في إطار إسناد ودعم غزة.. حزب الله يواصل دك معاقل العدو بمئات الصواريخ
في إطار إسناد ودعم قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان صهيوأمريكي دموي منذ 11 شهراً على التوالي.. يواصل حزب الله اللبناني دك معاقل العدو الصهيوني بإطلاق مئات الصواريخ تجاه البلدات الفلسطينية المحتلة.
وفي هذا السياق كشفت إذاعة جيش العدو الصهيوني، اليوم الخميس، أن 1307 صواريخ أُطلقت من لبنان تجاه الكيان الصهيوني خلال الشهر الماضي في أعلى معدل لإطلاق الصواريخ في شهر واحد منذ بدء الحرب على قطاع غزة.
ونقلت الإذاعة عن جهاز الأمن العام الصهيوني (الشاباك)، في بيان له، القول: “تم إطلاق 1307 صواريخ من لبنان على “إسرائيل” في أغسطس”، أي ما يعادل 42 صاروخاً يومياً.
وبحسب معطيات “الشاباك”، شهد شهر أغسطس المنصرم إطلاق أكبر عدد من الصواريخ مقارنة مع الأشهر الأخرى منذ بداية العام الجاري.
وأوضح البيان أنه جرى خلال العام الجاري، “إطلاق 1091 صاروخاً في يوليو، و855 في يونيو، وألف صاروخ في مايو، و744 في أبريل، و746 في مارس، و534 صاروخاً في فبراير، و334 في يناير”.
كما جرى إطلاق “452 صاروخاً في مايو، و113 في أبريل، و104 في مارس، و165 في فبراير، و357 في يناير”، بحسب البيان الصهيوني.
وتقول إذاعة جيش العدو: إن “الجيش يرى أن إطلاق النار من جانب حزب الله هو جزئياً رد منه على هجمات قوات الاحتلال ومقتل كبار القادة من الحزب”.. مُستدركة: “لكن هذا ليس صحيحا دائماً، فأمس الأربعاء فقط، نفذ حزب الله 115 عملية إطلاق نار باتجاه الشمال دون مقتل قائد واحد (من الحزب)”.
وشبّهت إذاعة جيش العدو الوضع على الحدود بـ”ماء يغلي بشدة”.. مُشيرةً إلى احتمال اندلاع حرب شاملة مع حزب الله.
من جهة ثانية، أفاد “الشاباك” الصهيوني بـ”رصد إطلاق 116 صاروخا من غزة في أغسطس المنصرم، و216 في يوليو، و205 في يونيو”.
وفي فجر الـ25 من أغسطس المنصرم، وقبيل أقل من نصف ساعة على بدء رد حزب الله على استشهاد القائد الجهادي الشهيد فؤاد شكر، شن جيش العدو الصهيوني عشرات الغارات استهدفت مناطق حرجية عند الحدود، ومناطق في منطقة إقليم التفاح، وقالت بياناته: إنه نفذ “ضربة استباقية” لمنع “تهديد” وشيك لحزب الله.
ومع ذلك لم تمنع تلك الغارات رد حزب الله الذي نُفذ وفق المُخطط له، كما أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمة له عصر ذاك اليوم، قائلاً: إن المقاومة أطلقت 340 صاروخًا وعشرات المسيرات.
وفي ذلك اليوم روج الصهاينة لـ”ضربتهم الاستباقية” على أنها إنجاز أمني كبير، وقد حقق نجاحات كبيرة، وهو ما أوحى به أول المُصرحين يومها، “بنيامين نتنياهو” الذي قال: إن “جيش الإحتلال” ذكر أن آلاف الصواريخ قصيرة المدى كانت تهدف إلى إلحاق الأذى بمواطنينا وقواتنا في الجليل”، وادعى أن جيشه اعترض كامل المسيرات التي أطلقت من لبنان وكانت موجهة نحو منشأة إستراتيجية في الكيان الصهيوني.
وتبع ذلك بيانات عدة للناطقين باسم جيش العدو، لم تخرج عن سياق رواية نتنياهو، حيث أكدت تدمير آلاف منصات الصواريخ، كانت موجهة نحو “إسرائيل”، كما قال الناطق باللغة العربية: “أفيخاي أدرعي”.
ولكن بعد مرور 11 يومًا على “الضربة الاستباقية” المزعومة أو الفاشلة، كما يصف عسكريون صهاينة، اتضح أن نيران حزب الله في تصاعد، وأن كثافة إطلاق الصواريخ ردًا على الاعتداءات “الصهيونية لم تنخفض، بل هي في تزايد، كما حصل يوم أمس الأربعاء، حيث أقر جيش العدو بإحصاء ما يزيد عن 115 صاروخًا من نوع “كاتيوشا” أطلقت نحو مستوطنات شمال فلسطين المحتلة.
وهذا ما علق عليه المراسل العسكري لصحيفة “معاريف” الصهيونية آفي أشكينازي بالقول: “عند الساعة 12 ظهراً يوم أمس، أوصل حزب الله تذكيراً ورسالة إلى الحكومة الصهيونية، العدو اللدود “لإسرائيل” أنه لا يزال هنا.. لقد أطلق حزب الله بالأمس أكثر من 100 صاروخ وقذيفة هاون على منطقة الجليل التي أصبحت منذ فترة طويلة ساحة نيران لحزب الله”.
وعلى الواقع يتضح أن سردية “العدو الصهيوني في تقديم مشهد فجر يوم الأحد الـ25 من أغسطس، لم تخرج عن إطار الادعاء والاستعراض الذي سرعان ما انتهت مفاعليه مع أول صلية صواريخ أُطلقت من لبنان، كما فسر تقديم المشهد بهذه الصورة يومها على أنه خطوة تراجعية عن تصعيد، كان رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو يراهن عليه.
وعلى الميدان ما زال حزب الله اللبناني يُدير معركة الإسناد لغزة بدقة عالية، ويحافظ على قدرته النارية، بل ويحمي مقدراته عبر عمليات إخفاء واضحة، أشار إلى جزء منها السيد حسن نصر الله في خطاب الـ25 من أغسطس.
ويؤكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسن البغدادي “أنّ الهمجية الصهيونية التي تُمارس ضدّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة والضفّة الغربية المحتلة، إنّما تكشف عن حالة التوحّش المخيفة التي لم يعُد معها قادة هذا الكيان يشبعون من الدم، وعلى الجميع أن يعلم أنّ هذه الدماء المظلومة ستكون لعنةً عليهم وعلى أسيادهم وحلفائهم إلى يوم الدين”.
وشدد على أن هذه الهجمة لن تُخيف الشعب الفلسطيني بل ستزيده قوة وعنادًا، ومشهد الحجارة الذي اعتاد عليه الصهيوني تبدّل إلى الرصاص والعبوات والعمليات الاستشهادية”.
وختم الشيخ البغدادي حديثه بالقول: “ستبقى جبهات الإسناد تُشكّل رافعة أساسية لجبهة فلسطين سواءً من ناحية التخفيف عنها وإلحاق خسائر كبيرة بركائز أساسية في الكيان المؤقت، أو من جهة منعه من الاستفراد بالشعب الفلسطيني وجعل انتصارهم على القضية الفلسطينية أمرًا مستحيلًا”.
ويشار إلى أن حزب الله لا يزال يحتفظ بآلاف المقاتلين وترسانة ضخمة من الصواريخ في جنوب لبنان، وهو أحد أكثر القوى العسكرية غير الحكومية تسليحاً في العالم، ويُقدر عدد الصواريخ والقذائف التي تتوافر لدى حزب الله بما يتراوح بين 120 ألفاً و200 ألف، وفقاً لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
وفي 30 يوليو الماضي، أعلن جيش العدو الصهيوني عن اغتيال القائد العسكري الكبير في حزب الله فؤاد شكر في غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، وفي اليوم التالي، اُغتيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران.
ومنذ ذلك الحين، تنتظر المنطقة رداً من حزب الله وإيران، اللذين تعهدا كلاهما بالرد على الكيان الغاصب.. فيما تأمل أمريكا في تخفيف حدة التوترات من خلال جهود الوساطة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة.. ويشدد حزب الله على أنه لن يوقف الأعمال العدائية إلا بعد انتهاء القتال في غزة.
ويرى خبراء عسكريون أن خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله يؤكد أن الحزب يمتلك من الإمكانيات العسكرية ما يمكنه من خوض مواجهة عسكرية شاملة، وأن ترسانة حزب الله كبيرة جدا على كافة المستويات، خاصة الأسلحة المضادة للدروع.. متوقعين وجود ما بين خمسة وستة أنواع لدى الحزب من بينها صاروخ كورنيت الروسي المخصص لتدمير الدبابات.
وعلى مستوى المُسيّرات، ذكر الخبراء عدداً منها: “هدهد 1″ و”هدهد 2” و”هدهد 3″، إضافة إلى “مهاجر 1″ و”مهاجر 2″ و”صماد” و”الصاعقة”، فضلا عن أنواع أخرى لم يتم الكشف عنها.
وأشاروا إلى أن حزب الله يمتلك منظومة صواريخ بدءا من كاتيوشا قصيرة المدى (4 كيلومترات) إلى كاتيوشا متوسطة المدى (80-100 كيلومتر)، وقد تصل صواريخ إلى آلاف الكيلومترات، وغيرها مثل صاروخ “ألماس” الذي استهدف قاعدة ميرون العسكرية الصهيونية.
وكشف “حزب الله” في وقت سابق عن منشأة عسكرية باسم “عماد 4” تحوي راجمات صاروخية وتجهيزات عسكرية في أنفاق ضخمة تحت الأرض.. ونشر الإعلام الحربي التابع للحزب، مقطعاً مُصوراً يظهر منشأة لإطلاق الصواريخ تحمل اسم (عماد 4)، وتبين القدرات الصاروخية تحت عنوان (جبالنا خزائننا(.. ويظهر مقطع الفيديو الأنفاق العملاقة وهي مجهزة بأجهزة كمبيوتر وإضاءة وحجم وعمق يسمح بسهولة بمرور الشاحنات والدراجات النارية.
الجدير ذكره أن حزب الله اللبناني يواصل دك معاقل ومواقع ومستوطنات العدو الصهيوني شمال فلسطين المحتلة، رداً على قصفه لأهداف لبنانية ومواصلة حربه على قطاع غزة.. فيما يواصل العدو الصهيوني حربه على غزة متجاهلاً قرارين من مجلس الأمن الدولي بإنهائها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية، وكذلك المبادرات من الوسطاء المصريين والقطريين والأمريكيين، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع، ويُشدد حزب الله على أنه لن يوقف هجماته إلا بإيقاف العدوان الغاشم على غزة.