يمن الرسول والطوفان والإيمان .. النموذج للأمة المتصدر في الميدان
الصمود||
حوار: عيسى السياني
في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام، تتجدد ذكرى ولادة النبي محمد – صلى الله عليه وآله وسلم- الذي أرسله الله رحمة للعالمين. هذه المناسبة فرصة ثمينة للعيش مع سيرة الرسول القائد الجهادية والارتقاء إلى مستوى حكمته في قيادة الأمة وإخراجها من الظلمات إلى النور، ومن حالة التمزق والتفرق والاستضعاف إلى وحدة الصف وقوة الحضور، خاصة مع الأعداء الأشد خطورة على الأمة “اليهود”.
إحياء المولد النبوي في اليمن يحمل دلالات عميقة، فهو يعكس ارتباط الشعب اليمني الوثيق برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. هذا الارتباط يتجلى في المواقف اليمنية المشرفة في نصرة قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية المركزية للأمة فلسطين. القضية التي لم يكتف بعض العربان بخذلان إخوانهم في غزة فحسب، وإنما ذهبوا ليساندوا العدو في جرائمه بالتطبيع السياسي والتبادل التجاري.
في هذا التقرير، سنستعرض مع قيادات في حكومة التغيير والبناء، وقيادات في الدولة وعلماء وشخصيات اجتماعية، النقلات النوعية التي أحدثها إحياء اليمنيون للمولد النبوي الشريف، وكيف أسهمت هذه المناسبة في تعزيز مكانة اليمن قيادة وشعبا بين الأمم، بالإضافة إلى ما تحقق من التطورات والانتصارات على الصعيدين السياسي والعسكري التي بات تشهدها البلاد بفضل هذا الارتباط الوثيق برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم..:
مولد المصطفى أولى محطات الارتقاء
البداية مع النائب الأول لرئيس الوزراء، فضيلة العلامة محمد مفتاح والذي تحدث عن النقلات النوعية التي أحدثها المولد النبوي الشريف في حياة البشرية على كافة الأصعدة، مشيرا إلى أن أكبر نقلة نوعية في تاريخ البشرية تمثلت في بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين، النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والتي نقلت البشرية من عهد التيه والضلال والضياع إلى عهد الحجة والبينة ونور الهداية. منوها بأن تجدد ذكرى ولادته يعيد الاهتمام بالنور والهداية، ويجدد الحجة علينا للالتزام بالدين.
وأكد أن إحياء المولد النبوي بهذا الزخم العظيم من قبل الشعب اليمني يحمل ثمرة عظيمة من خلال التذكير بمنهج الرسول الأعظم للسير على نهجه والالتزام به. هذه المناسبة تعتبر مدرسة تعبوية إيمانية وأخلاقية عظيمة تحتاج إليها الأمة للسير على نهجها.
وفي ظل الأحداث الجسام والمأساة في غزة وتنصل الأمة الإسلامية عن دورها ومسؤوليتها يؤكد العلامة محمد مفتاح أن المرحلة الحالية تستوجب إعلان الجهاد في سبيل الله والنفير والتحرك الفاعل، خاصة عندما نرى الأعداء المجرمين يرتكبون أبشع الجرائم بحق الأمة. و عدم الجهاد في هذه الظروف يمثل ذلاً وهواناً كبيراً. فالجهاد له أهمية كبيرة في هذه المرحلة، بل إن المرحلة التي نعيشها هي مرحلة الجهاد. ولا يمكن أن يصدق عاقل أن هذه الأمة الكبيرة لم تعلن الجهاد حتى الآن وهي ترى كل هذه الجرائم البشعة.
وأضاف العلامة محمد مفتاح أن “إحياء ذكرى مولد الرسول يتزامن مع موقفنا الداعم لإخوتنا في فلسطين، أملاً في عودة الأمة إلى موقفها الصحيح ووحدة صفها في الانتصار لقضاياها العادلة. الأمة تعيش في ظلمات متتالية، وبالتالي فإن إحياء ذكرى الرسول يعيد إنعاش القيم النبيلة في صفوف الأمة لتعود إلى سابق عهدها في وحدة الصف والانتصار لقضاياها”.
الاقتداء وسيلتنا
من جهته، أكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن، اللواء جلال الرويشان، أن خروج الشعب اليمني هذا الأسبوع بشكل مميز يتزامن مع ذكرى مولد الرسول الأعظم، يحمل رسالة قوية تؤكد أننا نقتدي بالرسول في جهاده ومواقفه العسكرية والسياسية التي قاوم فيها الكفار والمنافقين. هذه الرسالة تأتي لتؤكد أن موقفنا المناصر لفلسطين هو جزء من السير على خطى الرسول الأعظم، ولإرسال رسالة واضحة للعرب والمسلمين والأمة التي تراقب ما يحدث في فلسطين، مفادها أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لن يرضى بمثل هذه المواقف المتخاذلة. وأنه يجب علينا أن نتبع خطى الرسول في نصرة إخواننا في غزة.
إن خروج الشعب اليمني لإحياء المولد النبوي له دلالته وأهميته، كما يقول اللواء جلال الرويشان بأن الخروج الجماهيري هو رسالة بأننا ذاهبون نحو التصعيد وتوسيع مسار العمليات حتى يتوقف العدوان على غزة. وأهمية إحياء ذكرى مولد الرسول تكمن في أنه قائد وقدوة، وبالتالي فإن الشعب اليمني ينتهج هذا النهج الذي انتهجه الرسول في إخراج الأمة من الظلمات إلى النور. مشيرا إلى أن الأمة تعيش في ظلمات متتالية، وبالتالي فإن إحياء ذكرى الرسول يتزامن مع موقفنا الداعم لإخوتنا في فلسطين، أملاً في عودة الأمة إلى موقفها الصحيح ووحدة صفها في الانتصار لقضاياها العادلة.
نقلات نوعية
عضو رابطة علماء اليمن، العلامة، فؤاد ناجي، بدوره، واصل الحديث عن النقلات التي يحدثها المولد النبوي الشريف، مؤكدا أن النقلات التي حدثت هي نقلات ملموسة وواضحة فكلنا نعرف كيف كان واقعنا قبل إحياء المولد النبوي بالشكل المطلوب وكيف أصبحنا اليوم فالشعب اليمني اليوم يشعر بالكرامة والعزة بمواقفه الثابتة.
إن الوقائع والأحداث الماضية أثبتت جدوائية الاحتفاء بمولد النبي الأعظم، وفي هذا الجانب يقول العلامة فؤاد ناجي : “كنا في العام الماضي قبل المولد النبوي لا نسيطر على البحر الأحمر بل نعاني من الحصار الخانق وها نحن بعد المولد النبوي في العام الماضي يشكو العدو من حصارنا له في البحر الأحمر بعد فشل كل القوى العالمية بما تمتلكه من حاملات طائرات والقطع البحرية الأمريكية التي كانت تعتبر الأقوى على المستوى العالمي”.
وتابع “قبل المولد النبوي العام الماضي، كنا لا نمتلك صواريخ فرط صوتية، وها نحن نمتلكها اليوم لم يكن لدينا طائرة يافا وكنا أيضا كما غيرنا في العالم لا يستطيع تحويل الصواريخ الباليستية الى صواريخ تستطيع استهداف أهدافا متحركة في البحر الأحمر ولكن ها هو الجيش اليمني يستطيع ذلك”.
منوها بأنه “في الجهة المقابلة، كان العالم لا يعرف عن الشعب اليمني إلا القليل، واليوم أصبح أنصار الله محط إعجاب العالم”، مبيَّنا أن من ينتقدون المولد النبوي لهم مواقف من هوية شعبنا اليمني وموقفه في مناصرة غزة. لكنهم في الوقت نفسه لا يدينون حفلات الرقص والملاهي في الرياض ولا حفلات التبذير التي حدثت خلال كأس العالم في قطر التي أنفق عليها أكثر من 200 مليار دولار، فهؤلاء لديهم مشكلة مع النبي ومع العودة إلى الرسول كما قال السيد القائد: إما أن يكونوا جهلاء أو أنهم في صف الباطل ويتبنون الثقافة والتوجه الأمريكي.
وأشار إلى أن العودة إلى الرسول ضرورة ملحة تقتضيها المرحلة والجهاد هو الحل الوحيد، فقد فشلت كل الخيارات الأخرى من الحوارات والمفاوضات وكذلك التنازلات ولم يبقى إلا الخيار الوحيد الذي يمثل حلا للأمة وهو الجهاد وهذا الخيار هو الذي أنقذ الامة وأعزها في عهد الرسول الأعظم وفي كل زمان ومكان.
ميدان المعارك
من جهته، أوضح وكيل محافظة مأرب، عادل الشريف أن الله منَّ على الشعب اليمني العظيم بإحياء المولد النبوي الشريف، كثمرة من ثمار النقلة النوعية التي أحدثتها معرفة رسول الله حق المعرفة. لافتا إلى ضرورة أن نعرف رسول الله في جهاده وشجاعته وعبادته وتواصيه بالحق وفي انطلاقته في الجهاد في سبيل الله. مؤكدا زيف إشاعات التكفيريين بأن الرسول الأكرم كان شخصا عاديا بعيدا عن ميدان المعارك، فالرسول كان قائدًا عسكريًا محنكًا ومعلمًا ومربيًا.
وعن ثمار إحياء المولد النبوي يؤكد الشريف أن ارتباط المجتمع اليمني بالرسول الأعظم نقله، نقلة نوعية بعدما عرف شعبنا الرسول الأكرم حق المعرفة وأعطاه بعضًا من حقه في علمه وجهاده وصبره واستبساله من أجل دين الله.
وعن تمير الشعب اليمني في إحياء المولد النبوي يؤكد الشريف أن “الشعب اليمني العظيم -مترامي الأطراف – يحيي هذا الاحتفاء بشكل مميز عن بقية شعوب العالم، لأن الشعب اليمني له صلة برسول الله صلوت الله عليه وآله صلة متجذرة في التاريخ الماضي وستظل كذلك في المستقبل”.
وعن حملات التشويه للاحتفاء بالنبي الأكرم يقول الشريف إن ما يعمله بعض علماء السلاطين الذين يحاولون تشويه إقامة المولد النبوي الشريف ووصفه بالبدعة، فإن البدعة في الأساس هي الاحتفال بالمجون والراقصات والسهرات الليلية وغيرها من التصرفات التي لا ترضي الله ولا رسوله. كما في المملكة السعودية التي تشرف على الحرمين الشريفين ومرقد رسول الله، حين عمدوا مؤخرًا للاحتفال بالمجون والعاهرات. وبالتالي، يجب علينا انتقادهم والتشهير بهم، فهم من يستحقون الهجمات الإعلامية وليس من يحتفون بالنبي الأكرم.
الارتباط بالنبي ليس عبثيا، بل له ثمار عديدة، فإحياء مولد رسول الله والسير على خطاه بالجهاد، وتنفيذ تعليماته قولًا ومعنىً وحبًا كان من ثمارها إعلان الجهاد على الإسرائيليين والأمريكيين والبريطانيين بحرًا وبرًا وجوًا، وحصار السفن والموانئ الفلسطينية المحتلة واستهداف السفن الإسرائيلية. ولذلك فالشعوب التي لم تتعلق برسول الله لم يكن لها مواقف جهادية مشرفة كالشعب اليمني الذي يقوده حفيد رسول الله”.
وعن المشروع التكفيري يؤكد الشريف أنهم أدوات للأمريكيين والإسرائيليين. فما يسمى بـ”القاعدة” وأدواتها وكل مسمياتها التي تجمع التكفيريين الذين يفجرون المساجد، كلهم يخدمون المشروع الأمريكي والإسرائيلي. ما يكشف واقعهم هو أنه لا موقف لهم من فلسطين بالرغم من قربهم من المطارات والقواعد الأمريكية، لكن لا موقف لهم وليس لديهم لا دين ولا عار ولا شرف، وهم يسعون دائمًا ضد المسلمين ومشروع النبي الأكرم”.
وأوضح وكيل محافظة مأرب، عادل الشريف “أن الضربات النوعية للجيش اليمني لها قيمة كبيرة عند الله ولها تأثير كبير على الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، خاصة وأنها وصلت إلى العمق الإسرائيلي. وفي القريب مفاجآت السيد القائد ستوجع العدو الإسرائيلي”.