صلاة النصر
الصمود| شعر| أحمد الغدراء
عَلَيكَ صَلاةُ رَبِّ العالمينا
ورحمتُهُ أبا هادي الأمِينا
وَرُوحُ القُدْسِ جِبْرِائيلُ صَلَّى
معَ المَلاءِ الكِرامِ الكَاتِبينا
وصَلَّى المؤمنونَ بكُلِّ فَجٍ
عليك أمينَ حزبِ الغالبينا
وأيْمُ اللهِ لمْ نَشهدْ مُصابًا
ولا يَوْمًا كَيوْم نُعيتَ فينا
خلا يومًا بـ (مرانٍ) ويومًا
بأرضِ الطَّفِّ إذ قتلوا حُسينا
لقد عَظُمَ المُصابُ فكُلُّ حُرٍّ
عليك يُكَفْكِفُ الدَّمعَ السَخِينا
أتدري يا زمانُ منْ افتقدنا
وأيُّ رَزيّةٍ نزلت علينا
بِنَصرِ اللهِ يا دُنيا رُزِئْنا
بفَقدِ سَماحةِ العِشقِ اُبتُلِينا
فقَدْنا سيِّدَ الدُّنيا المُفدَّى
فقَدْنا الركن والحِصْن الحَصِينا
فقَدْنا ناصر المُستضعفينا
فقَدْنا قاهر المستكبرينا
فقَدْنا قائدًا حُرًّا كَمِيًّا
وبَّرًّا صادقًا دُنْيا ودِينَا
فقَدْنا للوغى لَيْثاً هصُوراً
يَذودُ على حِياضِ المُسلِمينا
فقَدْنا للعلى ركنا شديدا
فقَدْنا بابَ حِطَّةَ والسَّفِينا
فيَا لَهَفِي ويا أسَفِي وحُزنِي
عليكَ وحَرَّ كَبدِي والحَنينا
ورغم مُصابنا الدامي سَنبقى
أباةً كالرَّواسي ثابتينَا
ونجعلُ حُزنَنا غضبًا وثأرًا
وحاشا أنْ نَلِينَ ونستكينا
بلِ ازْدَدنا بِه ثِقَةً وبَأسًا
وأنَّ اللهَ نَاصِرُنا يَقِيْنا
وهيهاتَ المذَلَّةُ من رجالٍ
وليٌّهمُ أميرُ المؤمنينا
فَقُلْ لِلقَاتلينَ لقَد كَتَبتُم
كتابَ زَوالِكُمْ حَسًّا وحَينا
وإنْ لمْ نثأرْنَّ له فشُلَّت
أيادينا وتبَّتْ إن نَسِينا
سَنَجعَلُها على صَهيونَ حربًا
تَشيبُ لها رؤوسُ الكَافِرِينا
وسوفَ نُشرِدَنَّ ومِن خِلافٍ
بِأبناءِ القُرودِ الخَاسِئينا
وإن لَم نَجْعَلِ (إسرائيلَ) تَبكِي
دَمًا ونَسومُها الخَسفَ المَهينا
ونَقتلُ مرحبًا وبَني أبِيهِ
ونَقتَلِعُ الحُصُونَ مُكبِّرينا
وفي الأقصى جَحافِلُنا تصلِّي
صلاةَ النصرِ يا دُنيا خُذينا
وقُلْ للشّامِتِينَ بِنا لُعنتُم
بِما قُلتُم ومُتُمْ صَاغِرِينا
مضى حَسنُ الشَّمائلِ والْمَعَالِي
شَهيدًا خَالدًا في الخَالِدينا
وأنتمْ بالخنا والعِهرِ فُزتُم
وكُنتُم دائمًا في الأسفلينا
وعاش مُجاهدًا حُرًّا أبيًا
وعِشتُمْ في الدُنا مُسْتَعْبِدينا
فَمَهْلاً يا بني صَهيونَ مَهْلاً
ومَهْلاً أيُّها المُتصهينونا
غدًا سَيعُودُ نَصرُ اللهِ نَصرًا
وسَوف تَرَوْنَه فَتْحًا مُبِينا
وإعْصارًا وطُوفَانًا جديدًا
يُدمِّرُ ما علَوتُم أجمعينا
وسَوف تَرَوْنَه والوعدُ حَقّاً
على الرَّحْمنِ يُخْزِي المُجْرِمِينا
ويَخْذَلُهم ويَنصرُنا عَلِيهم
ويشفِ صُدورَ قَومٍ مُؤمنينا