أسباب تزايد الحساسية الغذائية لدينا
الصمود| منوعات
تتعدّد أسباب الحساسية لدى البشر، ولكن يلاحظ أنّ الحساسية الغذائية تشهد تزايداً ملحوظاً في عدد من دول العالم وخصوصاً في المجتمعات الصناعية.. فما هي الأسباب؟ وهل هناك إمكانية لعلاجها والحدّ منها؟.. خبراء يجيبون.
تُعدّ الحساسية الغذائية من المشكلات الصحية التي تشهد تزايداً ملحوظاً في العديد من دول العالم، وخصوصاً في المجتمعات الصناعية.
الكثير من الدراسات تتساءل عن أسباب هذا الارتفاع الملحوظ في الحساسية الغذائية، وما الذي يمكن فعله للحد من تأثيراته.
فقد شهدت العديد من الدول الصناعية تزايداً في حالات الحساسية الغذائية، أي رفض الجسم لنوع معيّن من الغذاء خلال العقد الأخير، حيث ارتفعت الحالات من 76 حالة لكلّ 100,000 شخص في عام 2008 إلى 160 حالة لكلّ 100,000 شخص في عام 2018. هذه الزيادة السريعة تدعو إلى القلق، خصوصاً عندما ندرك أنّ الحساسية الغذائية قد تكون مهدّدة للحياة في بعض الأحيان.
تحدث الحساسية الغذائية عندما يستجيب جهاز المناعة بشكل مفرط لموادّ غذائية تُعدّ في العادة غير ضارة. تتراوح الأعراض من الطفح الجلدي والتورّم إلى الغثيان والحمى وحتى الربو. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن تتسبّب الحساسية في حدوث صدمة وهي حالة طبية طارئة قد تؤدي إلى انهيار الدورة الدموية، مما يشكّل خطراً على الحياة.
أسباب ارتفاع حالات الحساسية الغذائية
تشير الأبحاث إلى أنّ العوامل الجينية تؤدي دوراً في تطوّر الحساسية الغذائية، حيث يكون الأطفال من أبوين يعانيان من الحساسية أكثر عرضةً للإصابة بها. لكن هذه العوامل الوراثية لا تفسّر الزيادة الكبيرة في الحساسية الغذائية التي نشهدها اليوم.
ويرى العلماء أنّ نمط الحياة العصري يؤدي دوراً كبيراً في هذه الزيادة. ففي المجتمعات الصناعية، نعيش في بيئات نظيفة جداً، مما يقلّل من تعرّضنا للمكروبات التي تساعد في تطوير جهاز مناعي متوازن. وتفتقر الأغذية المصنّعة إلى العناصر الطبيعية التي تساهم في تعزيز هذا التوازن، ممّا يجعل الجسم أكثر عرضة لتطوير استجابات مناعية مفرطة.
العلاج وإدارة الحساسية
للوقاية من الحساسية الغذائية، ينصح الخبراء باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يحتوي على الأطعمة الطازجة وغير المصنّعة. كما تشير الدراسات الحديثة إلى أنّ تجنّب الأطعمة المحتملة لإثارة الحساسية، خصوصاً خلال فترة الحمل أو في مرحلة الطفولة المبكرة، قد يزيد من خطر تطوّر هذه الحساسية لاحقاً.
لكن في المجمل لا تزال خيارات العلاج المتاحة للحساسية الغذائية محدودة، حيث تتوفّر حالياً بعض العلاجات، مثل العلاج المناعي التدريجي بجرعات متزايدة تدريجياً. كما تمّ مؤخّراً في الولايات المتحدة اعتماد دواء جديد يحتوي على أجسام مضادة لتقليل شدّة التفاعلات التحسّسية.