اليمن.. من التحدي إلى البناء
الصمود||مقالات||زهران القاعدي||
في سباقٍ مع الزمن وبوتيرة عالية يسعى اليمنُ نحو البناِء، ومع البناء يواجهُه اليمن تحدياتٍ دوليةً وَإقليميةً عقبَ موقفه المساند للقضية الفلسطينية، إلى التحديات الاقتصادية، والأطماع الخارجية ومخطّطاتها التي تسعى في تشطيره وإضعافه.
وفي مرحلة حسَّاسة ومفصلية، وفي ظل تمتُّع اليمنيين بالحرية الكاملة في القرار والموقف والإرادَة، وتحت قيادة حكيمة تتطلع إلى النهوض بالشعب وتحسين أوضاعه ومعيشة أبنائه، ينتقل اليمن إلى مرحلة ثانية من الصمود والبناء، بعد مرحلة من الصمود والتحدي في مواجهة العدوان دامت لما يقارب عقد من الزمان، حَيثُ نجحت فيها الحكومة السابقة برئاسة بن حبتور في أمور كثيرة أهمها: الحفاظ على مؤسّسات الدولة وتماسكها، والصمود في مواجهة العدوان وبناء القدرات العسكرية وَالحد من الانهيار الاقتصادي والمحافظة على استقرار العملة اليمنية.
مرحلة ثانية من التغيير يشهدها اليمن منذُ بدء العدوان عليه، عقب نجاح ثورة 21 سبتمبر، التي طردت الخونة والمفسدين وأنهت الوصاية الخارجية، ورسمت الحرية لكل أبناء الشعب ومكوناته، والمستقبل المنشود لليمن محليًّا ودوليًّا.
ومع حرص القيادة الثورية بقيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- على بناء اليمن وتحسين معيشة أبنائه، كان لا بُـدَّ من الانتقال إلى ما يتطلع إليه الشعب في القوة والبناء والاكتفاء، واختيار كوادر ذات كفاءة عالية تقود مؤسّسات الدولة وتحدث نقلة نوعية في حاضر اليمن ومستقبله.
حكومة بناء يكون جُلُّ اهتماماتها بناءَ الشعب اقتصاديًّا وعسكريًّا وثقافيًّا، بناءً يُلبي متطلبات المرحلة في الاكتفاء الذاتي وَيجعل من اليمن قوة مؤثرة وفعالة.
مع تغيير الحكومة في اليمن هناك تحديات أمام حكومة البناء يتحتم مواجهتها والتغلب عليها بنجاح عالٍ جِـدًّا؛ كون الأمر مطلوبًا منها لإحداث تغيُّرٍ ملموس على أرض الواقع، أهمها تحسين الاقتصاد وتحرير ما تبقى من أرض الوطن وطرد فلول الارتزاق والعمالة وتوحيده والنهوض به إلى الأفضل إقليميًّا وعالميًّا.
وتزداد تلك التحديات أمام حكومة البناء مع استمرار العدوان الصهيوني على غزة وَما تمر به المنطقة من أحداث خطيرة؛ نتيجة العنجهية الصهيونية والدعم الغربي اللامحدود لمجازر الكيان، وما آلت إليه الأمور وتطورت ردات الفعل لمحور المقاومة إسناداً لغزة، حتى دخلت اليمن في معركة مفتوحة ومباشرة مع قوى الشر أمريكا وبريطانيا، كون اليمن أحد أقطاب محور المقاومة، وسيكون لزاماً على اليمن مواصلة المعركة حتى الانتصار وتجاوز عقبات أعدائه.
في ظل تغييرات جذرية ومعركة مفتوحة تخوضُها اليمن -قيادةً وشعباً وجيشاً- ستتعاظَمُ التحدياتُ نحو البناء، ولكن عزم وإصرار الشعب كُـلّ الشعب سيتغلب عليها مهما كانت، وقد أثبت ذلك في مرحلة الصمود والتحدي، وسيثبت من جديد في مرحلة الصمود والبناء أنه شعب قوي عصيٌّ على الانكسار، لا يُغلب بفضل الله، وحينها سينعمُ اليمنيون كُـلَّ اليمنيين بقوة الدولة ووَحدتها، وسيعيشون في نعيم ثرواتها وسيادة قراراتها.