صمود وانتصار

صنعاء تعلن جهوزيتها لخوص المعركة الكبرى مع العدو الصهيوني وتكشف حجم الاستعدادات

صنعاء تعلن جهوزيتها لخوص المعركة الكبرى مع العدو الصهيوني وتكشف حجم الاستعدادات

الصمود||تقرير||

508,353 متدرباً من قوات التعبئة وتم تنفيذ 746,972 نشاطًا شعبياً جماهيرياً و2,866نشاطاً تعبوياً عسكرياً.. أرقام تعكس قوة الإسناد الجماهيري اليمني والتعبئة العسكرية لنصرة فلسطين.

 

تاريخيًا، ظلت فلسطين تجسد رمزًا للقضية العربية والإسلامية الأبرز في قلوب اليمنيين، الذين يعتزون بعروبتهم وإسلامهم ويدعمون نضالات الشعوب. بعد السابع من أكتوبر 2023، اجتذبت الساحة اليمنية حشودًا هائلة من اليمنيين بمختلف أطيافهم، للتعبير عن رفض العدوان الصهيوني- الأمريكي على الشعب الفلسطيني، واستنكارا لجرائم الإبادة الجماعية والوحشية التي ترتكبها الآلة الصهيونية في غزة.

جاء هذا التفاعل كجزء من العمليات العسكرية اليمنية التي أسندت الفصائل الفلسطينية، مسجلة نجاحات نوعية في عمق العدو الإسرائيلي وكذلك ضرب السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي. وقد شهدت الساحة اليمنية، خلال العام الأول لطوفان الأقصى، مجموعة من الأنشطة التعبوية والمسيرات الجماهيرية، المعبرة عن الجهوزية العالية لأبناء اليمن في المشاركة الفاعلة في “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”.

وفي تصريح، خاص لمسؤول التعبئة العامة، لموقع أنصار الله أكد أن تفاعل الشعب اليمني مع غزة لم يسبق له مثيل بفضل الله تعالى وبركة السيد القائد (حفظه الله) وعظمة هذا الشعب العظيم، فقد تحرك الجميع رسمياً وشعبياً وعسكرياً بشكل أظهروا روحًا جهادية متميزة عبر فعاليات وأنشطة متنوعة أُقيمت في مختلف المحافظات.

 وأشار مسؤول التعبئة إلى أن الأنشطة الشعبية، بما في ذلك المسيرات والمظاهرات والفعاليات والندوات والأمسيات والوقفات الشعبية والمجتمعية وكذلك الوقفات الطلابية في الجامعات والمدارس، بلغت نحو 746,972 نشاطًا، بينما سجلت أنشطة التعبئة العسكرية عدد

, 2,866 نشاطاً تعبوياً عسكرياً ما بين عروض ومناورات ومسير عسكري ووصل عدد الملتحقين بالدورات العسكرية عدد 508,353  متدرباً من قوات التعبئة.

ودعماً للقضية الفلسطينية، أشار مسؤول التعبئة إلى أن أمانة العاصمة والمحافظات الحرة تحولت إلى ساحات حراك شعبي واسع، حيث تم تنظيم 9،497 مسيرة ومظاهرة و50,430 فعالية متنوعة، و170,165 وقفة شعبية ومجتمعية و216,087 وقفة طلابية في الجامعات والمدارس و246,708ندوة و53,668 أمسية.

وأشار مسؤول التعبئة إلى الدور  المتميز للمرأة اليمنية في نصرة الشعب الفلسطيني. وكشف أن الجانب النسائي كان له دور كبير فقد نفذت حرائر اليمن 543 وقفة نسائية مركزية، 2469وقفة نسائية مصغرة، وعقدن 4573 ندوة نسائية، وسيرن 1770 قافلة دعما لأطفال ونساء القضية”.

وأكد أن التحرك ما زال مستمرًا وبزخم كبير، ويستند إلى الهوية الإيمانية الراسخة للشعب اليمني، واستجابة لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله)، إلى الجهاد في سبيل الله، وإعداد العدة لخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس بجهوزية عالية، وتعزيز الثقة بوعد الله في زوال العدو الصهيوني المجرم.

وأشار إلى أن الدورات العسكرية شهدت إقبالًا كبيرًا، مما يعكس الجدية والاستعداد العالي لمواجهة التحديات القادمة. منوها بأن هذه الأرقام والنشاطات تجسد العزيمة اليمنية والهوية الايمانية امتداداً لأجداده الأنصار الذين وقفوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صدر الإسلام وهو شعب أبي وغيور، لا يقبل الاستعمار والذل، وقد تجلت هذه الصفات في دعم القضية الفلسطينية العادلة، بتحرك شعبي ورسمي وعسكري يحتذى به في أنحاء العالم الإسلامي.

وأكد بأن الشعب اليمني هو مسلح، ومتمرس على القتال، وإنما أتت التعبئة للتنظيم والارتقاء، والتطوير، وصقل المهارات العسكرية لأبناء الشعب اليمني، وتشكيلهم تشكيلات عسكرية جاهزة حسب توجيهات القيادة الحكيمة وإن هذه القوة إسناداً وتعزيزاً للجيش اليمني.

وأوضح أن الإقبال على دورات طوفان الأقصى لا يزال بشكل  تصاعدي في العدد فكلما اتسعت دائرة الملتحقين بدورات طوفان الأقصى العسكرية المفتوحة كلما وصل صداها إلى كل القرى والعزل ، وكلما ازداد العدو الصهيوني ومعه الأمريكي وحشية في عدوانه ضد الشعب الفلسطيني واللبناني كلما تحمس مجتمعنا أكثر وشكل ذلك دافعاً للكثير من أبناء المجتمع للالتحاق بهذه الدورات التعبوية العسكرية ، ومن يتابع كلمات السيد القائد الأسبوعية والأرقام التي يذيعها يدرك أن هناك اقبالا كبيرا.

تصعيد مستمر

وأكد مسؤول التعبئة أن “الشعب اليمني مستمر في التصعيد، وعلى كافة المستويات تتزايد أنشطتنا الشعبية والتعبوية؛ في الساحات والميادين، وفي كل المجالات المتنوعة. فالجبهة الإعلامية متحركة بشكل مستمر ضمن إطار هذه المعركة المقدسة. وكما أوضح قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله)، في الخطاب التاريخي بالمناسبة، فنحن ثابتون في هذا الموقف الذي يجسد الجهاد في سبيل الله تعالى، ونرفع راية الإسلام وراية الجهاد في سبيل الله. ونحن على ثقة تامة ويقين كامل بأن وعد الله سيتحقق في زوال العدو الإسرائيلي. (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا).

وفي ذلك التأكيد إشارة إلى أن ثمة سنّة إلهية ثابتة في تدبير الله تعالى، تنعكس في توجيهاته وشرعه وما ألزم به عباده المؤمنين. وأن هذه مسألة نتحرك من أجلها واثقين بأن الله سيوفي بوعده العظيم؛ فنحن نؤمن إيمانًا يقينيًا بحتمية زوال العدو، استنادًا إلى كتاب الله وآياته.

الدور الحيوي للإعلام والتواصل الاجتماعي

وأشاد مسؤول التعبئة بالدور الحيوي للإعلام والتواصل الاجتماعي في دعم القضية الفلسطينية، من خلال فضح الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني. وسعي الاحتلال إلى محو الهوية الفلسطينية وتهجير الشعب من أرضه، بهدف إحلال المحتلين وإيجاد هوية مزيفة على الأراضي الفلسطينية.

مشيرا إلى أن الإعلام المحلي أسهم بشكل محوري في نشر الوعي وتعزيز الفعاليات وفي زيادة الاهتمام بالقضية الفلسطينية. فقد تم إعداد وبث 644,082 إذاعة مدرسية ووسائل توعوية أخرى، مما ساعد في زيادة الوعي بالقضية الفلسطينية والجهود المبذولة لدعم المقاومة ومحاور إسنادها.

جهود مجتمعية وتوعوية واسعة

وأفاد “ترافق ذلك مع انعقاد 9,735 اجتماعًا و10,465 لقاء موسعًا و10,142 ورشة عمل ودورة تدريبية تهدف إلى تحصين الأمة والأجيال ضد الحروب الناعمة وفضح الثقافات المغلوطة التي ينشرها ويمولها جهاز الموساد الإسرائيلي”.

منوها بأن هذه الأنشطة عملت على كشف زيف مبررات العدو في حربه العدوانية، والتي تحمل طابعًا من الخرافات الصهيونية. على سبيل المثال، تطرق المجرم نتنياهو في أحد خطاباته في أكتوبر 2023 إلى ضرورة تذكر “ما فعله عماليق” كما جاء في كتابهم المقدس، مؤكدا زيف هذا الخطاب الذي يُستخدم الأساطير والخزغبلات الإسرائيلية لتبرير الجرائم التي تندرج في الأصل ضمن إطار جرائم حرب الإبادة التي يرتكبها ضد الفلسطينيين والعرب.

تفنيد الادعاءات والممارسات العنصرية

وبيَّن مسؤول التعبئة أن الإعلام والتواصل الاجتماعي لم يكتف بفضح الجرائم، بل قام أيضًا بتفنيد الادعاءات التي يروجها الاحتلال، والتي تُعزز من ثقافة الكراهية والعنف، وذلك من خلال بيان تعارض هذا النهج وبشكل صارخ مع المبادئ الإنسانية وإظهار مدى الانحراف الأخلاقي والسياسي الذي تمارسه أدوات الاحتلال التضليلية.

وأوضح أن استخدام العدو لخطاب العنف والتحريض ضد غير الصهاينة يُظهر كيف أن هذا النهج يمثل امتدادًا لتاريخ طويل من جرائم هذا العدو تجاه الإنسانية. وأضاف: “وسط هذه الأجواء، يبقى الإعلام الجماهيري والتواصل الاجتماعي أدوات حاسمة في تقديم الصورة الحقيقية لما يحدث في فلسطين، وتعزيز المقاومة في مواجهة الاحتلال والتأكيد على العدالة لفلسطين”.

وتعتبر عملية طوفان الأقصى المباركة تحولاً تاريخياً في مقارعة الاستكبار العالمي المتمثل في أمريكا وإسرائيل وفضحت وعرت الصهاينة والعملاء والخونة العرب والمحسوبين على المسلمين.

في الختام

أكد مسؤول التعبئة أن التفاعل الشعبي والتعبئة مستمرة للتعبير عن الدعم لفلسطين يبعث الأمل ويؤكد على أهمية استمرار الجهود لدعم حرية الأمة العربية والإسلامية.

لافتا إلى أن الجهود تتواصل على جميع الأصعدة، سواء كانت شعبية أو رسمية الثقافية والإعلامية والعسكرية وأن هذه الأنشطة والأعمال تعكس هوية الشعب اليمني المتمسكة بقيم الإيمان والحكمة، وتجسيدًا لجهادهم في سبيل الحق والكرامة.

من جهة أخرى، أوضح مسؤول التعبئة العامة أن الأبعاد العسكرية والسياسية لجبهة الإسناد في اليمن تظهر تأثيرها الفعال على مجريات الأمور، بما في ذلك استهداف العدو الإسرائيلي وتهديد مصالحه في البحر الأحمر. كما يعكس التطور في القدرات العسكرية، من خلال تصنيع صواريخ مُتقدمة ومسيرات، أن الشعب اليمني مستعد للقيام بالدور المطلوب لحماية قضايا الأمة.

وأكد أن المظاهرات والمسيرات المليونية التي تجوب الساحات تعكس قوة تلاحم الشعب اليمني مع القضية الفلسطينية، وتعكس حجم الجهود المبذولة والمواقف التي تتخذ لدعم الحق الفلسطيني، مؤكدا أن هذه التعبئة غير المسبوقة ليست مجرد رد فعل بل تُمثل إرادة قوية تسعى لتحقيق النصر والكرامة لشعبهم ولأمتهم.