صاروخ (فلسطين2) الفرط صوتي .. تكنولوجيا عابرة للحسابات وموازين القوة
الصمود||تقرير||زين العابدين عثمان||
الهجوم الذي نفذته قواتنا المسلحة بالصاروخ فرط صوتي “فلسطين2” لاستهداف منطقة يافا المحتلة، لا تزال أبعاده، ونتائجه تشكل حالة من الذهول لدى الجميع، و معضلة استراتيجية لكيان العدو الإسرائيلي والخبراء في مجال الدفاع الصاروخي.
لقد أظهر هذا الصاروخ -بعون الله تعالى- القدرة على قطع مسافة 2040كم، والوصول إلى “يافا” المحتلة في إطار ظرف قياسي يصل 11,5 دقيقة فقط، كذلك قدرته الفائقة في تجاوز جميع الأحزمة الدفاعية التي يتمترس خلفها كيان العدو الإسرائيلي.
منطقة يافا المحتلة (تل أبيب)
من المعلوم عسكرياً أن كيان العدو يتحصن في أكثر من 8 أحزمة دفاعية متعددة الطبقات، وشبكة من أحدث نظم الكشف الرادارية التي تغطي كامل الأراضي الفلسطينية التي يحتلها، ومن المعلوم أيضاً أن ما يسمى “تل أبيب” هي المنطقة الأشد تحصيناً وحماية بهذه الأنظمة، قياساً بالمناطق الأخرى؛ كون هذه المنطقة تمثل مركز ثقل الكيان الأمني، والعسكري، والسياسي، والاقتصادي.
بالتالي، حكومة كيان العدو وهي الأكثر ذعراً لم يتوقعوا مستوى الهجوم، ونوعيته، وحجم الفشل السحيق التي تعرضت له ترساناتهم الدفاعية، فهم يحاولون إجراء تحقيقات مكثفة إلى اليوم حول كيفية وصول هذا الصاروخ لهذا العمق الحيوي، والتحليق لمسافة تزيد عن 2000كم دون أن تستشعره أنظمة الإنذار المبكر، والمجموعات الرادارية بعيدة المدى.
وللتوضيح، سنعرض أهم الأنظمة الدفاعية التي يمتلكها كيان العدو، والتي تأتي في الصدارة:
-بطاريات القبة الحديدية قصيرة المدى.
-منظومات مقلاع داود متوسطة المدى.
-منظومات باتريوت باك3 متوسط المدى.
-منظومات آرو-3 وآرو2 بعيدة المدى.
-نظام الدرع الصاروخي الأمريكي “ثاد” بعيد المدى.
أما، فيما يتعلق بالرادارات، فقد كان أهمها شبكة الرادارات المركزية التي تغطي كامل أراضي فلسطين المحتلة، ورادارات الجيل الخامس المتخصصة في إدارة عمليات الكشف، والانذار المبكر، منها رادار منظومة ثاد AN/TPY-2، ورادار منظومة “آرو-3” Super Green Pine الذي يبلغ مداهما نحو 1000كم.
إجراءات دفاع إضافية
ما نريد أن ننوه عليه أن كل ما يمتلكه كيان العدو من تجهيزات، الا أنه نفذ اجراءات إضافية في تعزيز جوانب الحماية خصوصاً بعد أن تعرض للضربات من اليمن، حيث كان من أهم هذه الاجراءات التنسيق مع دول الخليج، منها السعودية والإمارات، والأردن، ومصر، وغيرها من الدول المجابهة للبحر الأحمر، والمجاورة لفلسطين المحتلة لغرض تنفيذ “خطة الدمج الراداري التي تدعمها أمريكا”، وانشاء غرف تحكم مشتركة يتم من خلالها ربط معلومات رادارات هذه الدول مع رادارات الكيان وتنسيقها في إطار منظومة موحدة يتحكم فيها كيان العدو.
بالتالي، عندما نتحدث عن وصول صاروخ “فلسطين2” إلى “تل أبيب” فهذا يعني أن هذه الصاروخ، تمكن -بفضل الله تعالى- من تحقيق اختراق لكل تلك الترسانة من الرادارات (الخليجية-الصهيونية) والأحزمة الثمانية متعددة الطبقات الذي شكلها كيان العدو، واختراق أكثر المناطق تحصيناً في العالم “تل أبيب”.
في المقابل، يؤكد على مستوى التطور العلمي و التطبيقي الذي وصلت إليه القدرات الصاروخية لقواتنا المسلحة، فصاروخ “فلسطين 2” يعتبر أول صاروخ باليستي أرض-أرض من فئة الصواريخ فرط صوتيةHypetr Sonic التي تنافس أفضل النظائر الصاروخية التي تملكها روسيا والصين، منها صواريخ “كينجال” الروسية وصاروخ DF-27 الصيني.