صمود وانتصار

سلبيات المفهوم المغلوط للوعد والوعيد

الصمود| من هدي القرآن |

الذي يجب أن نفهم: وعداً ووعيداً، وعداً ووعيداً يبدأ من الدنيا هنا وينتهي بالآخرة.

حتى أصبحنا – لخطورة سلبيات المفهوم المغلوط للوعد والوعيد – أصبحنا نعيش في حالة وعيد هي مما توعَّد الله بها مَن يعرضون عن ذكره، مَن يقعدون عن نصرة دينه؛ فأصبحنا نعيش في حالة من الذلة، وحالة من الإهانة، وحالة من الاستضعاف، هي حالة عقوبة، ولكن لا نعتبرها عقوبة، وناسين، بل نتعبَّد الله بها، أليس هذا مفهوماً مغلوطاً؟!

أنت في حالة عقوبة على ما قصَّرت، وإذا بك تنظر إلى ما أنت فيه فتتعبد الله بالصبر عليه، وتتعبد الله بالبقاء عليه إلى آخر أيامك؛ لأنه هكذا فهمنا: أن الوعيد هو ذلك الذي هو مرتبط بالنار!

ألم يذكر الله في القرآن الكريم في آيات فعندما قُدِّمت المسألة على هذا النحو: أصبحت لدينا مفاهيم مغلوطة كثيرة، وأصبحت نظرتنا إلى هذه الدنيا بأنها دنيا لا علاقة لنا بها أبداً، وفَهِمْنا الدِّين في أنفسنا وفهَّمنا الآخرين بأنه دين لا علاقة له بالدنيا – وهذه الدنيا هي الحياة – أيْ لا علاقة لهم بحياتنا الدنيا!

قُدِّم الوعد والوعيد بأنه يعني فقط: (الجنة والنار). ولم يأتِ حديث عمَّا وعد الله به أولياءه في الدنيا، عمَّا وعد الله به مَن يستقيمون في الدنيا، مَن يهتدون بهديه في الدنيا، ألم يَعِد وعوداً كثيرة؟

وقُدِّم الوعيد بأنه النار فقط! ولم يأت حديث عمّا توعَّد الله به المجرمين والفاسقين والضالين والمعرضين عن هديه هنا في الدنيا!

فالذي يجب أن نفهم: وعداً ووعيداً، وعداً ووعيداً يبدأ من الدنيا هنا وينتهي بالآخرة.

حتى أصبحنا – لخطورة سلبيات المفهوم المغلوط للوعد والوعيد – أصبحنا نعيش في حالة وعيد هي مما توعَّد الله بها مَن يعرضون عن ذكره، مَن يقعدون عن نصرة دينه؛ فأصبحنا نعيش في حالة من الذلة، وحالة من الإهانة، وحالة من الاستضعاف، هي حالة عقوبة، ولكن لا نعتبرها عقوبة، وناسين، بل نتعبَّد الله بها، أليس هذا مفهوماً مغلوطاً؟!

أنت في حالة عقوبة على ما قصَّرت، وإذا بك تنظر إلى ما أنت فيه فتتعبد الله بالصبر عليه، وتتعبد الله بالبقاء عليه إلى آخر أيامك؛ لأنه هكذا فهمنا: أن الوعيد هو ذلك الذي هو مرتبط بالنار!

ألم يذكر الله في القرآن الكريم في آيات كثيرة الوعد والوعيد هنا في الدنيا؟ {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا} (الجن:16) أليس هذا وعداً إلهيًّا؟ {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}(الأعراف : 96) أليس هذا وعداً إلهيًّا في الدنيا؟ {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}(نوح: 10-12) أليس هذا الكلام وعداً من الله في الدنيا؟ {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}(الحج:40) {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}(المنافقون:8) أليس هذا وعداً في الدنيا؟ {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ}(القصص:5-6) أليس هذا وعداً إلهـيًّا هنا في الدنيا؟ {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ}(آل عمران:112) أليست هذه عقوبة في الدنيا ووعيداً في الدنيا؟ {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا}(الروم: 41) أليس هذا وعيداً في الدنيا أن يذيقهم؟ {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ}(الأعراف:152) أليس هذا وعيداً أن المفترين سيذلهم الله، سيعاقبهم الله؟ وهكذا تجد القرآن الكريم مليئاً بهذا، مليئاً بالوعد والوعيد.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ملزمة معرفة الله وعده ووعيده الدرس التاسع

‏ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي

بتاريخ: 28/1/2002م

اليمن – صعدة