صمود وانتصار

السيد القائد: سكان المدنية المنورة لم يكن لهم عذر في أن يتركوا الجهاد وهم 5 ألف نسمة فكيف بـ300 مليون عربي يتنصلون عن مناصرة فلسطين

الصمود|

أكد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، على أهمية الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، مشيراً إلى أن شعبنا اليمني جعل من هذه المناسبة مدرسة واسعة ومعطاءة، ومحطة تربوية وتثقيفية يستفيد منها في الارتقاء الإيماني.

وأوضح السيد القائد إلى أن كلمة هذا الأسبوع تجمع بين مستجدات مواجهة العدو الإسرائيلي وبين تدشين الأنشطة التحضيرية لذكرى المولد النبوي الشريف، مؤكداً أن الكلمة تأتي في إطار العنوان المهم لإحياء المناسبة هذا العام في قوله تعالى “يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم”.

وقال إن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حاضر دائماً وأبداً في مسارنا التعليمي والتربوي، داعياً إلى إعطاء المزيد من الاهتمام بهذه المناسبة لتحويلها إلى محطة تساعد على تحقيق نقلة على مستوى الوعي والفكر وتعزيز الروحية الجهادية.

وأشار السيد القائد إلى أن شعبنا اليمني شهد نقلات بارزة في الوعي والقيم، وذلك في مقابل تراجع بعض الشعوب قيمياً وأخلاقياً وفكرياً.

وأكد على الترابط الكبير بين موقف شعبنا الإيماني الجهادي واستجابته لله وتأسيه واقتدائه واتباعه لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم.

وشدد على أن شعبنا اليمني له اهتمامه المتميز بذكرى المولد النبوي الشريف في كل عام، وأن هذا الشيء بات معروفا عالمياً.

وأوضح أن التحضير لمناسبة المولد يبدأ بكثير من الأنشطة المفيدة ذات المحتوى الفكري والتوعوي والتعبئة الجهادية ويستمر لأسابيع، مشيراً إلى أن الاهتمام المتميز بالمناسبة يعود أساساً إلى ما هو عليه شعبنا من تجسيد لانتمائه الإيماني ومبادئ الإسلام على مدى التاريخ.

وأكد السيد القائد أن شعبنا العزيز جعل من مناسبة المولد النبوي الشريف أعظم مناسبة يحتفي بها، حيث يحضر الملايين في فعالية لا مثيل لها في العالم.

وأوضح أن هذه المناسبة تُستغل للارتقاء الإيماني وتعزيز الارتباط برسول الله صلى الله عليه وعلى آله، وبالرسالة الإلهية.

وأشار السيد القائد إلى أن البعض ينتقد إحياء هذه المناسبة كمدرسة عظيمة، في الوقت الذي لا يتخذ فيه مواقف من حفلات الرقص والمجون، مبينا أن الاحتفال ليس مجرد فرح وسرور، بل هو توجه عملي في جميع المجالات.

وأكد أن بركة الاحتفال بالمولد النبوي ملموسة في زكاة النفوس وروحية الناس، مما يعزز شعورهم بالمسؤولية وارتقاءهم الأخلاقي.

ولفت إلى أن الشعب اليمني قد ارتقى كثيراً في مستوى الوعي والبصيرة مقارنة بكثير من الشعوب.

كما شدد على أهمية الاقتداء بشخصية الرسول الأعظم، التي تُعتبر مدرسة كاملة، مشيراً إلى أن الأمة بحاجة للعودة إلى هذه الشخصية للاستفادة منها في مسيرة الاهتداء.

وأكد أن تعزيز ارتباط الأمة برسولها الكريم سيرتقي بها على جميع المستويات، مما يمكنها من استعادة دورها بين الأمم.

وحذر السيد القائد من تراجع ارتباط الأمة بالرسول والرسالة الإلهية، مشيراً إلى أن ذلك أدى إلى تدهور واقعها وأفسح المجال لشر خلق الله.

وأكد السيد القائد أنه يجب إيلاء عنوان “جهاد الكفار والمنافقين” الاهتمام الكبير في كافة فعاليات وأنشطة المولد النبوي الشريف، في ظل الهجمة الأمريكية الإسرائيلية التي تستهدف أمتنا الإسلامية.

وشدد على أن الاهتمام بالحديث عن جهاد رسول الله وكيفية نهوضه بالمؤمنين لأداء هذه الفريضة المقدسة، كفيل بالارتقاء بواقعنا إلى الأمام.

وأشار إلى معاناة المسلمين في غزة من عدوان هجمي وإبادة جماعية، الأمر الذي حرك الضمير الإنساني في بلدان غير مسلمة.

وأكد أنه إلى جانب الضمير الإنساني، هناك مسؤولية أخلاقية ودينية على كل من ينتمي للإسلام ويؤمن بالقرآن والرسالة الإلهية، تجاه هذه المعاناة.

وناشد السيد القائد المسلمين في مختلف أنحاء العالم بضرورة الوقوف إلى جانب إخوانهم في فلسطين، مؤكداً أن هذا الواجب الديني والأخلاقي لا يقل أهمية عن الضمير الإنساني المتحرك في البلدان الأخرى.

وأشار السيد القائد إلى أن بعض الأنظمة باتت مفضوحة في تواطؤها وتعاونها مع العدو الإسرائيلي ووفائها له، وهي حالة مخزية، لافتا إلى أن الأمة في أكثر شعوبها وحكوماتها فقدت تماماً الروحية الجهادية، وهذا أمر واضح ومؤسف ومؤلم.

وحذر السيد القائد من أن خمود الروح الجهادية وفقدانها يشكل خطراً حقيقياً على الأمة، معتبراً ذلك من الدروس المهمة المستفادة من سيرة الرسول وما قدمه القرآن عن جهاده ودوافعه.

وأوضح أن فقدان الروحية الجهادية يحدث فجوة كبيرة في مسيرة الاقتداء برسول الله والانتماء الإسلامي، والنتائج تكون خطيرة.

وشدد السيد القائد على أن محتوى الرسالة الإلهية ليس مجرد ممارسة بعض الشعائر الدينية وتأدية الالتزامات الأخلاقية، بل هناك مسؤوليات مقدسة كالدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله وإقامة القسط في الأرض.

وأكد أن ترك الجهاد في سبيل الله تعالى في ظل هجمة حقيقية كاملة على الأمة من الأعداء، هو حالة خطيرة.

وأشار إلى أن القرآن كان يجعل من مواقف المتخلفين عن الجهاد والمثبطين دلالة تفضحهم في الانتماء الإيماني، وكان يصنف البعض منهم بالمنافقين.

وأوضح أن أبرز دور للمنافقين هو الارتباط بالكافرين والسعي الدؤوب لإعادة المسلمين عن الجهاد بالتخذيل والإرجاف والتهويل.

وتساءل السيد القائد كيف يتنصل 300 مليون عربي عن مناصرة فلسطين، مشيراً إلى أن سكان المدينة المنورة لم يكن لهم عذر في ترك الجهاد وهم 5 آلاف نسمة فقط.

وأكد أن العرب يتفرجون على جرائم القتل في فلسطين وانتهاك الأعراض وحرق المصاحف وتدمير المساجد وتجويع الملايين دون موقف.

وبين السيد القائد أن فقدان الروحية الجهادية يُعتبر خللاً في الانتماء الإيماني والقيم والأخلاق، وفقداناً للحالة الإيمانية.

وأشار إلى أنه يمكن للإنسان أن ينعى حالة الكثير من أبناء الأمة، باعتبارها حالة خطيرة عليهم في دينهم وإيمانهم.

وأوضح السيد القائد أن الخسارة في القيم والأخلاق والمبادئ والالتزامات الإيمانية هي خسارة فادحة وخطيرة جداً في علاقة الناس بالله تعالى.

وأكد أنه إذا فقدت الأمة الإسلامية الروح الجهادية، فإنها تفقد عزتها وشجاعتها واستقلالها وحريتها.

وأشار إلى أن فقدان الروح الجهادية يعني أن الأمة ذلت وهانت وضعفت وانكسرت وجبنت، وهذا يُطمع الأعداء فيها.

وأكد أن تنصل أبناء الأمة عن أي موقف في سبيل الله لمناصرة الشعب الفلسطيني هي حالة ذلة وجبن وخوف.

وأضاف بالقول إن الحالة المؤسفة في واقع الأمة هي أن اليهود الذين ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة باتوا يستأسدون على أبناء الأمة.