12 سبتمبر خلال 9 أعوام.. 123 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب لغارات العدوان على اليمن
الصمود – متابعات
تعمد العدوان السعودي الأمريكي، في مثل هذا اليوم 12 سبتمبر أيلول، خلال الأعوام 2015م، و2016م، و2017م، و2018م، مواصلة جرائم الحرب والإبادة الجماعية للشعب اليمني، والمجازر المروعة، بغارات جوية وحشية، على محافظات صعدة وصنعاء، والحديدة والجوف، استهدفت المنازل والطرقات والتجمعات الأهالي أيام الأعياد وفي فرز النقل، وعلى الطريق العام.
أسفرت عن 47 شهيداً 76 جريحاً، بينهم أطفال ونساء، وتدمير عشرات المنازل والممتلكات، وموجة من التشرد والحرمان، ومضاعفة المعاناة، في مشاهد مأساوية يندى لها جبين الإنسانية، تتطلب تحرك أممي ودولي لوقف العدوان على اليمن وملاحقة مجرمي الحرب، وتقديمهم للعدالة الدولية.
وفيما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:
12 سبتمبر 2015.. 11شهيداً وجريحاً في قصف العدوان للمدنيين بصنعاء:
في مثل هذا اليوم 12 سبتمبر من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، حي الأصبحي بمديرية السبعين وحي النهضة بمديرية الثورة في العاصمة صنعاء، مما أسفر عن استشهاد أم وطفليها وجرح 8 آخرين بجروح مختلفة، وتدمير عشرات المنازل وتشريد العشرات من الأسر، في جريمة حرب جديدة تضاف إلى سجل جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، تستهدف المدنيين الأبرياء في منازلهم، وخاصة الأطفال، وتكشف عن مدى وحشية العدوان، واستخفافه بحرمة الدم.
شهد حي الأصبحي بمديرية السبعين مجزرة مروعة، حيث استهدف طيران العدوان منازل المواطنين بصواريخ وقنابل حارقة، مما أسفر عن استشهاد أم وطفليها، وإصابة 8 آخرين بجروح مختلفة، في جريمة حرب بشعة حطمت قلوب الأهالي ودمّرت بيوتاً كانت ملاذاً للأمان، مشهد الأم وهي تحضن أطفالها وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة، مشهد لا يمكن نسيانه، ولا يمكن تصوره إلا أن يكون من صنع وحوش لا إنسانية فيهم.
يقول أحد الأهالي: “هذه أسرة أيتام كانوا نازحين من تعز أم وأطفالها وعمهم هربوا من العدوان ، ولاحقتهم الغارات إلى هذه الحارة، وأسر كلهم بعد احوالهم فقراء ، أيش ذنبهم ، في وقت صلاة الفجر والناس يقيمون الصلاة ، استهدفتهم الغارات ودمرت المنزل على رؤوسهم، أين هو العالم من هذه البشاعة ، هل بقي للإنسان اليمني كرامة ولدمه قيمة ، لا يفرقوا بين مدني وعسكري، هذا واضح ، أين هي المنظمات الدولية؟!”.
في نفس اليوم، استهدف طيران العدوان حي النهضة بمديرية الثورة، مما أسفر عن دمار واسع في المنازل وتشريد العشرات من الأسر. هذه الغارات المتكررة على المناطق السكنية تؤكد أن العدوان يسعى إلى تدمير البنية التحتية وتشريد السكان، وتنفيذ سياسة الأرض المحروقة في اليمن.
يقول شهود عيان : “هذه الأكوام وهذا الدمار وهذه الشظايا ليست فوق هدف عسكري يا امة الصلاة ، هذه إبادة للشعب اليمني، تحت هذه المنازل المدمرة أطفال ونساء ، نامين، لا يعرفون أنهم خطيرين على الأمريكي والسعودية ، لم يملكون قوت يومهم “.
إن استهداف الأطفال في منازلهم هو جريمة لا تغتفر، فالأطفال هم مستقبل أي أمة، وحقهم في الحياة والحماية مكفول بالقانون الدولي الإنساني، هؤلاء الأطفال الذين استشهدوا، كانوا يحلمون بمستقبل أفضل، لكن أحلامهم تحطمت مع قنابل العدوان.
إن هذه الجرائم البشعة التي ترتكبها قوات العدوان السعودي الأمريكي في اليمن، وتستهدف المدنيين الأبرياء والبنية التحتية المدنية، هي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتستوجب من المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف العدوان، ومحاسبة مرتكبيه.
12 سبتمبر 2015.. 15 شهيداً وجريحاً في مذبحة مزدوجة لطيران العدوان على صعدة:
وفي اليوم 12 سبتمبر أيلول من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، منطقتين سكنيتين آمنتين في محافظة صعدة، مما أسفر عن استشهاد 4 مدنيين، بينهم طفل ووالدته وعمه، وإصابة 11 آخرين بجروح مختلفة، معظمهم من الأطفال.
ففي مديرية مجز شهدت منطقة الجعملة، وهي منطقة ريفية بعيدة عن أي خطوط تماس، مجزرة مروعة، حيث استهدف طيران العدوان منازل المدنيين بصواريخ وقنابل حارقة، مما أسفر عن استشهاد طفل رضيع مع والدته وعمه، وإصابة 7 أطفال آخرين بجروح مختلفة، وحالة من الرعب والخوف وموجة من النزوح والتشرد ومضاعفة معاناة الأهالي وتضرر ممتلكاتهم ومنازلهم المجاورة.
“في منطقة الجعملة، حيث تسود الهدوء والسلام، سقطت قنابل الموت على منازل المدنيين الأبرياء، دمرت بيوتاً وأزهقت أرواحاً بريئة، بين الضحايا، طفلة رضيع لم تكمل شهرها الأول، ووالدتها التي كانت تحلم برؤيتها تكبر، وعمها الذي كان يحملها بين ذراعيه بحنان. صراخ الأطفال يمزق الحناجر، ودموع الأمهات تغرق الأرض. نساء ثكلى يصرخن حزناً على فلذات أكبادهن، وأطفال يتيمون يبحثون عن حضن دافئ، كل هذا الدمار والخراب لم يكن إلا نتيجة لغارات طيران العدوان الغاشم، الذي استهدف المدنيين العزل في منازلهم”.
طفل جريح بقرت الغارة بطنه يحاول الجراحين اعادتها وجراحها قبل أن تفيض روحه نحو باريها كما فاضت أرواح 3 من أسرته، يقول والده حسن غابش من جواره في المستشفى: “هذا أبني جريح وأخر أشلاء استهدفهم العدوان فهل هذه هي الشرعية التي تريدون اعادتها، أين هو “الدنبوع” عبد ربه منصور هادي، هكذا تريد أمريكا اعادتك لتحكم اليمن ، ما ذنب أولادي أيها الجبان ، لماذا تقتلون الأطفال والنساء؟ عالم جبان متوحش لا قيمة للطفولة والإنسانية لديه”.
و يقول مواطن آخر من فوق الدمار وهو مضرج بالدماء والجراحات: “شعبنا اليمني وقيادتنا ومعنا كل أحرار لعالم سنبقى نتذكر هذه الجرائم ونطالب العالم بالعدالة والقصاص، ولن ننسى أبداً من قتل أطفالنا وشرد عوائلنا، ودمر منازلنا على رؤوسنا ونحن نائمون”.
في نفس اليوم، استهدف طيران العدوان منازل المواطنين في منطقة فوط بمديرية حيدان، مما أسفر عن استشهاد مواطن وجرح 4 آخرين، وتشريد السكان، وتنفيذ سياسة الأرض المحروقة في اليمن، ما يؤكد سعي العدوان إلى تدمير البنية التحتية، والأعيان المدنية، وكل معالم ومقومات الحياة على المحافظات والمناطق الحدودية.
تسببت هذه الجرائم البشعة في تداعيات إنسانية كارثية، حيث خلفت عشرات الأسر بلا معيل، وشردت أعداد كبيرة من المدنيين، وتسببت في أزمة إنسانية حادة، ونقص في الغذاء، وانتشار الأوبئة والأمراض وسط انهيار البنية الصحية، ومضاعفة التداعيات الإنسانية لجرائم حرب، تستوجب من المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف العدوان على اليمن.
في محافظة صعدة “كل صاروخ يسقط على منازل المدنيين يمزق قلوبنا ويحطم أحلامنا”، “أين الضمير الإنساني من كل هذه المجازر؟”، “أين العالم من كل هذا الصمت على جرائم الحرب؟”، “أطفال اليمن هم ضحايا عدوان غاشم لا ناقة لهم فيه ولا جمل، وكل قطرة دم تسقط على أرض اليمن هي وصمة عار على جبين المجتمع الدولي.
12 سبتمبر 2016.. 36 شهيداً وجريحاً في جريمتي حرب بقصف العدوان على صعدة في يوم عيد الأضحى:
في جريمة بشعة جديدة تضاف إلى سجل جرائم العدوان السعودي الأمريكي، ارتكب طيران العدوان جريمتي حرب وإبادة جماعية في يوم العيد الأضحى المبارك، منا مجزرة مروعة في منطقة المهاذر بمديرية سحار أسفرت عن استشهاد 14 مدنياً وإصابة 18 آخرين ، وأخرى في مديرية شداء، بمحافظة صعدة، تسببت بشهيدين وجريحين على الطريق العام، وموجة من الحزن والقهر.
في تحدٍ صارخ لكل القيم الإنسانية والأعراف الدولية، شن طيران العدوان غارات مروعة على منازل المدنيين العزل في منطقة المهاذر، مستغلاً احتفالهم وتجمعهم بعيد الأضحى المبارك، حولت غاراته أجسادهم إلى أشلاء متناثرة ، وقطع ممزقة وجماجم متطايرة وجراحات غائرة، ودماء مسفوكة، وطفولة موءودة، ودمار شامل للمنازل والممتلكات، وتحولت الفرحة المباركة إلى حزن وقهر عميق، وبكاء وصراخ للأطفال والنساء، من تحت الأنقاض، وحلت الشظايا مكان الهدايا، والدماء والدموع بدل العصائر والمشروبات، والقنابل والصواريخ القاتلة بدل الأطعمة والحلويات، والأكفان البيضاء بدلاً عن كسوة العيد وملابسه الجديدة.
هنا أطفالاً أبرياء لم يعرفوا من الحياة إلا الحرب والدمار، عيونهم بريئة تنظر إلى العالم بحيرة واستغراب، صراخهم يمزق الحناجر، ودموعهم ودمائهم تروي الأرض”، “مستقبلٌ مشرقٌ سرقه العدوان، وأحلامٌ تبخرت مع صواريخه، وعيد لم يعد كذلك بل حولته الغارات إلى حزن ومأساة.
“نساءٌ ثكلى يصرخن حزناً على فلذات أكبادهن”، “أرامل يبحثن عن لقمة العيش في ظل عدوان متواصل “، “نساءٌ يحملن أعباء الحياة في ظل غياب الرجال”.
يقول أحد الأهالي وهو يفتح بيديه شال مليء بالأشلاء التي جمعت لشهداء: “أين العالم شاهدوا أيش يعمل الطيران هذه أيادي وأقدام وجماجم مجمعة لمواطنين شهداء، هل هذه جرائم حرب وإبادة توقظ مشاعر المجتمع الدولي لوقف العدوان علينا، أبادوا الأطفال والنساء والكبار والصغار لا رحمة ولا شفقة”.
بدوره يقول أحد الأطفال: “العدوان قتل أبي وهو في البيت يوم العيد ، ورسالتي مهما قتلوا وضربوا شعبنا اليمني هيهات منا الذلة ، وإن شاء الله أكبر وأخذ بحقي وأجاهد في سبيل الله”.
شداء وفي سياق متصل، استهدفت غارات طيران العدوان سيارة أحد المواطنين بالطريق العام بمديرية شداء، مما أسفر عن استشهاد مواطنين اثنين وإصابة آخر بجروح.
يقول أحد الأهالي: “طيران العدوان استهدف سيارة هذا الجريح واستشهد أبنه وهم مازورين يوم العيد، إلى عند أرحامهم، ما عاد سلمنا في العيد ولا غيرة الطيران محلق على مدار العام”.
“أسرٌ مشردة تبحث عن مأوى آمن”، “منازل مدمرة وأحلامٌ متناثرة”، “حياةٌ تغيرت في لحظة، وأوجاعٌ لا تُنسى، وبكاء وصراخ يحل بديلاً عن البسمة والفرحة بيوم العيد المبارك، كما كان قبل العدوان على اليمن، وزيارات الأقراب والأرحام باتت مرصودة وتلاحقها الغارات وتقتل المازورين على الطريق العام قبل أن تصل بهم سياراتهم المستهدفة”.
إن استهداف منازل المدنيين في يوم عيد الأضحى المبارك هو دليل قاطع على أن العدوان السعودي الأمريكي لا يميز بين مدني وعسكري، وأن هدفه الأساسي هو قتل وتشريد أكبر عدد ممكن من المدنيين الأبرياء، ومضاعفة معاناتهم.
12 سبتمبر 2018.. 52 شهيداً وجريحاً في جريمتي حرب بغارات العدوان على الحديدة:
في مثل هذا اليوم 12 سبتمبر أيلول من العام 2018م، ارتكب العدوان الأمريكي السعودي جريمتين بشعتين بحق المدنيين الأبرياء في محافظة الحديدة، حيث استهدفت غاراته الهستيرية منطقة كيلو 16 بمديرية الحالي، ومنازل المواطنين في منطقة المغرس جنوب التحيتا، مما أسفر عن استشهاد 23 مدنياً وإصابة 29 آخرين بجروح مختلفة، وحالة من الخوف والحزن، تدمير وتضرر الممتلكات، وموجة من النزوح والتشرد ومضاعفة المعانة.
الجريمة الأولى: إبادة جماعية في كيلو 16
شهدت منطقة كيلو 16 بمديرية الحالي في محافظة الحديدة، جريمة إبادة جماعية وجريمة حرب بحق الإنسانية، حيث استهدفت غارات جوية وحشية فرزة صنعاء للنقل الداخلي التي كانت مكتظة بالمسافرين، بالإضافة إلى استهداف المارة في الطريق العام، أسفرت عن استشهاد 21 مدنياً وجرح 24 آخرين بجروح خطيرة.
هنا الأشلاء والدماء والدمار والنار والشظايا والصواريخ والقنابل ورائحة الموت وصرخات المستنجدين، في محرقة جماعية لعدد من السيارات ومن عليها، بغارات وحشية، ومعها وفيها وبعدها معانة لا توصف وحزن وبكاء وآلام أطفال ونساء فراقوا أقرابهم ومحبيهم ومعيليهم، وحالة من الرعب والفزع بين السكان، وخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
يقول أحد الجرحى وجزء من جسده يحترق: “يا الله يا عباد الله طفوني، أنقذوني ويقفز برجل واحدة وعلى يديه هرباً من النار المشتعلة في السيارة والجثث المتفرقة بجواره، ولا يزال الطيران يحلق بكافة وتتواصل الغارات، ويتم إنقاذه من قبل أثنين من المواطنين الذين استبسلوا لتجميع الأشلاء واسعاف الجرحى وسط الغارات، في مشهل إنساني وبطولي ووحشي في آن واحد”.
لا تزال الغارات مستمرة واصوات من وسط اللهب والدخان تستغيث ولا منقذ يستطيع المسعفين الاقتراب من ألسنة النيران المرتفعة خشية من أن تحرقهم، فيقول أحد الجرحى “يا الله أنقذنا أنت “، وتختار الجثث والجرحى الطارفين والعيدين من النيران الكثيفة، واصوات الصراخ تتصاعد ووسط النيران في مشهد مأساوي”.
الجريمة الثانية: استهداف منازل المدنيين في المغرس:
في نفس اليوم، شن العدوان الأمريكي السعودي ثلاث غارات جوية على منازل المواطنين في منطقة المغرس جنوب التحيتا، مما أسفر عن استشهاد مدنيين اثنين وإصابة خمسة آخرين بجروح مختلفة، وموجة من الحزن والمعاناة والتشرد والحرمان.
يقول أحد الأهالي وهو جريح قطعت أصابعه والشظايا في ظهره وجوفه على سرير المستشفى: “الغارات اليوم ضربت منازلنا في قرية “بني الجيرب” جنب المغرس في التحيتا، أخي استشهد وكان من المسعفين وطفل ابن صاحب البيت الذي انقذناهم وعاود الطيران لقصفنا ونحن نخرج الأهالي”.
هذه المنازل البسيطة التي لا حول لها ولا قوة كانت هدفاً سهلاً لغارات العدوان المتكررة، مما يدل على وحشيته واستخفافه بحرمة الدم اليمن، والقوانين والمواثيق الإنسانية الدولية.
هذه الجرائم البشعة هي جرائم حرب وإبادة ضد الإنسانية في اليمن، تسببت في تداعيات إنسانية كارثية، حيث خلفت عشرات الأسر بلا معيل، وشردت أعداد كبيرة من المدنيين، وتسببت في أزمة إنسانية حادة،
12 سبتمبر 2018.. 6 شهداء وجرحى بغارة للعدوان تستهدف محطة وقود بالجوف:
في جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائم العدوان الأمريكي السعودي على اليمن، استهدفت غارة جوية غادرة للعدوان السعودي الأمريكي، محطة وقود ومحال تجارية مجاورة لها بمنطقة ملاحة في مديرية المصلوب بمحافظة الجوف في يوم 12 سبتمبر 2018م، أسفرت، عن استشهاد مدنيين اثنين وجرح أربعة آخرين بينهم طفلان، مما زاد من معاناة السكان المدنيين في المنطقة.
جثث متفحمة ودماء مسفوكة وأطفال كوت النيران وجوههم وأحرق جمالهم ، ونيران تلتهم المحلات وتحرق البضائع والسيارات، وتحول الأعيان المدنية إلى كومة تشتعل أمام الأهالي، في مشهد أجرامي، يعكس سياسة العدوان وخططه في تضييق الخناق على الشعب اليمني، ومحاولة القضاء على كل مقومات الحياة والصمود.
وهنا يقول أحد الأهالي: “هذه الجريمة البشعة تأتي في إطار سياسة القتل والتدمير والحرب الاقتصادية، وتشديد الحصار الخانق الذي يفرضه العدوان على الشعب اليمني، والذي يهدف إلى تدمير البنية التحتية وتعطيل الحياة اليومية للمواطنين، ما ذنب هؤلاء الطفلين الجريحين، ما ذنب الشهداء مدنيين، لا علاقة لهم بالحرب، المحلات ومحطة الوقود ليست تابعة للدولة ولا هي ملك عام، كلها حقوق للمواطنين، ضد من هي الغارات! ومن تستهدف! الغارات تقصف الأطفال والنساء والمدنيين، والمنازل والممتلكات الخاصة، أي أخلاق هذه”.
طفل جريح يقول: “كنت في البقالة أشتري جعالة وجاء الطيران وقصفنا، ولكن نقول للعدو والله ما راحت له، إن شاء الله نرد الصاع صاعين، وبيننا بينهم الجبهات، ومن يقعد عن القتال ما فيه دين”.
إن استهداف محطة الوقود ومحال تجارية مجاورة لها ليس مجرد عمل عسكري، بل هو جريمة حرب تستهدف المدنيين بشكل مباشر، فمحطات الوقود تعد شريان الحياة في أي مجتمع، وتلعب دوراً حيوياً في توفير الخدمات الأساسية للمواطنين، واستهداف العدوان لها يهدف إلى تعميق معاناة السكان وتفاقم الأزمة الإنسانية.
12 سبتمبر 2018.. 3 شهدا وجرحى في استهداف مزدوج للطفولة يدمي القلوب بصعدة:
في يوم 12 سبتمبر أيلول من العام 2018م، جريمتين مأسويتين منفصلتين، تعرضت الطفولة في صعدة لاستهداف وحشي، من قبل طيران ومدفعية العدوان السعودي الأمريكي، على منازل المواطنين في مديريتي الظاهر وشداء، اسفرتا عن اسشهاد طفلة وجرح طفلة وطفل أخر ، في مشهد مأساوي يتعمد وأد الطفولة واستهدافها بوحشية متعمدة بحق أطفال اليمن.
ففي مديرية الظاهر هزت صرخات الألم منطقة غافرة، حيث استهدف العدوان السعودي منزل المواطن محمد عبدالله الحاذق، مما أسفر عن استشهاد طفلة بريئة وإصابة أخرى بجروح، في عمل جبان وبغيض، يضاف إلى سجل جرائم العدوان بحق المدنيين الأبرياء، وخاصة الأطفال.
يقول أحد الأهالي: “طيران العدوان استهدف منزل الحاذق واستشهد طفل والثاني في حالة حرجة والعدوان يستهدف منطقة غافرة بشكل مستمر وتم تدمير عدد من المنازل والاعراس في الأعوام السابقة، ولا بد ان ننتصر لهذه الدماء ، ونقول للعدو سننتصر على ظلمكم “.
وفي جريمة مماثل، وقع في اليوم ذاته، تعرض منزل المواطن محمد جابر سليمان بمديرية شدا لقصف مدفعي سعودي، مما أسفر عن إصابة طفلة بجروح خطيرة في الرأس، وحالة من الخوف في نفوس أطفال ونساء المنطقة، وتضرر ممتلكاتهم، وموجة من النزوح والتشرد ومضاعفة المعاناة.
يقول والد الطفلة: “طفلة عمره 12 سنة فيها جروح خطيرة وتدمير المنزل، ولكن هذه الدماء لن تذهب هدراَ لدينا كرامة وإنسانية وقيم ودين لا تجيز لنا ان نتفرج على عدو جبان يقتلنا ويشرد شعبنا ونظل صامتين ا بدون موقف “.
إن استهداف الطفولة المتكرر في صعدة جريمة لا تسقط بالتقادم، ويظهر مدى وحشية العدوان واستخفافه بحرمة الدم وستظل محفورة في الذاكرة الإنسانية، ويسلط الضوء على معاناة المدنيين، ويدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لتحقيق جنائي في هذه الجرائم، ومحاسبة مرتكبيها.
تروي هذه الجرائم المختلفة في يوم واحد خلال 9 أعوام، متواصلة، قصصاً مأساوية لا تنتهي، فالأمهات يفقدن أطفالهن، والأطفال يفقدون آباءهم، والبيوت تتحول إلى مقابر جماعية، فتاة صغيرة تفقد حياتها وهي تلعب في منزلها، وطفلة أخرى تجرح بجروح بالغة في رأسه، وأطفال وأمهاتهم دفنوا بين الأنقاض، وآخرين اعاقاتهم دائمة ، وجروحهم وأثرها باقية ، بغارات مباشرة على رؤوسهم، هذه الصور المؤلمة تبقى محفورة في ذاكرة اليمنيين، وتشهد على وحشية العدوان، ومستوى التواطؤ الدولي والأممي الذي لم يتحرك حتى آلان لوقف العدوان والحصار على اليمن، وملاحقة مجرمي الحرب، وتقديمهم للعدالة الدولية والمحلية.