عملية معبر الكرامة النوعية.. الفصائل تُبارك والعدو الصهيوني يقول إنه “يوم صعب”
مرزاح العسل
في عملية هي الأولى من نوعها منذ بدء العدوان الصهيوأمريكي على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، وتصاعد الاعتداءات في الضفة الغربية المحتلة.. لقي ثلاثة جنود صهاينة مصرعهم جراء إطلاق نار قرب معبر اللنبي (جسر الملك حسين) بين الأردن والضفة المحتلة.
العملية البطولية عند معبر الكرامة، التي نفذها شاب أردني، وأسفرت عن مصرع جنود صهاينة، انعكست، فرحة عارمة في أوساط الشعب الأردني الذي سارع قسم منه الى توزيع الحلويات احتفاء بهذه العملية “النوعية”.
فصائل المقاومة الفلسطينية باركت العملية.. داعية الشباب العربي إلى تنفيذ المزيد من العميات ضد كيان العدو الصهيوني.
واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس، في بيان لها اليوم، أن “العملية البطولية التي نفذها نشمي من نشامى الأردن، رد طبيعي على المحرقة التي ينفذها العدو الصهيوني النازي بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية المحتلة ومخططاته في التهجير وتهويد المسجد الأقصى”.
وشددت الحركة على أن عملية معبر الكرامة تُعد “تأكيداً على رفض الشعوب العربية للاحتلال وجرائمه وأطماعه في فلسطين والأردن، ووقوفها بقوة مع شعبنا ومقاومته الباسلة دفاعاً عن القدس والأقصى”.
ونعت الحركة منفذ العملية.. داعية شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى “الانتفاض رفضاً للعدوان وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والهجمة المسعورة ضد الفلسطينيين في الضفة الأبية”.
وقالت حماس: “غزة التي تدافع عن الأمة في وجه الصهاينة، وتخوض معركة قاسية شارفت على العام، تستنفر الأمة وكل أحرار العالم لتهب في وجه الاحتلال دعما لغزة والقدس والضفة ودفاعا عن كرامة أمتنا وأمنها القومي”.
بدروها باركت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين “العملية البطولية”.. وقالت في بيان صحفي: إن “هذا العمل البطولي هو أصدق تعبير عن نبض الشعب الأردني والشعوب العربية والمسلمة تجاه المجازر الوحشية التي يرتكبها العدو”.
وأكدت أن هذه العملية ومثيلاتها تُعد “الرد الوحيد الذي تفهمه الإدارة الأمريكية، شريك الكيان المجرم في حرب الإبادة التي يشنها ضد شعبنا في الضفة المحتلة وقطاع غزة”.. مُشيدة بمُنفذ العملية.
بدورها أشادت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان لها، بالعملية التي وصفتها بـ”البطولية”.. مؤكدة أنها تأتي كـ”رد مشروع على الجرائم المستمرة التي يرتكبها كيان الاحتلال ضد أبناء فلسطين في غزة والضفة وداخل السجون”.
كما أكدت أن تنفيذ شاب أردني لهذه العملية البطولية ومن نقطة صفر “يعتبر مفاجأة مدوية للصهاينة، وضربة لنظريتهم الأمنية، ومؤشراً على دخول الأوضاع مرحلة جديدة”.. مُشيدة بمنفذ العملية ووصفته بـ”المغوار”.
وقالت الجبهة الشعبية: إنه “يُعبّر عن ضمير كل شاب عربي، ويؤكد أن الإقدام على مثل هذه العمليات النوعية والشجاعة يأتي انتصارا لفلسطين ولشهدائها، ودعما لمقاومتها المستمرة”.
كما أكدت أن العملية تثبت “فشل اتفاقات السلام المشؤومة” في تطويع الشباب العربي، أو ضرب واجباتهم القومية تجاه قضية فلسطين.. داعية الشباب العربي إلى “الاقتداء بالشاب الأردني البطل، والانخراط في معركة الشرف والكرامة والدفاع عن عروبة فلسطين وشعبها المظلوم”.
وشددت على أن خيار الشعب الفلسطيني والأمة العربية الوحيد هو المقاومة.. قائلة: “على العدو أن ينتظر المزيد من المفاجآت والعمليات النوعية التي ستتواصل في كل مكان انتصاراً لدماء الشهداء وعذابات الشعب الفلسطيني”.
في السياق ذاته، قالت الجبهة الديمقراطية، في بيان لها: إن عملية معبر الكرامة تنطوي على معانٍ كبرى، على كيان الاحتلال.. مضيفةً: “إن ما جرى على معبر الكرامة وأدى إلى مصرع ثلاثة من جنود الاحتلال، يؤكد أن ما ترتكبه حكومة نتنياهو الفاشية ضد شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، من جرائم ومجازر، لابد أن تكون لها تداعياتها الكبرى، على الصعيدين الفلسطيني والعربي”.
وأكدت أن العملية تُعد حلقة في سلسلة واسعة من ردود الفعل، والتي لن تتوقف إلا برحيل الاحتلال عن الضفة الغربية وقطاع غزة، والإقرار بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال والعودة.
كما هنأت لجان المقاومة في فلسطين عملية معبر الكرامة النوعية واعتبرتها رداً واجباً على مجازر العدو الصهيوني، و”تُجسد الفشل الأمني والاستخباري للعدو، ورسالة للجمهور الصهيوني وقادتهم أن من يشعل النار يكتوي بها وأن الثأر المقدس يزداد في كل يوم، وتأكيد أن جبهات المواجهة لم تضعف وستفاجئ العدو”.. داعية الشعب الفلسطيني والأمة إلى إشعال نار الثورة في العدو ومن يدعمه.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: إن السيوف التي تحدث عنها نتنياهو لن تحقق الأمن والاستقرار.. مؤكدا أن السبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو الاعتراف بالشرعية الدولية وحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف: إن استمرار العدوان على الشعب الفلسطيني من رفح حتى جنين، وارتكاب العدو جرائم الإبادة الجماعية، بدعم أمريكي، سيزيد اشتعال المنطقة، ولن تنجح أي جهود إقليمية أو دولية في احتواء هذا الانفجار الذي سيحرق المنطقة.
وأشار أبو ردينة إلى أن الهدف الحقيقي للعدو هو المس بالقدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وبالهوية الوطنية لهذه الأرض، ولكن عليهم أن يدركوا جيدا ومن ورائهم بأن القدس هي بوابة السلام والأمن والاستقرار.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الأحد، مقطعا مصورا للناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، يوجه فيه رسالة للأردنيين.
وكان أبو عبيدة الناطق العسكري لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، قد دعا في مقطع فيديو، بثته القسام بوقت سابق، الأردنيين إلى تصعيد العمل الشعبي والجماهيري والمقاومة.. مُعتبرا أن أهل الأردن كابوس يخشى العدو تحركه وهو يعمل على عزله وتحييده عن قضيته.
وفي أول تعليق لرئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو المتهم من قبل المحكمة الجنائية الدولية بالإبادة الجماعية، على عملية إطلاق النار في معبر اللنبي، قال: “إن هذا يوم صعب”.
وادعى نتنياهو خائفا “هذا يوم صعب ونحن محاطون بأيديولوجية قاتلة وحماس تهدف إلى زرع الفرقة في داخلنا وشن حرب نفسية على أهالي المختطفين وممارسة ضغوط داخلية.. نحن ملتزمون بتحقيق أهداف الحرب والقضاء على حماس وإعادة جميع المختطفين وضمان أن غزة لا تعود تشكل تهديدا”.
بدوره قال رئيس المجلس الإقليمي لغور الأردن: إن عملية معبر اللنبي “ليست حادثا بسيطا ولها تداعيات قاسية”.. داعيا إلى تطبيق السيادة الصهيونية على المنطقة، حسب قوله.
فيما قال الوزير السابق بحكومة الحرب الصهيونية، بيني غانتس: إن العملية التي وقعت اليوم في معبر الكرامة، وأدت إلى مقتل ثلاثة صهاينة، تحتاج إلى تحقيق شامل.
وكتب غانتس، في منشور عبر منصة إكس: إن عملية معبر الكرامة هي علامة أخرى على الحاجة إلى تعزيز خط الدفاع على الجدار الشرقي لـ”إسرائيل” عند غور الأردن.
وكشفت وسائل إعلام العدو، اليوم، عن هوية منفذ عملية إطلاق النار عند معبر الكرامة عند الحدود الاردنية والتي أدت إلى هلاك ثلاثة صهاينة.. قائلة: إن ماهر الجازي (39 عاما)، سائق شاحنة يحمل الجنسية الأردنية، من محافظة معان جنوب البلاد هو منفذ عملية إطلاق النار عند معبر الكرامة.
وأعلنت إذاعة العدو الصهيوني أن العملية نُفذت من المسافة صفر، وعقبها نفذ جيش الاحتلال تمشيط للمكان، وأغلق معبر الكرامة في كلا الاتجاهين، كما أغلق مداخل مدينة أريحا على إثرها.. مؤكدا أن منفذ عملية إطلاق النار نزل من الشاحنة عند جسر اللنبي (الكرامة) وأطلق النار باتجاه عناصر تأمين المعبر.
واحتجز رجال الأمن الصهيوني جميع العاملين العرب في المعبر للتحقيق معهم.. وأكدت إذاعة جيش العدو اعتقال سائقين كانوا في المعبر وقت الهجوم للاشتباه في علاقتهم بالحادث.
كما أغلق العدو الصهيوني معابر مدينة أريحا ونصب الحواجز فيها، والتي تعد المحطة الثانية للمسافرين بعد دخولهم من المعبر ومحطتهم لركوب الحافلات نحو مدنهم.
ويُشار إلى أن الشهور الماضية شهدت محاولات تسلل من الجانب الأردني نحو الكيان الغاصب، ففي أبريل الماضي أكدت إذاعة جيش العدو أن مُسلحا جاء من الأراضي الأردنية وأطلق النار على دورية تابعة للجيش دون وقوع إصابات، ودون أن يجتاز السياج الحدودي.
وفي عام 2010، اُستهدفت سيارة السفير الصهيوني وطاقمه الدبلوماسي في منطقة العدسية القريبة من جسر الملك حسين بعبوة ناسفة كانت بالقرب من السيارة الصهيونية عندما انفجرت.
وعام 1990، اقتحم المواطن الأردني سلطان العجلوني موقعا صهيونياً، بعد أن اجتاز الحدود الأردنية، وأطلق النار مما أدى إلى مقتل جندي إسرائيلي.
هذا ويُعتبر المعبر نقطة العبور الوحيدة للفلسطينيين بالضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة نحو الأردن، وبالتالي نحو بلدان العالم، غير أن الكيان الصهيوني يتحكم بالجانب الذي يجب أن يكون تحت سيطرة الجانب الفلسطيني.
كما يُستخدم المعبر بشكل أساسي لنقل البضائع، وتمر عبره الشاحنات من الأردن إلى غور الأردن والضفة الغربية المُحتلة والكيان الصهيوني، ويقع بالقرب من قرى الأغوار ومدينة أريحا.
ويُعرف المعبر بثلاثة أسماء، هي الكرامة من الجانب الفلسطيني، وجسر الملك حسين من الجانب الأردني، و”اللنبي” من الجانب الصهيوني.
ومنذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر الماضي تتواصل المظاهرات في الأردن حيث رفع المتظاهرون شعارات طالبت بوقف الاتفاقيات الأردنية مع الكيان الصهيوني، كما لوّح مسؤولون أردنيون سابقاً – بعد ثلاثة أشهر من الحرب تقريباً- بمراجعة العلاقات مع الكيان الصهيوني.
ويرتبط الأردن مع الكيان الصهيوني بعدة اتفاقيات، أبرزها: معاهدة السلام، اتفاقية الغاز، اتفاقية الطاقة مقابل المياه (والتي أعلن الأردن عن عدم إتمام توقيعها بسبب الحرب على غزة)، واتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة.