صمود وانتصار

رداً على جرائم العدو الصهيوني بحق لبنان وفلسطين .. حزب الله يُدشن معركة “الحساب المفتوح”

الصمود||تقرير||مرزاح العسل||

رداً على جرائم العدو الصهيوني المتواصلة بحق الشعبين اللبناني والفلسطيني وضمن معركة الإسناد لقطاع غزة.. دشن حزب الله اللبناني دخول مرحلة جديدة وهي “معركة الحساب المفتوح” أول قواعدها “حيفا مقابل العمق اللبناني”.

ويأتي ذلك رداً على استهداف العدو الصهيوني للعمق اللبناني وتفجير أجهزة اتصال حزب الله واغتيال القائد “عقيل” وقادة “وحدة الرضوان”، وبعد تهديدات رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، الذي قال الأحد: إن كيانه وجه ضربات لـ”حزب الله” لم يكن يتخيلها.. متوعدا بمزيد منها “في حال لم يفهم الرسالة”.

ففي فجر الأحد، قصف “حزب الله” بالصواريخ مواقع عسكرية صهيونية في مدينة حيفا للمرة الأولى منذ بداية المواجهات ما أسفر عن إصابة عدد من الصهاينة وأضرار مادية كبيرة ورعب في صفوف الصهاينة لا مثيل له.. بحسب الإعلام الصهيوني.

فيما قصف جيش العدو الصهيوني نحو 16 بلدة جنوب لبنان؛ ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات، وجدد القصف اليوم الإثنين، في “أوسع وأعنف” غارات جوية يشنها جيش العدو على لبنان منذ بدء المواجهات مع “حزب الله” في أكتوبر الماضي، بموازاة الحرب الصهيونية المدمرة والمتواصلة على قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد نحو 200 مواطن لبناني وإصابة أكثر من 400 آخرين.

وجاء ذلك بعد توسيع حزب الله لدائرة النار واستهداف منطقة حيفا المحتلة، أمس، وسقوط الصواريخ عليها رداً على استهداف العدو الصهيوني للعمق اللبناني وتفجير أجهزة اتصال حزب الله.. مُدشناً بذلك دخول مرحلة جديدة عنوانها “معركة الحساب المفتوح” وأول قواعدها “حيفا مقابل العمق اللبناني”.

وأكد ردّ حزب الله، الذي أصاب قاعدة “رامات دافيد” بحيفا، وتعتبر واحدة من أهم ثلاث قواعد رئيسية في الكيان الغاصب، بما لا يدع مجالاً للشك للعدو أن المقاومة لا زالت تتمتع بقدرة وحيوية ومرونة عالية في الميدان؛ رغم استهداف العدو لقائد ركن العمليات في “الحزب”، إبراهيم عقيل “الحاج عبد القادر”، و13 من قادة “وحدة الرضوان”.

كما أثبت هذا الرد اللبناني بصواريخ من نوع “فادي1 وفادي 2″، أن قدرات “حزب الله” الصاروخية لا زالت بكامل قوتها، التي زعم العدو مؤخراً أنه قضى على الآلاف منها خلال ضرباته الجوية المُكثفة التي استهدفت منطقة جنوب لبنان، والبقاع، وأن المواجهة مع “حزب الله” دخلت مرحلةً جديدة بعنوان “الحساب المفتوح”.

وما يؤكد ذلك تصريحات نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الليلة الماضية، خلال تشييع قادة الحزب الذين سقطوا في الغارة الصهيونية الجبانة على الضاحية الجنوبية في بيروت، بقوله: “عدنا أقوى والميدان سيشهد بذلك”، و”سيموت العدو رعبًا ويتفكك جمعه ولم يحقق أهدافه”.

وأعلن الشيخ قاسم عن تدشين حزب الله معركة “الحساب المفتوح” في مقاومة العدو الصهيوني، وأن أول دفعة على الحساب أحدثت صدمة كبرى في كيان العدو.. مُشدداً على أن النازحين الصهاينة لن يعودوا إلى شمال الكيان المُحتل.

وقال قاسم: إن “جبهة الإسناد اللبنانية مستمرة مهما طال الزمن إلى أن تتوقف الحرب على غزة”.. مضيفاً: “لن يعود سكان الشمال في فلسطين المحتلة، بل سيزداد النزوح وسيتوسع الإسناد، فاذهبوا إلى غزة وأوقفوا الحرب”.

وبشأن الشهيد إبراهيم عقيل، قال الشيخ قاسم: إنه “كان قائدا للعمليات وأسس قوة الرضوان، وهو شهيد القدس وفلسطين أرقى ميادين الجهاد”.

والجمعة، شن العدو الصهيوني غارة جوية على مبنى سكني في الضاحية الجنوبية لبيروت، فقتلت 45 شخصاً، بينهم أطفال ونساء وعقيل، وأصابت 68 آخرين، حسب حصيلة غير نهائية لوزارة الصحة اللبنانية.

وشدد الشيخ قاسم، على استعداد “حزب الله” لمواجهة “كل الاحتمالات العسكرية وسترون النتائج”.. قائلاً: “قدمنا دفعة على الحساب، ووصلت ثلاث رشقات صاروخية إلى منطقة حيفا (شمال فلسطين المحتلة)، وأصابت أهدافها العسكرية”.

وتابع قائلاً: “لن نحدد كيفية الرد على العدوان، ودخلنا مرحلة جديدة عنوانها معركة الحساب المفتوح”.. مشدداً على أن “إسرائيل” “ستموت رعبا” مع الخطط التي يحضرها “حزب الله” تجاهها.

وأكد أن “العدو لم يتمكن من تحقيق أهدافه في فلسطين والمقاومة مستمرة.. مُوضحاً أن أمريكا غارقة في العدوان والإبادة مع “إسرائيل” ولا ينفع الدجل الذي تمارسه”.

بدوره.. اعتبر المختص في الشأن الصهيوني، عصمت منصور، في تصريحات له نقلتها وكالة “فلسطين اليوم” الإخبارية، أن العدو الصهيوني تختلف حساباته على جبهة “حزب الله” جنوب لبنان عن جبهة غزة.. مبيناً أنه يريد الهدوء هناك وعودة مستوطنيه للشمال وإضعاف الحزب”.

وأعرب منصور عن اعتقاده “أن كل القراءات تُشير إلى أن المعادلة لصالح “حزب الله” من حيث القوة والردع، والبيئة الحاضنة في لبنان”، كما رأى “أن حزب الله يتمتع بالإدارة العالية، والإمكانيات المتطورة، بالإضافة للجغرافيا المتنوعة التي تساعد في القتال على الأرض”.

وقال منصور: “إن حزب الله يتمتع بالنظرة والقدرة على قراءة العدو وامتلاكه لمبدأ المبادرة، مُعتقداً أنه لا يمكن تجريده من المبادرة، وأن المواجهة الحالية بين العدو الصهيوني وحزب الله هدفها جعل ثمن وكلفة “جبهة الشمال” باهظة، ودفع “الحزب” إلى التجاوب مع الحلول المطروحة”.

من جانبه، أعرب الكاتب والباحث في الشأن الصهيوني، أحمد سلامة، عن اعتقاده بأن معركة “الحساب المفتوح” التي أطلقها حزب الله هي تطور استراتيجي كبير في مسار الحرب على الجبهة الشمالية.. قائلاً: في حديث خاص لـ”فلسطين اليوم”: “ما يمتع به حزب الله من مرونة عالية في القتال بالإضافة للقدرات الكبيرة من الصواريخ وتنوعها، أثبت أنه لا زال الأخير يمتلك مبدأ المبادرة”.

وأكد أن حزب الله لا زال يخبأ المزيد من المفاجآت للعدو الصهيوني؛ رداً على اغتيال القائد “عقيل” وقادة “وحدة الرضوان”.. ورأى أن “حزب الله بقصف مدينة حيفا، أمس، قد أرسى قاعدة مهمة؛ رداً على تفجير أجهزة الاتصال التابعة له وهي “حيفا مقابل العمق اللبناني”.

وأوضح أن “العدو الصهيوني يسعى من خلال هذه الضربات إلى “تحييد جبهة الإسناد” في لبنان عن عملها إلى جانب المقاومة الفلسطينية في غزة ضمن معركة “طوفان الأقصى، وهو ما يرفضه الحزب بالمطلق”.

فيما قال عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” اللبنانية النائب حسن فضل الله: “إن العدو يريد أن يشل قدرات المقاومة من أجل منعها من استكمال إسنادها لغزة، ولكن الرد جاءه سريعاً وتباعاً، أولاً بمواصلة إسناد غزة، وبيانات المقاومة التي صدرت فجر اليوم هذا هو عنوانها، وثانياً، عدم ترك أي فراغ في البنية القيادية للمقاومة ولو ليوم واحد، بحيث أنه ليوم واحد، لم يكن هناك أي فراغ في أي موقع من مواقع المقاومة التي قضى قادتها الميدانيين شهداء، فسارعت إلى استيعاب هذا العدوان ونتائجه”.

وأشار إلى “أن عملية الفجر استهدفت منشآت عسكرية من المصانع والقاعدة الجوية التي يعتبرها العدو أنها إحدى مفاخره، وبحسب معطيات المقاومة، فإن صواريخها وصلت إلى هذه القاعدة وحققت إصابات مباشرة، برغم ادعاء العدو طوال يوم أمس وفي الليل أنه يقوم بعملية استباقية كما فعل في عملية الـ40، ولكنه لم يتمكن من منع تنفيذ رد المقاومة”.

وأكدت وسائل إعلام العدو الصهيوني، أنّ شوارع مدينة حيفا المحتلة باتت خاليةً من المستوطنين، في إثر القصف الصاروخي الذي شنّه حزب الله الأحد.. مشيرةً إلى أنّ القصف الصاروخي أثّر في المدينة بشكل فوري.

في غضون ذلك، أعلنت سلطات العدو الصهيوني في حيفا إلغاء التعليم يوم الثلاثاء، وتلقّى مستوطنو “عين زيفان” في الجولان السوري المحتل، و”كريات شمونة” في شمال فلسطين المحتلة، تعليمات بالبقاء قرب الملاجئ حتى إشعار آخر.

ويُذكر أنّ رئيس السلطة المحلية في مستوطنة “كريات بياليك”، التي تقع في شمال حيفا المحتلة، أكد أنّ المخاوف التي انتابت المستوطنين من أن يطالهم إطلاق الصواريخ من حزب الله قد تحقّقت.. معرباً عن الخشية من التعرّض لما يحدث مع مستوطني الشمال، “الذين لا توجد ملاجئ كافية لهم”.

كما تحدّث الإعلام الصهيوني عن وجود “خطر على حياة” المستوطنين، بحيث اشتكى بعض مستوطني “كريات طبعون” من أنّ الملاجئ التي فرّوا للاحتماء فيها مقفلة.

ووصف رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين، الأيام المقبلة بأنها “معقدة”.. وقال من غرفة التحكم الرئيسة في وزارة الحرب في “تل أبيب”: “نحن على أعتاب أيام مُعقدة” في اشارة الى ارتفاع وتيرة الحرب والهجمات اللبنانية باتجاه الأراضي المحتلة.

الجدير ذكره أن المتحدث باسم “حكومة العدو الصهيوني” قال اليوم: إن حزب الله أطلق تسعة آلاف صاروخ باتجاه “إسرائيل” منذ السابع من أكتوبر الماضي.. مشيرا إلى أن صواريخ الحزب أدت إلى خسائر ضخمة “شمال إسرائيل”.