صمود وانتصار

اليمن.. موقف مبدئي ثابت من القضية الفلسطينية وتخاذل عربي مرير

كتب: المحرر السياسي

الموقف اليمني المبدئي والثابت من القضية الفلسطينية بشكل عام ومن اجتياح العصابات الصهيونية لقطاع غزة بشكل خاص ينطلق من ثوابت إيمانية وأخلاقية وإنسانية، هذا الموقف ليس تكتيكاً مرحلياً وإنما استراتيجية ثابتة ودائمة صمدت أمام الظروف والأحداث والمتغيرات الدولية المتسارعة.

تعد التظاهرات الشعبية بميدان السبعين نصرة لغزة والأقصى، للأسبوع السابع والأربعين على التوالي، بالإضافة إلى التظاهرات الشعبية في عموم المحافظات التي تأتي جميعها تأكيداً على ثبات الموقف المبدئي اليمني المساند للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وكأقل واجب لدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة التي تآمرت عليها الأنظمة العربية أولاً ثم قوى الاستعمار في أوروبا وأمريكا ثانياً.

الشيء المؤلم هو المواقف العربية المتخاذلة التي تخلت عن واجباتها القومية ودعمها لقضية كانت توصف بأنها قضية العرب المركزية؛ لقد بالغت عدة أنظمة عربية في الوقوف ضد القضية الفلسطينية، وذهبت أبعد من ذلك وارتمت في أحضان الكيان الصهيوني وأمريكا بتوقيعها على اتفاقيات تطبيع مذلة ومهينة في حقها كأنظمة، وسجلت موقفاً أسوداً سيخلده التاريخ العربي للأجيال القادمة كموقف عار.

لقد أفلح الاستعمار الأمريكي البريطاني وعملاء الموساد الصهيوني في تدمير الأنظمة العربية من داخلها وتدجينها خاصة في دول الخليج حيث الثقل المالي الذي كان يجب أن يوظف لصالح ودعم القضية الفلسطينية لكن واقع الحال كشف أن تلك الأنظمة كانت منذ زمن لا تمتلك قرارها الوطني المستقل، وأنها أنظمة تدار بجهاز التحكم عن بُعد لخدمة الكيان الصهيوني.

تمكنت المخابرات الأمريكية والأوربية والصهيونية من تحييد وإخراج أقوى الجيوش العربية من ساحة المعركة مع كيان الاحتلال حيث تم تدمير الجيشين العراقي والسوري وتدجين الجيشين المصري والأردني كجيشي تماس مع كيان الاحتلال وثبتت أجهزة المخابرات تلك الأنظمة العميلة لخدمة مصالح الاستعمار والكيان الصهيوني.

واقع مرير تعيشه الأمة العربية منذ عقود طويلة تم فيه تدمير كل مقومات الحياة الحرة وهو واقع سيترك آثاره السيئة على الأجيال العربية المتعاقبة التي ستنمو في ظل واقع مرير كهذا ولن تصحو منه الأمة في المستقبل المنظور.

مظلومية الشعب الفلسطيني وجدت داعماً لها في دول أوروبا وآسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية؛ حيث خرجت مليونيات ولاتزال دعماً للقضية الفلسطينية وتنديداً بجرائم الاحتلال وداعميه وعرّت سياسة ازدواجية المعايير التي تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الغربية.