وجاء “نصرُ الله”
مقالات ||عبد الكريم الوشلي
كان لا بد من أن تتلقى العدوانية الصهيونية الأمريكية الدموية الجامحة والمتطاولة والوحشية واللاإنسانية، جرعةً أخرى من الدواء اللائق اللازم لجنونها الذي أطبق وجاوز كل الحدود، وهكذا وبما يقارب الـ ٢٠٠ صاروخ جاء الرد العقابي القصاصي الإيراني المبارك من الكيان الصهيوني المجرم اللقيط على جرائمه الغادرة الوحشية والبربرية وخصوصا في استهداف الشهيدين القائدين إسماعيل هنية والسيد حسن نصر الله والشهيد القيادي الإيراني عباس نيلفروشان، مدشِّنا -وفق ما فُهم من بيان الحرس الثوري الإيراني بهذا الشأن- مراحلَ أخرى من الرد ستأتي في وقتها وحسب تطورات الوضع الردعي للعدو الصهيوني..
إضافة إلى هذه الضربة التأديبية القاسية والنوعية التي استهدفت عددا مهما من قواعد العدو العسكرية والأمنية بما فيها القاعدة التي انطلقت منها الطائرات التي نفذت جريمة اغتيال السيد حسن نصر الله، وفي اليوم نفسه كانت رسالة مجاهدي حزب الله إلى قائدهم الشهيد الكبير والتي جددوا فيها العهد له بالثبات على الدرب الجهادي الذي قضى فيه ولقي ربه شهيدا سعيدا وهو يخوض في غماره، متوِّجين عهدهم عمليا بسلسلة من العمليات الضاربة لعمق العدو ومغصوباته وقواعده في الوسط والشمال، وكان اللافت هو التسمية التي أطلقها مجاهدو الحزب على تلك العمليات وهو “خيبر” .
فمجرد إطلاق اسم “خيبر” على الهجمة العكسية لحزب الله وسلسلة عملياته الصاروخية والمسيِّرة المتواصلة والمتصاعدة المصوبة نحو قلب العدو ومفاصله الحيوية..هذا بحد ذاته -حسب كثير من المراقبين- صاروخ هو الأشد عصفا وزلزلة وإرعابا للعدو اليهودي الصهيوني الأمريكي، لأنه يعرف جيدا ما في “خيبر” من دلالات دينية وعقائدية وتاريخية لا تبارح ذاكرة اليهود ووجدانهم، وهذا يجعل هؤلاء الأعداء يستشعرون معاني الإنذار الجدي لهم بقرب نهايتهم ونهاية عربدتهم وإجرامهم وطغيانهم المخزونة في “خيبر”..
وستتبدد -حتما- نشوة هؤلاء المجرمين بنجاحهم في الاستهداف الغادر لسيد أحرار المقاومة وشهدائها، وسيعقلون أن شهادة “نصر الله” بجريمتهم الغادرة قد قربتنا أكثر من “نصر الله” الموعود الأكيد عليهم، وسيندمون أيِّما ندم..! وهذا ما بدأ بالفعل وخصوصا على ضوء الضربة الإيرانية الموجعة للعدو والأولى من نوعها في تاريخ كيانه المصطنع، والتي
لقيت ترحيبا فوريا وارتياحا أثلج صدور أحرار الأمة وشعوبها المظلومة والمتضررة من جرائم العدو الوحشية المستمرة خصوصا في فلسطين ولبنان، حيث تصدَّر هذه الأصداءَ ما عبر عنه الرئيس مهدي المشاط بالتحية للجمهورية الإسلامية الإيرانية والإشادة والتبريك لضربتها المحقة لكيان العدو المجرم اللقيط سفاك دماء الأبرياء.. وكذلك بيان المكتب السياسي لأنصار الله؛ وفي السياق لوحظ خروج المظاهرات الابتهاجية التبريكية العفوية في العاصمة صنعاء وفي المدن الفلسطينية واللبنانية والإيرانية، تبريكا وتأييدا لهذه الضربة المُحقة التي أُطلق عليها (الوعدَ الصادق٢) والتي اعترف جيش العدو وإعلامه بأنها الأقسى والأشد إيلاما لكيانهم السفاح المؤقت منذ تأسيسه، بل ذهب بعض التناولات للإعلام العبري إلى وصف الضربة بأنها كانت كيوم القيامة !
ولعل من أهم ما في هذه الضربة الشجاعة الميمونة – التي أُشفعت في اليوم نفسه بعملية فدائية في وسط “تل أبيب” كبدت العدو أكثر من ٢٠ قتيلا وجريحا، واكتملت مسبحتها في اليوم التالي بضربة المجنحات اليمنية – (قدس٥) التي زلزلت العدو في عمقة أنها أكدت أن ثمن دماء الشهيد الغالي السيد القائد حسن نصر الله، وكلِّ شهداء المقاومة في كل جبهاتها..غالٍ، وأن جبهات إيران والجنوبِ اللبناني، واليمن، وفلسطين، والعراق، وجميعَ جبهات محور القدس الجهادي المقاوم.. ستشهد من الآن أعظم الانتصارات على الإطلاق حتى زوال كيان الغدة الخبيث، وهذا ما لن يطول بنا الزمن حتى نراه مرأى العين بحول الله تعالى .