صمود وانتصار

يحيى السنوار شهيد الإسلام

الصمود||مقالات ||حسين محمد المهدي

لقد ارتقى شهيد الإسلام والإنسانية، الجامع لمحمود الخصال، ومحاسن الخلال، الفارس النبيل والمجاهد الجليل، الرجل القوي الفذ العلامة التقي عماد الإسلام وزينة الأيّام رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأبية يحيى إبراهيم السنوار شهيداً ففاز بخيري الدنيا والآخرة.

لقد أحيا يحيى السنوار معالم السنة بالجهاد، عرف بشجاعته وقدرته وإبداعه.

فقد كان لطيف الشمائل، بديع المخائل، ليثاً مبتسماً، فصيح اللسان، ثابت الجنان، بديع الإشارة، عفيف الإزار، قضى حياته مجاهداً محتسباً.

فيحيى للمكارم كان ظلاً، وقرماً في الشجاعة لا يضام، تألق في سماء المجد بدراً، تضيء به فينصرف الظلام، وصدق الله العظيم، حَيثُ يقول: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ).

بطل تَعِزُ بعزه الأيّام

وتَفِرُ من فتكاته الأقوام

أَسَدٌ هَصُورٌ في المعارك كلها

شهدت رفيع مقامه الإعلام

وسمت حماسٌ في السماء كأنها

تسمو بفضل جهاده أعوام

ما مات في درب الأباة ونبلهم

يحيى لدى الأقوام وهو عظام

فالمظهرون لفضل جهدك أضرموا

ناراً لثأرك أيها الضرغام

هذِ حماس أقبلت بجيوشها

سلكت طريقك أيها المقدام

فالحق ليس مواتياً أصحابه

ما لم يكن في أهله إقدام

لا تذرفن على الجروح مدامعاً

فجروح غزة في غدٍ تلتام

تجري النحوس لغاية في مدة

وغداً تزيل خطوبها الأيّام

ويحرّر الأقصى ويندحر العدا

ويعم في كُـلّ البلاد سلام

أصل الريادة في شمائل دينكم

نطقت به الآيات والأحكام

وحسبنا وحسب الأُمَّــة الإسلامية وحسب حركة حماس وحسب أهله وذويه أن يحيى إبراهيم السنوار انتقل إلى حياة دائمة، وفاز برضوان ربه، (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) وصدق الله العظيم، حَيثُ يقول (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ).

فهنيئاً له الظفر والفوز بالشهادة وهو يؤدي واجبه الجهادي ابتغاء لمرضاة ربه، وسعياً لإعلاء كلمة الله، وإنقاذ شعبه من مهاوي الردى.

لقد أحيت الصهيونية بإقدامها الخسيس على قتله الروح الجهادية في العالم الإسلامي كله.

إن اغتيال زعماء الأُمَّــة وقادتها مما يزيد الأُمَّــة شجاعة وقوة ويدفع بالمؤمنين إلى الجهاد الذي فيه عزهم ورفع درجاتهم، والوصول إلى حياة العزة والكرامة، والمجد والخلود وإلى جنة عرضها السماوات والأرض، وهذا القرآن الحكيم يخاطب المؤمنين (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى‏ تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ بِأموالكُمْ وَأنفسكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ، يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ، وَأُخرى‏ تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللَّـهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ).

إن المسلمين كلهم يدٌ على من سواهم، وقد قال نبي الإسلام: “لغدوة في سبيل الله أَو روحة خير من الدنيا وما فيها”.

فَــإنَّ سبيل العز قد فُتِحَ بابه، والجهاد ماض إلى يوم القيامة، وستدرك الصهيونية سوء وقبح فعالها؛ فَــإنَّ النصر قادم لا محالة.

تعازينا الحارة لأهليه ومحبيه وذويه ولحركة حماس والشعب الفلسطيني ومحور المقاومة، وكلّ من ناصر الشعب الفلسطيني، ولأبناء الأُمَّــة الإسلامية جمعاء، نسأل الله للفقيد الفردوس الأعلى في الجنة، إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، ولا نامت أعين الجبناء.