مجلس النواب يُحيي ذكرى المولد النبوي الشريف
الصمود|
وفي الفعالية التي حضرها عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبدالعزيز بن حبتور ورؤساء مجالس النواب الأخ يحيى علي الراعي والوزراء أحمد غالب الرهوي والقضاء الأعلى أحمد المتوكل والشورى محمد العيدروس، ألقى نائب رئيس مجلس النواب عبدالرحمن الجماعي كلمة، رحب في مستهلها باسمه ونيابة عن رئيس وهيئة رئاسة وأعضاء المجلس بالحاضرين في بيت الشعب لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف.
وأكد أهمية استلهام الدروس المستفادة من حياة الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وسيرته العطرة وتجسيدها في الواقع العملي سلوكاً وممارسة يومية لمواجهة التحديات المحدقة بالوطن والأمة.
وقال “لا خلاص لنا إلا باتباع النهج القويم لمن أرسله الله رحمة للعالمين، وأكرمه على سائر الرسل والخلق أجمعين “.. مشيرا إلى أن الاحتفال بمولده هو تأسيا بسيرته العطرة، ما يتطلب من الجميع التعبير عنها والاحتفاء بها كأقدس مناسبة تستحق الفرح والابتهاج.
ولفت الجماعي إلى أن ما وصلت اليه الأمة من ضعف وهوان، هو بسبب ابتعادها عن نبيها وتخلّيها عن ثقافة الجهاد فوهنت وهانت بعد أن كانت عزيزة وعصية على أعدائها.
وتطرق إلى ما يتعرض له أبناء غزة على أيدي شرذمة من اليهود الصهاينة وما تمارسه ضد أبناء الشعب الفلسطيني من مجازر وحرب إبادة جماعية في ظل صمت وتخاذل عربي مخزي وعلى مدى التاريخ الذي يمتد لأكثر من 75 عاما.
وأشار إلى مدى الظلم الذي لحق بأبناء الشعب الفلسطيني من العرب والمسلمين قبل غيرهم وكيف يتم هدم المساكن على رؤوس ساكنيها من الأطفال والنساء والشيوخ في وقت تمتد أيادي المطبعين لإيصال الغذاء والدواء والوقود عبر جسر من الشاحنات لإمداد العدو الصهيوني فيما يُحاصر الشعب الفلسطيني في أسوأ كارثة إنسانية لم تشهدها البشرية من قبل.
وقال نائب رئيس مجلس النواب “إننا اليوم نحتفي بمولد النبي الكريم ونستلهم أعظم الدروس في التضحية والفداء من خلال الاقتداء بالقيم التي جاء بها” .. داعياً الجميع إلى المشاركة في الفعالية الكبرى يوم 12 من ربيع الأول والذي يتم الإعداد له بناء على دعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والقيادة السياسية تعظيماً وتشريفاً للرحمة المهداة.
وحث على مواصلة الفعاليات المناصرة لمظلومية الشعب الفلسطيني .. مشيراً إلى مخاطبة قائد الثورة المستمرة لحكام وشعوب العالم للتحرك لوقف الصلف الاسرائيلي ووضع حد للمجازر التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.
ونوه بتفرد اليمن قيادة وشعباً في إسناد ودعم غزة في ظل الخذلان العربي المعيب .. لافتاً إلى أن سعي تحالف الشر الأمريكي، البريطاني، الغربي، الصهيوني لضرب اليمن لن يثني الشعب اليمني عن دوره في إسناد الشعب الفلسطيني ولن يقبل بفصله عن نبيه وسيتم التصدي لكافة المؤامرات التي تستهدف ذلك.
وأضاف “مهما تآمر المطبعّون، لن يخذل اليمن وقيادته الشجاعة الشعب الفلسطيني وسيواصل دعم ومساندة القضية الفلسطينية مهما بلغت التضحيات”.
وأكد الجماعي أن تدخل اليمن في مواجهة مباشرة مع أمريكا وإسرائيل وبريطانيا رغم تلك الأساطيل والأسلحة والجيوش التي تصورها وسائل إعلام وأبواق العدو بأنها لا تقهر، إنما يأتي انطلاقاً من المسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية للشعب اليمني.
وبين أن تلك الأساطيل والأسلحة والجيوش، ذابت أمام الإرادة الصادقة والتأييد الإلهي للشعب اليمني وأصبح واقعاً يراه الجميع في المواجهة مع العدو في البحر الأحمر وما يقابله ذلك من صمود أسطوري لفصائل المقاومة في غزة.
وجدد نائب رئيس مجلس النواب تأييد المجلس لكافة الخطوات التي يتخذها قائد الثورة في مناصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، وكذا تأييد كافة القرارات السياسية والعسكرية للمجلس السياسي الأعلى التي يتخذها في مواجهة العدوان الأمريكي، البريطاني، الإسرائيلي على اليمن بالإضافة إلى تأييد الخطوات ذات الصلة بنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم.
ودعا الحكومة إلى تعزيز ثقافة الجهاد في خططها وبرامجها، والتأكيد على استمرار التعبئة الشعبية لمناصرة القضية الفلسطينية.
كما دعا الجماعي، البرلمانات العربية والإسلامية والأحرار في برلمانات العالم لاستشعار مسؤوليتهم الدينية والأخلاقية والإنسانية والدستورية كممثلين لشعوبهم تجاه ما يتعرض له أبناء فلسطين من إبادة جماعية وحصار وتدمير لمقومات الحياة ومنع للغذاء والدواء في ظل قصف يومي متوحش للأطفال والشيوخ والنساء والمواطنين في أبشع جريمة إنسانية في العصر الحديث من قبل العدو الصهيوني.
وخاطب علماء المسلمين ورافعي شعارات الجهاد والإفتاء والفقه والمذاهب بالقول “إذا لم يكن ما يفعله الصهاينة اليهود من قتل وانتهاك للأعراض وجرائم يعجز اللسان عن النطق بها ضد أبناء فلسطين يستوجب الجهاد فمتى يكون الجهاد؟”.
بدوره ألقى العلامة حسين بن محمد الهدار كلمة رابطة علماء اليمن، أكد أهمية إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، باعتبار ذلك من صلب وأوامر الدين الحنيف.
وأشار إلى أن أعظم خير نزل هو ميلاد الحبيب المصطفى الذي أرسله الله رحمة للعالمين، مبيناً أن الاحتفاء بذكر النعم واجب وأفضل الناس من سار على نهجه صلى الله عليه وآله وسلم.
وأضاف العلامة الهدار “أن اجتماعنا اليوم في قلعة الصمود صنعاء الحبيبة يجدد الارتباط اليماني الوثيق برسول المحبة ونصرة القيم والمبادئ التي جاء بها المصطفى” .. لافتاً إلى الأحاديث التي وردت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في فضائل أهل اليمن.
وتابع “في هذه المناسبة نتذكر ما يجري للأشقاء في فلسطين من قبل الكيان الاسرائيلي الذي يرتكب جرائم وحرب إبادة لم تحرك ساكناً للقيم الإنسانية والدينية ومن يدّعي زوراً وبهتاناً مناصرته لحقوق الإنسان لم نسمع منهم أي موقف تجاه تلك الجرائم البشعة في فلسطين”.
وحيا عضو رابطة علماء اليمن العلامة الهدار كل من ناصر وساند فلسطين وغزة وفي مقدمة الجميع السيد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي ومواقفه الشجاعة والذي يمثل صوت اليمن والتحية موصولة لكل من وقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في هذه الحرب الفاضحة التي جردت الكثير من الناس والادعياء وكشفت زيفهم.
وحث على التصدي لمشاريع التطبيع مع الكيان الصهيوني .. مضيفاً “النصر آت غير أن الله يريد أن نريه من أنفسنا خيراً”.
من جهته أشار عضو المكتب التنفيذي لأنصار الله الدكتور أحمد الشامي في كلمة المناسبة إلى أن الشعب اليمني هو أول من احتفل برسول الله عندما دخل المدينة المنورة.
وأكد أهمية الاحتفاء بذكرى المولد النبوي وترسيخها بالاتباع للنهج المحمدي وأعلام الهدى، مبيناً أن الاحتفاء بهذه المناسبة يعزّز من الهوية الإيمانية التي رفعت رأس اليمن من خلال المواقف التي سطرها اليمن في مساندة الشعب الفلسطيني رغم استمرار آثار وتداعيات العدوان والحصار الذي تجاوزت تسع سنوات.
ونوه الدكتور الشامي بالقرارات الشجاعة التي اتخذها مجلس النواب في تجريم التطبيع والتعاون مع الكيان الإسرائيلي وتفعيل المقاطعة السياسية والاقتصادية لكيان الاحتلال.
في حين أشار مفتي محافظة تعز العلامة الحبيب علوي بن سهل بن عقيل إلى أن احتفال اليمن بذكرى ميلاد رسول الله عليه الصلاة والسلام، يعبر عن محبة وارتباط أهل اليمن واحتكامهم الى الله ورسوله، باعتبار الاحتفال بهذه المناسبة فيه العزة والنصر للأمة.
وذكر أن إحياء ذكرى المولد النبوي، يجسد مدى ارتباط وحب الأنصار وأهل اليمن للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام.
تخللت الفعالية التي حضرها عدد من الوزراء وأعضاء مجلس النواب والسلطة القضائية وعلماء وموظفو وكوادر جهاز الأمانة العامة بمجلس النواب، قصيدة للشاعر عبدالسلام المتميز عبرت عن المناسبة وواقع حال الأمة.