاذاً ومربياً ويصنع رجالاً وكان مؤثراً في المحيط الذي يعمل فيه”.
وفي المواصفات الشخصية للشهيد، قال السيد نصرالله: “لديه معنوياتٍ عالية، يقدّم المعطيات بشكل صحيح.. هو يطرح المشكلة ويطرح الحلول”، ووصفه “بسلسلة جبال يمكن الاستناد إليها في الزلازل والمحن”.
وأضاف: “نحن في مثل هذه الأحداث، كما في موضوع القادة الذين سبقوا، نعترف بالألم والحزن لأننا بشر طبيعيون ولكن نجمع بين الحزن للفراق والغبطة لهؤلاء القادة أن خُتم لهم بالشهادة، ونعترف بحجم الخسارة وخسارتنا مع السيد محسن كبيرة جداً، ولكن هذا لا يهزنا على الإطلاق والدليل استمرار العمليات”.
وتابع: “لا شكّ أن استشهاد القائد اسماعيل هنية خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني ومحور المقاومة وهو أوجَبَ الحزن والغبطة، لكن هذا لا يضعفنا ولا يهزنا والدليل تصاعد المقاومة”.
وحول التطورات في الأيام والأسابيع القليلة الماضية قال السيد نصرالله: “حصلت أحداث واتُخذت قرارات وتطوّرت ظروف تساعد بقوة على تبيان وفهم حقيقة الأهداف التي تسعى إليها حكومة نتنياهو المتطرفة والمتوحشة”.
ورأى السيد نصر الله أن “هناك شبه إجماع كبير صهيوني على رفض إقامة دولة فلسطينية بمعزل عن طبيعتها، وأصل النقاش في دولة فلسطينية مرفوض، وهذا تطور مهم لمن ما زالوا يراهنون على مسارٍ تفاوضي في القضية الفلسطينية”.
وقال: “من الواضح أن نتنياهو لا يريد وقف الحرب ويريد إلتزاماً غربياً أمريكياً في المرحلة التالية بالعودةِ إلى الحرب، لأن لديه مشروعاً في غزة”.
وأوضح أن “المشروع الصهيوني في الضفة الغربية هو استكمال الاستيطان، وتهجير الفلسطينيين إلى الأردن، ولاحقاً ضمّ الضفة”.
واعتبر السيد نصرالله أن “المشروع في الضفة من قبل طوفان الأقصى هو تهجير أهل الضفة بالقتل والعمليات والقصف بسلاح الجو”.
وحول موضوع النفاق الأمريكي قال السيد نصر الله: “أمام المجازر والتحركات الطلابية، عادت الولايات المتحدة الأمريكية تتحدّث عن القضية الفلسطينية، وهذا نفاق، فأيّ تصويتٍ على إقامة دولة فلسطينية يقابله فيتو أمريكي”.
وأضاف: “الآن، في ظل الحديث عن رد من إيران أو حزب الله أو اليمن أو المحور، فإنّ الولايات المتحدة الأمريكية ووزارة دفاعها وأساطيلها تتقدّم للدفاع عن “إسرائيل” في رسالةٍ علنية”.
وأكد السيد نصرالله أن ”إسرائيل” لم تعد قوية كما كانت وكذلك إمكانات دفاعها، وهي الآن خائفة من الردّ وتستنجد بالأمريكي والغربي والأوروبي وبأنظمةٍ عربية، وفي ذلك دليل على تراجع هيبتها”.. مشيراً إلى أن “المنطقة اليوم أمام مخاطر حقيقية والكلّ يجب أن يفهم أبعاد المرحلة الحالية ومخاطرها على فلسطين”.
وأشار إلى أن المسجد الأقصى سيكون في خطر كبير جداً.. إذا هُزمت المقاومة في غزة لا سمح الله، وهي لن تُهزَم، فإن المقدّسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين ستصير من الماضي.
وأكد السيد نصرالله أن الخوف لا يواجه بدسّ الرأس في التراب والانحناء للعاصفة، لأن العدو أصبح يقاتل بلا قواعد وبلا خطوط حمراء، على كلّ إنسان شريف أن يواجه، وهدف هذه المعركة هو منع “إسرائيل” من الانتصار والقضاء على القضية الفلسطينية.. هذه المواجهة لها أفق انتصار تاريخي كبير”.
كما أكد أن “إسرائيل” ما زالت في وضعٍ صعب حتى ما بعد اغتيال الشهيد اسماعيل هنية والشهيد السيد فؤاد شكر، بل هي أصبحت في وضعٍ أصعب وفق اعترافها، وكثيرون في الكيان قالوا لنتنياهو أنت تقودنا إلى المجهول”.
وتوجّه بالقول لبعض اللبنانيين: “عليكم أن تخافوا إذا انتصرت “إسرائيل” وأن تدركوا حجم مخاطر ما يجري في المنطقة، ونقول لهم في الحدّ الأدنى لا تطعنوا المقاومة في ظهرها ولا تشاركوا في الحرب النفسية على بيئة المقاومة”.
وشدد السيد نصر الله على أن “حزب الله سيرد وإيران سترد واليمن سيرد والعدو ينتظر ويترقب ويحسب كل صيحة هي الرد والأهم أن التصميم والقرار والقدرة موجودة”.
وحول الانتظار الصهيوني قال السيد نصر الله: “هذا الانتظار “الإسرائيلي” على مدى أسبوع “على رجل وربع” هو جزءٌ من العقاب، هو جزءُ من الردّ:.
وأضاف: “في الماضي، كان العدو يقف على رجل ونصف عند الحدود مع لبنان.. واليوم “إسرائيل” كلها تقف على رجل ونصف، الكل ينتظر ولسان حالهم “يلا خلصونا”.
وتابع:”الانتظار “الإسرائيلي” ضاغط والإجراءات المتخذة معلومة وكبيرة”.
وأردف بالقول: “الجديد أنه على مدى 75 عاماً كنّا نحن الذين نُهجّر و”الإسرائيليون: يبقون في مستعمراتهم وكانت بيوتنا تُهدم ومستعمراتهم تبقى ومصانعنا تُحرق ومصانعهم تبقى…. هذا كلّه تغيّر اليوم”.
ورأى السيد نصرالله أن “حساب العدو للذهاب إلى حرب واسعة هو قرار صعب ومعقّد والأمور ليست بهذا التبسيط”.. مؤكدا أن “ما يملكه العدو في الشمال يمكننا استهدافه في نصف ساعة”.
وقال السيد نصر الله: “اليوم، الوفود تأتي وتضغط، وبعض الاتصالات يأتي من جهات وقحة لم تستنكر قتل المدنيين والأطفال”.
واضاف: “الأمريكيون يطلبون المزيد من الوقت للعمل على وقف الحرب في غزة، ولكن من يمكن أن يثق بالأمريكيين المستمرين بالنفاق والكذب منذ عشرة شهور؟”.
وفي موضوع الردّ، قال السيد نصر الله: إن “ردّنا آتٍ إن شاء الله، وحدنا أو مع المحور، هذه معركة كبيرة ودم غالٍ وعزيز واستهداف خطير، ولا يمكن أيا تكن العواقب أن تمر المقاومة عليه هكذا”.
وأضاف: “نتحدث اليوم بمسؤولية وعن مستقبل سنصنعه سويًا بصبرنا وتحمّلنا وتوكلنا على الله ودماء شهدائنا”.
وشدد على أن “الإسرائيلي” هو الذي اختار التصعيد مع لبنان، وهو من اعتدى على إيران لفتح معركة، ونحن حريصون جداً على لبنان ونحمل هذا العبء بشكل مباشر، ولا يمكن أن نتصرف مع العدوان الثلاثاء الماضي على أنه طبيعي في سياق المعركة”.
واضاف: “لم نذهب إلى التصعيد عندما قتلوا قادة لنا أو مدنيين أما العدوان على الضاحية يجب أن يرى بعين مختلفة”.
وختم الأمين العام لحزب الله اللبناني كلمته بالقول: “ردنا آتٍ قوياً ومؤثراً وما زالت بيننا وبينهم الأيام والليالي والميدان”.