فرقاطة يونانية تُغادر البحر الأحمر.. قوة ردع الغرب تآكلت
بعد مرور ما يقارب 11 شهرًا من معركة البحار دعمًا وإسنادًا لغزة، ما تزال السفن المشمولة بقرار الحظر اليمني تدور حول رأس الرجاء الصالح، وهو ما يكلّفها المزيد من الوقت والمال، ويخلق ازدحامًا يؤدي إلى تدهور محركات وهياكل السفن التجارية.
وما يزيد الأزمة البحرية المرتبطة بكيان العدو بلّة هو مغادرة الفرقاطات والسفن الحربية الأوروبية وحاملات الطائرات الأمريكية الواحدة تلو الأخرى من مسرح العمليات، وعلى وجه الخصوص البحر الأحمر الواحدة تلو الأخرى.
وفي جديد هذا الملف، لحقت الفرقاطة اليونانية “بسارا” بركب الهاربين من جحيم معركة البحار، وعادت إلى قاعدة “سلاميس” بعد أشهر من المشاركة ضمن ما يسمى عملية “أسبيدس” التي أطلقها الاتحاد الأوروبي لحماية الملاحة التجارية الصهيونية في 19 تشرين الثاني/نوفمبر العام الجاري جنبًا إلى جنب مع التحالف الأميركي المسمى “حارس الإزدهار”.
لحظة وصول السفينة اليونانية تحدث عنها المسؤولون أمام طاقمها البحري، عن نجاح المهمّة المنوطة بها في البحر الأحمر وكشفوا عن التحضير لإرسال فرقاطة أخرى بديلة عنها إلى المنطقة.
السؤال الذي يفرض نفسه، في هذا التوقيت هو ما الذي حققته الفرقاطة اليونانية المنسحبة، غير توثيق غرق الناقلة “توتور” في شهر حزيران/ يونيو، ومراقبة أعمال سحب الناقلة “سونيون” بعد أسابيع من محاولة إطفاء النيران المشتعلة فيها بفعل الضربات اليمنية، مع الإشارة إلى أن السفينتين مملوكتان لشركة يونانية تتعامل مع كيان العدو، وتسهّل وصول الإمدادات التجارية له إلى موانئ فلسطين المحتلة.
عودة الفرقاطة اليونانية، بعد نحو ثلاثة أشهر من وصولها البحر الأحمر يؤكد في المقام الأول الفشل الذريع للتحالفات البحرية الأوروبية والأميركية في منع العمليات المساندة لغزة وتقويض القدرات اليمنية، بل ويشير إلى فاعلية عمليات اليمن وتعزيز شروط التفاوض لفصائل المقاومة الفلسطينية التي تسطّر أروع الملاحم البطولية في القطاع المحاصر.
الحديث عن نجاح مهمة “بسارا” ليس بجديد، فسبق لأميركا وغيرها من الدول التي سحبت سفنها وحاملات طائراتها من ميدان البحر روجت لذلك، والمقصود من النجاح هنا لا يتجاوز سلامة الجنود والقطع الحربية. وفيما يخص الملاحة البحرية للعدو، تداعياتها السلبية تكبر يومًا بعد آخر، وهذا ما يمكن أن نلمسه من استمرار الحصار المفروض على ميناء إيلات وتصريحات المسؤولين الصهاينة وآخرهم رئيس الكيان الغاصب يتسحاق هرتسوغ، الذي وجّه رسالة لمن أسماهم أصدقاء “إسرائيل” يقر فيها بأن العمليات اليمنية تضرّ باقتصاد الكيان، وتؤثّر على تكاليف المعيشة على المستوطنين وعلى العائلات الأوروبية والأميركية، آملًا من هذه الدول الوقوف إلى جانبهم في هذا الوضع الذي وصفه بالرهيب.
في التقديرات العسكرية لدى الغرب استمرار الاعتداءات على اليمن من الجوّ لن تجدي نفعًا، حتى لو أعاد الأميركيون حاملة الطائرات “روزفلت” و”آيزينهاور” إلى البحر الأحمر أو حرّكوا عجلة الحرب إلى أقصى حد، لأنّ القطع البحرية تبدو وكأنها داخل غلاف صاروخي لليمن، وهو ما يؤكد استمرار الخسارة لكل هذه القوى وتواصل الانسحابات لا سيما بعد الهروب الأميركي.
اسماعيل المحاقري