التغيير الجذري يحتاج لشجاعة تفهم “وفي أنفسكم أفلا تبصرون “
الصمود||مقالات||عبدالفتاح حيدرة||
القيادة الثورية في أي مجتمع أو شعب أو أمه لا يمكنها إن تقوم بكل الأدوار وحدها لتوضيح وإبراز وتقديم وتنفيذ مشروعها الثوري ، لهذا يأتي أهمية دور ومسئولية سلسلة الطلائع الثورية الواعية الممثلة للقيادة الثورية، ونماذج مشروع القيادة الثورية، فلا يتضح ولا يبرز ولا يظهر ولا يُقدم ولا ينفذ مشروع القيادة الثورية للجمهور، إلا من خلال عمل ونشاط و ممارسات طليعة السلسلة الثورية الثانية ، والتي تتحدد وظيفتها ومسئوليتها وواجبها ودورها في قيادة الجماهير نحو التغيير والبناء، بعد توعيتها عمليا من خلال حسن التدبير في معاملاتها واحقاق الحق في تعاملاتها والحكمة والرشد في تصرفاتها مع الجماهير، وبعد أن تتأكد القيادة الثورية التأكد التام دوما من التزام طليعة سلستها الثورية الثانية التزام كلي ببرنامج وظيفتها، ومهام عملها ، ومعايير مسئوليتها ، وقيم واجبها ، وشروط دورها ، فإن مسألة توعية الجماهير بمشروع القيادة الثورية وتحريض الجماهير وتنظيمها ، سوف ترتبط ارتباط تلقائي كلي وتام بموجهات وتوجيهات مشروع القيادة الثورية ، أما إذا ترك الحبل على الغارب وبدأت سلسلة الطليعة الثورية الثانية تتحرك على اهوائها وامزجتها ونفسياتها، وكلا يرعى ناقته ، وكلا يغني على ليلاه، فإننا سوف نجد ان عمق ونواة مشروع الثورة نفسه، صوت بلا جماهير ، وهذا هو الخطر بعينه واسمه وصفته..
تكمن أخطر مشاكل القيادة في مسألة قيادة سلسلة المجموعات التنفيذية الثانوية التي تكلفها القيادة بمسئوليات تسيير سلطات ومسئوليات مؤسسات الدولة ، ويكمن الخطر في ان بعض أعضاء سلسلة قيادة المجموعات التنفيذية هذه يملكون أجندتهم الخاصة ، وبصورة لا يمكن تفاديها ، فاذا كانت سلسلة مجموعتك التنفيذية سلطوية جدا ، سوف يزدريها الناس ويثورون عليك وعليها بطرقهم الصامتة و العلنية ، وإذا كانت سلسلة مجموعتك التنفيذية مرنه جدا سوف يتخطفها الانتهازيين وأصحاب المصالح فتعود إليهم الأنانية الغريزية للاهتمام بمصالحهم الشخصية الضيقة ، وفي كلتا الحالتين ستنكسر سلسلتك القيادية في مؤسسات الدولة و ستفقد انت القيادة والسلطة والسيطرة على المبتزين والانتهازيين ، ولتتجنب ذلك عليك كقيادة ان تصنع لنفسك أولا سلسة قيادة ثانوية مرتبطة بك ارتباط كلي وتام وسري ، بحيث لا تشعر مجموعاتك التنفيذية فيها ، او انهم مقيدون بسلطتها وتقييمها ، وفي نفس الوقت كل عضو وكل فرد من أعضاء المجموعات التنفيذية في مؤسسات الدولة تحت قيادتك يعلم علم اليقين ان سلسلتك القيادية السرية تراقبه وتتابعه بكل صغيرة وكبيرة وان كل ما يحدث منه سوف يكون بين يديك انت والرقابة والثواب والعقاب ..
أخيرا لتبني مؤسسات دولة تبني وتنفذ مشروع دولة يغير، ضع الإنسان المناسب في المكان المناسب أولا وأخيرا ، إنسان مسئول ينفذ روح أفكار مشروعك وتوجيهاتك وتوجهاتك ووعيك وقيمك من دون ان يكون آلة ، بمعنى ان أوامرك واضحة يترجمها له إيمانه ووعيه وحكمته وتقواه ، وتصرفاته ومعاملته للناس تحكمها قيم واخلاق ، دعه يخلق إحساسا بمشاركة الجميع ، حتى لا يقع في فخ اللاعقلانية للتفكير والتشكيك الجماعي الذان تخلقهما أمامه مطامع ومصالح المجموعات الصغيرة التي تقود سلاسل السلطة التنفيذية الثانوية وما دونها، لأن هذه المطامع فخ قسري تسمم عملية اتخاذ القرار الداخلي الصائب ، اجعل من معاقبة المخطئين في سلاسل قيادة مجموعة السلطة التنفيذية مثالا للأنصاف دوما ، ولا تمنح ابدا الحق لأي عضو من أعضاء مجموعة قيادة السلطة التنفيذية للتشكيك بمن يقيم عملها وتصرفاتها ومعاملاتها ووعيها لك ، فذلك يسمم أيضا مشروعك العام ويلوث استراتيجيتك الكبرى ويفكك وحدة سلسلتك القيادية الواعية ويعبث في تماسكها وصلابتها وصدقها وإخلاصها ووعيها وقيمها وايمانها وتقواها ، ويحولها مباشرة لمصنع ينتج اكبر عدد من الشلل التي تتصارع على المصالح الشخصية الضيقة، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم انه هو السميع البصير..