ثلاث ضربات متتالية أسقطت الغطرسة “الإسرائيلية”
الصمود||مقالات||عبدالحسين شبيب*
تلقت «إسرائيل» الثلاثاء الماضي، ثلاث ضربات متتالية أفقدتها القدرة على التركيز وأسقطت غطرستها ووضعتها أمام تحدي الاستمرار في التصعيد أو النزول السريع عن أعلى الشجرة:
– الضربة الأولى تمثلت بالعملية النوعية في يافا/ تل أبيب التي أوقعت ٧ قتلى و١٦ جريحاً من الصهاينة ووضعت بطريقة تنفيذها الجريئة والمحترفة كيان العدو في حالة ضياع أمني مع إنذارات بعمليات مماثلة تجري في أكثر من مكان.
– الضربة الثانية تمثلت بعملية «الوعد الصادق الثانية» التي أخرجت فيها إيران صواريخ فرط صوتية إلى الخدمة وأصابت مقتلاً نوعياً في كيان العدو بإنزال عشرة ملايين مستوطن إلى الملاجئ دفعة واحدة، حيث أن تساقط الصواريخ كالمطر على أهدافها المحددة وفشل كل خطوط الدفاع المحلية والإقليمية والأمريكية في التصدي لموجة النيران الإيرانية العنيفة، طرح سؤالًا حقيقيًا حول إمكانية التصدي لخطر الصواريخ الإيرانية، رفعت «إسرائيل» سقف تهديدها الرسمي بالقصف في الشرق الأوسط ليلاً» فاقتصر قصفها على مبان سكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت.
– الضربة الثالثة تمثلت بإحباط محاولة توغل برية على الحدود اللبنانية في العديسة صباح اليوم الأربعاء ووقوع عدد كبير من القتلى والجرحى من قوات العدو.
هذه الضربات الثلاثة في غضون ١٢ ساعة، أسقطت كل المفاعيل المعنوية والعسكرية لسلسلة العمليات المتتالية التي أصاب فيها العدو قيادات المقاومة الإسلامية بأذى معتبر.
وعليه فإن الترميم الإسرائيلي لهذا الانهيار السريع دونه انفتاح الأفق في المنطقة على اشتباك مباشر إيراني – إسرائيلي في حال قررت قيادة العدو تكرار اعتداءاتها على إيران، أيضاً مسار العملية البرية في لبنان بات واضحًا» بخصوص حتمية إخفاقه وفشله المتوقع، مع الانتباه إلى أن المقاومة الإسلامية وفي نهار الأول من أيلول نفذت ١٦ عملية تخللها إخراج صواريخ فادي «٤» الباليستية إلى الخدمة وضرب أهداف عسكرية واستخبارية للعدو في ضواحي تل أبيب ضمن سلسلة «عمليات خيبر» التي قدمت دليلًا» حسيًا» على احتفاظ حزب الله بعد استشهاد الأمين العام بقداراته القيادية والتسليحية وأنظمة التواصل والتشغيل.
بموازاة ذلك برزت في عمل جبهتي الإسناد اليمنية والعراقية خطوة مهمة إلى الأمام تضاف إلى النسق المستمر في تنفيذ العمليات ضد أهداف في عمق كيان العدو، وهو تحذير الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية للأمريكيين من مغبة «تدخلهم في أي عمل عدائي ضد الجمهورية الإسلامية أو في حال استخدم العدو الصهيوني الأجواء العراقية لتنفيذ أي عمليات قصف لأراضيها، فستكون جميع القواعد والمصالح الأمريكية في العراق والمنطقة هدفاً لها، وكذلك الإمارات والبحرين»، أيضاً البيان التحذيري للقوات المسلحة اليمنية للقوات الأمريكية والبريطانية من وضع أصولهم ووجودهم ومصالحهم تحت النيران اليمنية في حال استمرار الدعم الأمريكي والبريطاني للعدو الإسرائيلي، وأنها لن تتردد في توسيع عملياتها العسكرية ضد العدو الإسرائيلي ومن يقف خلفه حتى وقف العدوان عن غزة ولبنان.
إذاً المشهد كما رسمته إيران ومجاهدو محور المقاومة في الميدان الثلاثاء وفجر الأربعاء أدخل إيران بشكل كبير في قلب الصراع، بوضعهم كيان العدو أمام تحدٍّ خطير جدًا» يمكن أن يقلب الوضع في المنطقة رأسًا» على عقب إذا لم تبادر واشنطن فعليًا» إلى الضغط على «إسرائيل» لوقف عدوانها على لبنان وغزة، خصوصًا أن مصالحها مع بريطانيا أصبحت تحت طائلة تهديد النيران اليمنية والعراقية.
مجموع ما تقدم يؤكد أن محور المقاومة قد استعاد زمام المبادرة وأخرج جرعة معتبرة من قدراته وأطلق مساراً جديدًا في المواجهة الراهنة من أجل هزيمة «إسرائيل» وإعادتها إلى مربع ٧ أكتوبر ومسار الانهيار الحتمي.
*صحافي لبناني