النفس الطويل في الرد اليمني
الصمود||مقالات||ناصر الشيبة||
لعل جريمةَ اغتيال القائد إسماعيل هنية، كانت من أبشع الجرائم الصهيونية، والتي أدمت قلوبَ كُـلّ أحرار الأُمَّــة، وبالذات الشعب اليمني الأصيل، الذي امتزج دمُه بالدم الفلسطيني.
وعبّر شعبنا عن استيائه العميق لهذه الجريمة وخرج بمسيرات ومظاهرات تجوب أنحاء الوطن وكلهم شعلة تتوقَّدُ للثأر للقائد إسماعيل هنية، ومطالبين القوات المسلحة بأخذ الثأر للقائد الشهيد إسماعيل هنية، وكلّ الشعب يثق بقدرات قواتنا المسلحة اليمنية، ويثقون بأن ردها ستكون أكبر وأعظم مما يتوقعه المتوقعون.
إن قواتنا المسلحة تعمل وفق استراتيجية عسكرية ولوجستية عظيمة وجبارة وقاهرة، ولا تعمل بقانون نيوتن الذي ينص على أن لكل فعل رَدَّ فعل مساوياً له في المقدار ومعاكسًا له بالاتّجاه، لكن قانونها لكل فعل رد فعل نفسه طويل، لا يساويه في المقدار، بل يزيد عن مقداره مئات المرات ويعاكسه في كُـلّ الاتّجاهات، بحيث يغلق جميع أبواب العدوّ ويعتمد على عنصر المباغتة والمفاجأة، والعدوّ الصهيوني يعرف ذلك ويعرف أن الرد اليمني إذَا نزل بساحته فساء صباح المنذرين.
إن الردَّ اليمني آتٍ لا محالة ولكنه رد مباغت، والبغتة في الرد نوع من الهلاك الذي لا يبقي ولا يذر، فأتاهم العذاب من حَيثُ لا يشعرون.
العدوُّ الصهيوني يعلم علم اليقين أن الرد اليمني قادم لا محالة، ولعل العدوّ يعد العدة ويجهز الإسعافات والملاجئ ويتوقع الضربة اليمنية بأي وقت، لكن استراتيجيات قواتنا المسلحة استراتيجية بعيدة المدى ونفَسها طويل وهي تدرس الوقت والمكان والفئة المستهدَفة من قيادات قوات العدوّ الصهيوني والمعدات العسكرية للعدو؛ لكي تستهدفه وتصطاده، وكما عودتنا قواتنا المسلحة أنها لا تستهدف إلَّا صيدًا ثمينًا.
لعل البعضَ من المرجفين والمستعجلين يتساءلون: أين الرد اليمني، ومتى سيكون، ولماذا لا يتم الآن؟ وهذا النوع من المستعجلين لا يعلمون كيف تتعامل قواتنا المسلحة مع هذا النوع من جرائم العدوّ الصهيوني، ولا يعرفون استراتيجيات قواتنا المسلحة.
وليعلم الجميع أن قواتنا المسلحة لها موعد محدّد ستقدم فيه الرد، ولو أن المتعجلين عرفوا بذلك لقالوا متى الوعد وقالت لهم قواتنا: إن موعد الرد الصبْح، لقالوا الصباح بعيد، ولكننا نقول لهم وللعدو الصهيوني: إن موعدكم الصُّبْح أليس الصبح بقريب، ولو قالت لهم قواتنا المسلحة: إن موعد الرد اليمني على العدوّ الصهيوني السبت، لَما أسبتوا، ولكن لنا وللعدو الصهيوني موعدًا لن نخلفَه نحن، وعذابُنا نازل بساحتهم؛ فإذا نزل بساحتهم فساء صباحُ المنذرين.