صمود وانتصار

اليمن يدخل نادي الدول المصنعة للصواريخ الفرط صوتية.. هل ينهار الردع الإسرائيلي؟

الصمود||مقالات||علي ظافر||

كشف الإعلام الحربي اليمني مساء الاثنين عن صاروخ “فلسطين 2″، الذي يُعتبر من الجيل الأحدث للصواريخ الفرط صوتية. هذا الصاروخ، بفضل سرعته الفائقة ودقته العالية، استطاع تجاوز جميع منظومات الدفاع الإسرائيلية بعد أن قطع مسافة 2040 كيلومتراً من الأراضي اليمنية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، مُخترقاً كل العوائق كاسراً كل التوازنات الاستراتيجية.

*مفاجأة الصاروخ وإمكاناته:*

صاروخ “فلسطين 2” يمثل قفزة تكنولوجية لليمن، ويؤكد على أن اليمن، بعد سنوات من العدوان الطويل الذي تولت كبره كبريات دول المال والسلاح العربية والدولية، أصبح الآن ( أي اليمن) عضواً في نادي الدول القادرة على تصنيع الصواريخ الفرط صوتية. هذا النجاح ليس مجرد إعلان دعائي، بل هو ثمرة سنوات من التعب والابداع اليمني والتجارب الميدانية المتكررة والعمليات العسكرية، آخرها الهجوم الذي تم تنفيذه خلال احتفالات المولد النبوي، والذي استهدف عمق كيان العدو الإسرائيلي.

 

الإطار الزمني والتصريحات

قبل تسعة أيام من العملية، حذر السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، من مفاجآت جديدة في البر كما البحر، مؤكداً أن الأعداء سيواجهون تقنيات غير مسبوقة. هذا التهديد جاء ضمن خطاب بمناسبة تدشين المولد النبوي مطلع الشهر الجاري، حيث أعلن عن بدء الفعاليات التحضيرية، مشيراً إلى أهمية دعم فلسطين والجبهات المناصرة.

التوقيت المختار لإطلاق الصاروخ كان رمزياً بما له من قدسية ومكانة في قلوب معظم المسلمين، حيث تم تحديد يوم المولد النبوي لإطلاق “فلسطين 2″، مما زاد من أهمية العملية ودلالاتها. الصاروخ تجاوز أنظمة الدفاع، وقطع مسافة 2040 كيلومتراً، مُرسلاً رسالة قوية تتعلق بقدرات اليمن العسكرية، وبأن من وصل إلى تلك النقطة شديدة الحساسية قادر على الوصول إلى نقاط أخرى على امتداد خريطة فلسطين المحتلة.

 

دلالات العملية وأبعادها الاستراتيجية:

1. التنسيق العالي بين المقاومة الفلسطينية واليمن: العملية تعكس تنسيقاً عالياً بين المقاومة الفلسطينية والقوات اليمنية، وكذلك بين اليمن ومحور المقاومة والجهاد.

2 .  القدرة على اختراق عمق كيان العدو الإسرائيلي:
الصاروخ أثبت قدرة اليمن على استهداف أي نقطة داخل الكيان الإسرائيلي خلال فترة زمنية قصيرة، قبل أن تتمكن أنظمة الدفاع من التصدي.

3. دخول اليمن نادي الدول المصنعة للصواريخ الفرط صوتية:
اليمن أثبت قدرته على تطوير وتصنيع صواريخ قادرة على تجاوز العقبات الجغرافية والتقنية، مما يضعه في مصاف الدول المصنعة لتقنيات الصواريخ المتقدمة.

4. ترجمة لمعادلة المفاجآت البرية:
العملية تشير إلى بداية مرحلة جديدة من التصعيد العسكري ضد كيان العدو الإسرائيلي، مع إمكانية تنفيذ عمليات أكبر وأوسع في المستقبل.

5. مؤشر على الردود المستقبلية:

العملية تعطي لمحة عن طبيعة الردود القادمة والحتمية على أي تصعيد إسرائيلي مستقبلي، وخصوصاً في سياق عدوان “إسرائيل” على الحديدة.

6. تهشيم وإسقاط صورة الردع الإسرائيلي المطلق:

الهجوم أسفر عن حالة من الرعب داخل الكيان الإسرائيلي، حيث دفعت عملية واحدة أكثر من مليوني مستوطن إلى الملاجئ، مُظهرة ضعف أنظمة الاعتراض الإسرائيلي.

7. نهاية عصر المنظومات الدفاعية التقليدية:
العملية تعكس نهاية هيمنة أنظمة الاعتراض الأمريكية والإسرائيلية، وتبرز ضعف القدرة الدفاعية أمام الصواريخ الفرط صوتية.

ردود الفعل الإسرائيلية: الخوف من المستقبل

رداً على العملية، نقلت وسائل إعلام صهيونية أن بمستوياته الأمنية والعسكرية يعكف حاليا على التحقيق في أداء أنظمة الدفاع الجوي وفشلها أمام صاروخ اليمن، حيث ذكرت أن “سلاح الجو الإسرائيلي” فتح تحقيقاً حول فشل اعتراض الصاروخ اليمني. كما أشار إلى نجاح “الحوثيين” في تنفيذ ثلاث عمليات قصف ضد العمق الإسرائيلي، بما في ذلك الهجوم الأخير على “تل أبيب”.

صحيفة “جيروزاليم بوست” دعت إلى ضرورة تغيير المعادلة الأمنية وإيجاد طرق جديدة للردع، مما يعكس قناعة عميقة بتآكل الردع الإسرائيلي.

التأثيرات السياسية والأمنية:

العملية تسببت في تعطيل حركة القطارات ومطار اللد (مطار بن غوريون)، وأثارت حالة من الفزع بين المغتصبين الصهاينة، مما قد يزيد من حالة الانقسام الداخلي في الكيان المؤقت ويعزز تراجع الثقة في الحكومة وقواتها المسلحة وقدراتها المتطورة.

الرسالة الاستراتيجية والآفاق المستقبلية:

العملية تستدعي إعادة تقييم الوضع الاستراتيجي من زاوية فلسطينية، حيث أرسل القادة الفلسطينيون رسائل إيجابية حول العملية، مؤكدين أنها تشكل نقلة نوعية في مسار المواجهة وكان أبرزها تلك التي وجهت بشكل خاص من القائد يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي. القيادي ماهر الطاهر اعتبر أن عملية المولد وهذا التصعيد اليمني المساند لفلسطين يعكس تحولاً استراتيجياً لم يكن متوقعاً.

الخلاصة وزبدة الكلام، إذا كانت منظومات الاعتراض والحماية التابعة للعدو الإسرائيلي قد فشلت في التصدي لصاروخ واحد، فإن مواجهة عمليات متزامنة بعشرات الصواريخ والطائرات المسيرة من محور الجهاد والمقاومة قد تكون أكثر تعقيداً. وعليه، يتعين على العدو الإسرائيلي الاستعداد لمواجهة التهديدات القادمة بتقديرات جديدة وعالية الدقة، وان الزمن الذي يخرج فيه منتصرا قد ولى إلى  غير رجعة، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.