في ذكرى الطوفان.. موقف شجاع لقائد عظيم
اللواء / صالح الجنيدي
لم تكن عملية طوفان الأقصى مجرد عملية عسكرية نفذها ابطال المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في إطار حق الرد المشروع على جرائم وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني المظلوم،
بل عملية استراتيجية غير مسبوقة في تاريخ الصراع مع الكيان الإسرائيلي منذ ٧٥ عاماً، غيرت كل موازين القوى، واسقطت كافة الخطط الصهيونية الرامية لتهويد القدس وتدنيس المقدسات الإسلامية، وأنهت أسطورة الجيش الذي لا يقهر وإصابة المنظومة الاستخباراتية والأمنية والعسكرية التابعة للكيان بمقتل، وقضت على صفقة القرن، إلى جانب دورها في تعرية الأنظمة العربية المتصهينة التي سارعت لإدانة العملية وأبدت التعاطف مع الكيان وسارعت بتقديم تعويضات لأسر القتلى من المستوطنين، واكدت أن. حق القوة اضعف واوهن من قوة الحق وقوة الإرادة في البقاء على الأرض والدفاع عن المقدسات، نعم في السابع من أكتوبر الماضي سقط الإحتلال في غلاف غزة وسقطت أيضاً القوانين الدولية والإنسانية العالمية في قطاع غزة ولم تسقط حماس على مدى عام من الجرائم المتصاعدة للعدو الاسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني.
وفي هذا اليوم الذي يحيى كل أحرار الأمة العربية والإسلامية الذكرى الأولى لعملية طوفان الأقصى، فإننا نحتفي بأعظم موقف لشعبنا اليمني المجاهد وقيادتنا الثورية والسياسية والعسكرية التي رفضت كل الاغراءات الأمريكية التي قدمتها واشنطن عبر وساطات إقليمية ودولية، واسقطت كافة اوراق الضغط التي استخدمها العدو أكانت العسكرية أو السياسية أو الاقتصادية، ومضت بثبات يسندها ويؤيدها الشعب اليمني المجاهد على طريق القدس بثبات وثقة بنصر الله وتمكينه .
ومن فضل الله علينا جميعاً، أننا عشنا وشاركنا في هذا الموقف الذي تكالبت عليه كل القوى الإقليمية والدولية وحاولت التأثير عليه بشتي الطرق ومختلف الوسائل ، فجبهة الإسناد اليمنية خاضت معركة مصيرية مع كل حماة إسرائيل وعلى رأس تلك الدول الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليونان ودولاً أخرى دفعت ببوارجها ومدمراتها البحرية الحديثة إلى البحر الأحمر تحت مسمى عدة تحالفات أمريكية بريطانية وأوروبية ، وخاضت قواتنا البحرية المجاهدة مواجهة مباشرة ضد دول الاستكبار والقوى الصهيونية في البحر الأحمر ، وبحكمة السيد القائد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي ، يحفظه الله ، تمكنت من انزال الهزائم تلو الأخرى للغزاة الأمريكيين والبريطانيين والأوروبيين ، وأجبرت بوارج ومدمرات وحاملات طائرات أمريكية مثل” ايزنهاور ‘ على الفرار من مناطق العمليات العسكرية في البحر الأحمر تجر اذيال الهزيمة ، وفرضت سيطرة نارية في المناطق التي أعلنتها قواتنا المسلحة مناطق محظورة امام الملاحة الصهيونية من المحيط الهندي وحتى البحر الأبيض المتوسط ، وطالت نيران قواتنا البحرية سفن الكيان في البحر الأبيض المتوسط لتفرض معادلات عسكرية بحرية أثارت اعجاب احرار العالم أجمع ، تلك المعادلات البحرية كانت جزءاً من ثمار معركة” الفتح الموعود والجهاد المقدس ” يضاف إليها معادلات أخرى تحققت في مجال التصنيع الحربي ، وهنا اتذكر أن السيد القائد حذر قوى الشر من تداعيات جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، وأكد في عدة خطابات ،واحد أهم تلك الخطابات عندما أعلن السيد القائد فرض الحصار على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر منتصف أكتوبر الماضي ، رداً على منع الكيان ادخال المساعدات الإنسانية التي قدمتها دول القمة العربية والإسلامية التي اجتمعت في العاصمة السعودية الرياض اواخر أكتوبر الماضي ، واقرت ادخال مساعدات إنسانية للشعب الفلسطيني في غزة ، وليس دعماً بالمال والسلاح للمقاومة، بل عرضت على إسرائيل عدداً من تلك الدول المشاركة في تلك القمة التطبيع مقابل السلام الذي ترغب به إسرائيل ، أي السلام مقابل عدم التصعيد، وابدت استعدادها الضغط على حركات المقاومة الفلسطينية في غزة للأفراح عن الأسرى اليهود، ورغم ذلك الانبطاح والانهزامية التي خرجت بها تلك القمة التي شاركت فيها ٥٧ دولة، رد عليها الكيان بارتكاب المزيد من جرائم الإبادة الجماعية بحق أهالي غزة وفرض سياسة تجويع مميتة بحق الأطفال والنساء والشيوخ في القطاع المحاصر، وسط صمت وعجز العالم أجمع .
ولكن عندما يكون هناك قائد مسيرة يرى بنور الله ولديه رؤية قرآنية للأحداث كالسيد عبدالملك الحوثي، يعادل القائد أمة برمتها، وهو ما حدث بفضل الله، ووسط هذا الخنوع العربي والإسلامي أعلن السيد القائد سلام الله عليه، موقف النصرة والإسناد موقف العزة والكرامة موقف ديني وانساني وعربي وقومي، أعلن فيه الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم رافعاً راية الجهاد في سبيل الله مؤكداً المشاركة في أقدس وأعظم قضية عربية وإسلامية، وعلى طريق القدس مضى في التطوير والتصنيع والتحشيد والتدريب والجهاد .
وبفضل الله وحكمة قائد الثورة وجهد وجهاد قواتنا المسلحة أصبح العالم يتحدث عن اليمن الكبير بقائده الرباني الشجاع الذي كسر الغطرسة الأمريكية والبريطانية في مياه البحرين الأحمر والعربي ، وانهى الهيمنة الغربية على البحار الاحمر والعربي ، وعن شعب عظيم بإرادته الحرة العصية على الانكسار ، وعن مواقف هذا البلد المشرفة مع القضايا المصيرية وعن صدق نواياه وثباته أمام الضغوط الأجنبية وعن عظمة تضحياته الجسيمة التي قدمها على طريق القدس منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وبهذه المناسبة التي نحبها اليوم بالتزامن مع استمرار تطوير قدرات قواتنا المسلحة التي ارتفع اضعاف ما كانت عليه قبل عملية طوفان الأقصى ، وتصاعد عملياتها الهجومية في عمق الكيان الإسرائيلي ، رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني ، فإننا نتقدم بالتهاني والتبريكات لقائد الثورة السيد العلم المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي، يحفظه الله، وإلى فخامة المشير الركن، مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى ، قائد القوات المسلحة ، والى قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة ، والى كافة منتسبي القوات المسلحة ، بهذا المناسبة ، ونترحم على شهدائنا الابرار الذين قضوا على طريق القدس ..
* محافظ محافظة أبين