ماذا لو لم يحدُثْ (طُـوفَانُ الأقصى)؟
مقالات ||يحيى صلاح الدين
ماذا كان العالَمُ يريدُ من الشعب الفلسطيني أن يفعل وهو يشاهدُ خطواتِ تصفية قضيته تحدث أمامه خطوةً خطوةً وإرغامه على نسيان حقوقه وشهدائه وجرحاه، وكان أمامه خياران:- إما القبول والتسليم بذلك أَو القيام بعملية (طُـوفَان الأقصى) والخيار الأخير هو ما حصل بفضل من الله تعالى وعونه، ولولا خيانة الأنظمة “العربية” ما تجرأ العدوّ الإسرائيلي على ارتكاب كُـلّ الجرائم والمجازر التي حصلت بعد السابع من أُكتوبر بحق الشعب الفلسطيني.
الجميع يعلم جيِّدًا إلى أين كانت الأمور تتجه قبل السابع من أُكتوبر ولو لم يحدث (طُـوفَان الأقصى) فَــإنَّ السيناريو الذي كان في طريق حصوله هو الآتي:
– استمرار قطار التطبيع يعني تصفية القضية الفلسطينية.
– ضياع حقوق الشعب الفلسطيني وهدر لدماء الشهداء والجرحى.
– تعزيز قبضة اليهود على أجهزة المخابرات والأمن العربية وبالتالي سيكون تعذيب علماء المسلمين على أيدي اليهود.
– تغيير المناهج وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
– انتشار الفساد بكل أشكاله في الدول العربية بشكل رهيب ومخيف، قتل، اغتصاب، خمور، قمار، تفجيرات، مخدرات، وضع مأساوي بما تعنيه الكلمة.
– هدم المسجد الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم.
– عودة اليهود إلى خيبر والسيطرة على أعظم مقدسات المسلمين مكة والمدينة.
نظام بني سعود قرّر إظهار تحالفه مع اليهود لعنهم الله في العلن ووضع يده بيد بني قريظة وبني قينقاع واتجه ليقودَ قطارَ التطبيع مع العدوّ الإسرائيلي بسرعة جنونية لتصفية القضية الفلسطينية، لكن السابع من أُكتوبر وما حصل بعده أفشل ذلك وكشف الوجه القبيح للغرب الكافر الذي كان يتشدق بالدفاع عن حقوق الإنسان والطفولة، لكنه أمام جرائم الصهاينة سكت وابتلع لسانه، وليس للغرب الكافر هَمٌّ سوى فرض ثقافته المنحلة المنحرفة عن الفطرة السوية على أبناء العرب والمسلمين ومسح هُــوِيَّتهم الإيمانية، وبالتالي تمزيقهم وتفريقهم وحدث العكس وتوحَّدت الساحات المواجهة للعدو الإسرائيلي لأول مرة من إيران إلى اليمن والعراق ولبنان، وعرف العرب مَن يقف إلى جانب مظلومية الشعب الفلسطيني ومن يقف مع العدوّ الإسرائيلي.
لقد تبين للعرب كذب ودجل نظام السعوديّ عندما شن عدوانَه الغاشم وحربه العبثية على اليمن؛ بحجّـة إعادة اليمن للحضن العربي، وبعد عشر سنوات من العدوان والقتل والتدمير شاهد الجميع كيف وقف اليمن مع قضية العرب الأولى القضية الفلسطينية بكل شهامة ووفاء، وفي الجانب الآخر ظهرت حقيقةُ النظام السعوديّ الذي وقف إلى صف المجرم العدوّ الإسرائيلي.
لقد قالها سماحة السيد حسن نصرالله في حينه: “إن لم يكن الشعب اليمني من العرب فمن العرب”؟.
يعتبر (طُـوفَان الأقصى) نعمةً عظيمةً على العرب والمسلمين ليفيقوا من سباتهم وغفلتهم؛ فهو بمثابة تصفير لعدّاد المواجهة مع العدوّ الإسرائيلي وتذكير المسلمين بمدى خبث اليهود وحقدهم الكبير عليهم بعد أن تمكّن اليهود من خداع شريحة من حكام وشعوب العرب بهذه الحقيقة التي ذكرها الله في القرآن الكريم؛ لذلك كان العرب بالذات بحاجة لحدوث (طُـوفَان الأقصى) لوقف هذا الانهيار الكبير والخطر الجسيم عن أمتنا الإسلامية.
“رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ” صدق الله العظيم.