صمود وانتصار

ارتبط بالله رأساً، وثق به، وهو من سيجعلك أقوى مما يملكون من وسائل القوة

الصمود| من هدي القرآن |

ارتبط بالله رأساً وتجاوز كل هذه الأصنام في هذه الدنيا، وارتبط بالله رأساً، وثق به، وهو من سيجعلك قوياً أقوى مما يملكه هؤلاء من وسائل القوة في هذه الدنيا.

هو أيضاً {الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} بما في هذه الأسماء من معاني العزة والجبروت والقهر للأعداء ، فأنت عندما تلتجئ إليه لا يمكن أن تقول عنه: ” الله هو طيب، لكن نفسه سمحة فإذا كان كذلك فلن يحرك ساكنا مع أعدائنا، ونحن عارفين له، فهو يريدنا أن نُمسِّح أكتافهم ونحاول أن نحسن أخلاقنا معهم لأنه مسكين سالك لطريقه لا يريد أن يتدخل في شيء ”. هل الله هكذا؟. حاشى الله أن يكون كذلك .

الله في الوقت الذي يقول لنا{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ} هذه الأسماء تبدو رقيقة، ولكنه يقول أيضاً ـ إذا ما وثقت به وأنت في ميدان المواجهة والصراع مع أعدائك وأعدائه من يريدون ظلمك وقمعك واستذلالك ـ هو {عَزِيز} يمكنك أن تمتنع به ، هو (جَبَّار ، مُتَكَبِّر) سيقهرهم، وسيجعلك أنت من تقهرهم ، ألم يقل الله تعالى {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ} .

هو يقول: سأجعلكم جبارين على أعدائكم، ومتكبرين على أعدائكم، لكن عندما تثقوا بي . عندما تثق بالله، ستثق بمن هو سلام لك وأمْنٌ لك في مقامات السلام معه، وهو عزيز جبار متكبر سيمنحك من عزته وكبريائه وجبروته ما تقهر به أعداءك وأعداءه، ليس هناك نقص إطلاقاً في جانب الله عندما تثق به وتلتجئ إليه.

عندما تشعر بعظمته ليس فيه صفة واحدة كما هي في الناس، والتي نسمعها كثيراً من بعضنا بعض تقول: ”فعلاً أن فلاناً رجل جيْد ، ولا يقصر في شيء لكن ليس من أهل هذه المواقف التي تحتاج إلى القوة، ولا قدرة له في مثل هذا الموقف” .

أما الله فهو من يكون لك في كل المواقف، ولك بأكثر مما يمكن أن تدرك, ويرعاك من حيث لا تحتسب ، ويملأ قلوب الآخرين رعباً بالشكل الذي لا يمكن أن تصنعه وسائل إعلامك، ولا يمكن أن تصنعه أيضاً آليتك العسكرية. هو من نصر نبيه بالرُّعب بمسافة شهر، وكم كان الجيش الذي معه؟. هم أولئك الذين حُوصروا في المدينة عدد قليل ونصره الله بالرعب، فكان بعض أعدائه من اليهود يخربون بيوتهم ويقطعون نخيلهم أحياناً، ويرحلون خوفاً ورعباً من قبل أن يجيّش الجيوش عليهم.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من ملزمة معرفة الله – عظمة الله- الدرس السابع

‏ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي

بتاريخ: 25/1/2002م

اليمن – صعدة