كيف كسرت عملية “الوعد الصادق 2” الغطرسة الصهيونية؟
الصمود||تقرير||محمد ناصر حتروش||
وجهت الجمهورية الاسلامية الإيرانية صفعة قوية للكيان المؤقت من خلال عملية الوعد الصادق 2 ، حيث كسرت الغرور الصهيوني وجرائمه المتعددة.
لقد ظن العدو الصهيوني أن تأخير الرد الإيراني على جريمة اغتيال القائد إسماعيل هنية دليل على ضعف الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الأمر الذي دفعه لارتكاب جريمة أبشع من سابقتها باغتيال سيد المقاومة وزعيمها الحبيب السيد حسن نصر الله، ولهذا جاءت العملية في توقيتها المناسب، حيث ألحقت خسائر جسيمة للعدو الصهيوني في الأرواح والعتاد، إضافة لذلك كشفت عن هشاشة عجز المنظومات الدفاعية التي تتباهى بها أمريكا وإسرائيل.
ويرى الكاتب الصحافي المصري سامح عسكر أن الجمهورية الإسلامية أرست بهذه العملية مسألة توازن الردع، مشيرا إلى أنه اذا فكر الكيان بتدمير مؤسسات الدولة الإيرانية سيقابله ضرب مؤسسات الكيان الصهيوني، وأن اغتيال قيادات إيرانية سيقابله اغتيال قيادات إسرائيلية، و تدمير مدن إيرانية سيقابله تدمير مستوطنات، لافتا إلى أن الفكرة أنه ما دامت صواريخ إيران قد وصلت للكيان الصهيوني دون القدرة على اعتراضها فقد تحقق مبدأ الردع”.
ويشير عسكر إلى أن الكيان الصهيوني يعيش واحدة من أحلك لحظاته في التاريخ، مؤكدا أن مدينة يافا المحتلة لم تعد مدينة صالحة للعيش، بل صارت تحت التهديد اليومي والقصف الدائم لصواريخ لبنان واليمن والعراق، منوها إلى أن الكيان الصهيوني سيزيد من نسبة التهديد على نفسه في حال صعد ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ويؤكد أن جميع المستوطنات الصهيونية باتت تحت النار، ولا مكان آمن لهم، و أن ما كان يحلم به نتنياهو بعودة سكان شمال إسرائيل بات مستحيلا إذ أن عاصمة وقلب الكيان أصبحت مهددة وعلى ساكنيها الهجرة إلى مناطق أخرى للبحث عن الأمان.
ويتطرق عسكر إلى أن سلطة ونفوذ الرقابة العسكرية في الكيان الصهيوني سقطت خلال عملية الوعد الصادق2 وذلك حينما قام المستوطنون بالتصوير المباشر للصواريخ الإيرانية وهي تنزل بالمئات على أهدافها بنجاح، مواصلا حديثة بالقول: ” ربما التكنولوجيا صارت لعنة على هذه الرقابة التي أسسها بن جوريون وجعلها عقيدة صهيونية تبعث الأمل في نفوس الإسرائيليين وتزرع الرعب في نفوس العرب”.
ويدعو عسكر الخونة والمطبعين بقراءة الفهم الحقيقي لمعنى القوة في عيون الأحرار والمقاومين من خلال سطورهم وأقلامهم وبنادقهم وكلماتهم وكل ما يصدر عنهم، واصفا المطبعين بعديمي الشرف والرجولة والأخلاق الفاضلة.
صواريخ إيران تخترق الكيان
من جهته يقول المحلل في الشؤون العسكرية خليل نصر الله إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أرعبت الكيان الصهيوني المؤقت، وأثبتت فشل منظوماته الدفاعية بمختلف أنواعها”، كما أثبتت أنها دولة عظمى لا تهدد ولا تستضعف، و إنما تبادر وتضرب وتنتقم”.
بدورها تعتبر الناشطة الإعلامية والكاتبة الصحفية الدكتورة أسماء الشهاري عملية الوعد الصادق 2 يوم من أيام الله، و يوم كتب له أن يغير مجرى الصراع مع العدو الصهيوني الغاصب.
وتضيف أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمطرت الكيان الغاصب بعشرات من الصواريخ الباليستية بما فيها الفرط صوتية”، مؤكدة أن الصواريخ الإيرانية التي أصابت قلب وشريان الكيان الغاصب هي شهب ونيازك، سلطت من قبل الله لرجم الشياطين الصهاينة، وذلك ردا على الدماء المقدسة لسيد المقاومة وعزيزها وحبيبها السيد حسن نصر الله.
وتذكر الشهاري أن الدماء الطاهرة التي سفكها الكيان الصهيوني الغاصب المجرم النازي ستعجل من زواله وانهائه من المنطقة، واصفة السيد نصر الله بحبيب الله، وحبيب خلقه من الملايين الذين اتخذوه رمزًا للحرية والكرامة، واصفة نصر الله برمز القدس وحارسه الأمين.
وتحكي الشهاري أن ما كان يروج له اليهود من نشر النزاعات والتفرقة الطائفية بين مختلف المسلمين لعقود من الزمن تم فضحها وكشف زيفها بالمعركة الحالية التي تشهدها المنطقة، والتي أثبتت أن من يسمونهم بالشيعة من إيران ولبنان والعراق واليمن صدق إيمانهم، وولاءهم لكافة المسلمين بفزعتهم الكبرى لنجدة غزة التي تتعرض لأبشع الجرائم الإنسانية التي تندى لها جبين الإنسانية في حين لزم ما يسمى بالسنة الصمت، ولم يهبوا لنجدة إخوانهم السنة في غزة”.
وتلفت الشهاري إلى أن محور المقاومة الشيعي قدم في سبيل الدفاع عن غزة خيرة رجاله الميامين، كالحاج قاسم والمهندس ولم ينتهِ بحسن النصر وقائده الأمين، فامتزجت دماءهم المقدسة مع دماء هنية والرنتيسي وأحمد ياسين وأبناء الأقصى المخلصين.
وتؤكد الشهاري أن توحد العطاء والتضحية سيتواصل وسيتمر صوب محراب الأقصى، موضحة أن للأقصى وفي سبيل أهلنا في فلسطين وغزة المستضعفين ذابت المذاهب، والتقت المآرب وخرست أصوات الفتنة، وكل عدوٍ ومنافقٍ وكاذب ولن يقوى عدو، ولا جبان أن يراهن على ذلك بعد الآن، فالحق غالب والباطل متوارٍ وغائب.
وتلفت الشهاري إلى أنه وعلى الرغم من تصدر أبطال المقاومة لساحة الوغى والقتال في فلسطين والعراق ولبنان وسوريا ويمن الإيمان، فقد التقت عزائمهم، كما صواريخهم في سماء مقدسات الأمة لتشرق الأرض بنور ربها، وتنطفئ دياجي الإثم والضلال، إلا أن هناك من يظل متصديًا لها مواليًا لأعدائها ممن يفترض به أن يكون محسوبًا عليها فيتآمر مع المتآمرين، وكأنّهُ لا يعلم بعاقبة الظالمين.