قتلة الأطفال !!
أحمد يحيى الديلمي
فيما كانت زهرات مدرسة أم المؤمنين عائشة تستعد لمغادرة المدرسة كعادتها كل يوم، وكل طالبة تقلب في رأسها الكثير من الآمال والأحلام كيف تقضي فترة بقائها في البيت حتى يحين موعد العودة إلى المدرسة في اليوم التالي؟ أو ماذا ستقول لأهلها؟ كلٌ منهن تبني أحلاماً وردية جميلة وإذا بعاصفة الموت المحمولة على أكف القتلة من أمريكا وبريطانيا تسابق الرياح وتوجه ضربة غادرة أليمة، جاءت الطائرات لتقصف بجوار المدرسة وتودي بحياة بعض الطالبات ممن أزهقت أرواحهن ظلماً وعدواناً بينما أصيبت الباقيات بجروح معظمها خطيرة قادت هذه الطالبات إلى ما يشبه الموت السريري، تخيلوا من أين جاءت هذه الطائرات وكيف تجرأت على قتل هؤلاء الفتيات وهن في مُقتبل العمر، للأسف الشديد كما قيل أنها أقلعت من دولة عربية شقيقة، بينما هي في الأصل أمريكية وبريطانية الصنع وكلا الدولتان تدعي أنها قبلة الديمقراطية وحامية حمى حقوق الإنسان، يا لها من حماية من أولئك !! وبئست العروبة عند هؤلاء، الذين استباحوا دماء طفلات صغيرات من أبناء جلدتهم، بل ذهب إعلامهم الخسيس إلى التسابق على إذاعة الخبر وكأنه مشهد بطولي، كما قيل في بعض القنوات بأن الطائرات الأمريكية والبريطانية استهدفت محطات صاروخية كانت تُهدد الملاحة في البحر الأحمر، وكما قال الشاعر :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على المرء من وقع الحسام المهندِ
أو كما قال .
بالفعل إن هذه المواقف تجعلنا نترحم على العروبة، بل ويزداد حزننا على الإسلام والمسلمين إلى أين وصلت بهم الذلة والمهانة فأصبحوا مصدراً للخزي والعار، يتأففون من الحق ويسيرون خلف الباطل بشجاعة وإقدام، بل ويُقدمون الأموال الطائلة دعماً للظالم الذي يُقدم على قتل أبناء جلدتهم بدماء باردة، فها هو مشهد غزة الجريحة يومياً يتكرر بالأمس في مديرية التعزية محافظة تعز، وقنوات الزيف والبهتان تتبارى لإعلان الحدث بلا حياء أو خجل، لم تتحدث عن الطالبات لكنها اكتفت بما أوردته وسائل إعلام العدو بأن الهدف كان منصة لإطلاق الصواريخ، ودون أي اعتبار لما أعلنته وسائل الإعلام اليمنية عن الجرح الأليم الذي أصاب اليمنيين نتيجة هذه الكارثة، ولم يصل بهم التعاطف إلى مستوى تفصيل ما حدث كما هو بل أضافوا بهارات ومقبلات للخبر ليعتبره المتلقي بأنه عمل مشروع، فأي مشروعية؟ وأين هذه المشروعية؟ مع ذلك تراهم كل لحظة ينادون بتخفيض التصعيد في البحر الأحمر كما هو حال مصر والسعودية، وكم كُنا نتمنى أن المدعو وزير خارجية اليمن زوراً وبهتاناً قد تطرق إلى هذه الحادثة المأساوية أو تحدث ولو بالإشارة إلى ما ترتكبه أمريكا وبريطانيا من أعمال إجرامية في اليمن والعالم كله يتفرج، ألم تتكشف الحقائق بعد ويصبح العالم بأسره على يقين أن أعداء العرب والمسلمين هم أمريكا وبريطانيا؟ وأن الكيان الصهيوني ليس إلا أداة من أدوات هاتين الدولتين ومعها دول الظلم في أوروبا، فبعد أكثر من 9 سنوات من العدوان عبر الوسطاء من العرب ما يُسمى بالتحالف العربي، جاءت الدولتان لكي تمارسا حرب الإبادة الشاملة بنفسيهما وتقتلا الأطفال والنساء، والقضية لم تخرج عن ذات الهدف وهو دعم الكيان الصهيوني وحمايته، ومن يدعون أنهم عرب يُرددون الحكايات الساذجة بأن طائرات الحوثي – حسب وصفهم – لا تمس الكيان الصهيوني ولا سفنه .
يا رسول الله إننا ونحن نحتفل بمولدك الكريم نرفع شكوانا إلى الله وإليك بهؤلاء الذين يدّعون أنهم مسلمون، بينما أعمالهم تدل على أنهم أكثر ظلماً وكفراً من الأعداء المتربصين بالعقيدة والأمة .
تعازينا لأسر تلك الطالبات والرحمة لمن فقدن أرواحهن، والله من وراء القصد..