صمود وانتصار

بالأرقام.. جبهة حزب الله تنهشُ اقتصادَ العدوّ الصهيوني المتهالك وجيشه الغارق

 

مع مرور نحو 3 أسابيع على التصعيد الصهيوني في الجبهة اللبنانية، انفجرت حساباتُ العدوّ الخاطئة في وجهه، وفاقمت مأزِقَه بشكل كبير، حَيثُ تلقَّى العدوّ الصهيوني خسائرَ فادحةً ومدوية على كُـلّ المستويات، عسكريًّا وأمنيًّا واقتصاديًّا وماليًّا وغيره؛ ما يؤكّـد أن استمرار العدوّ في هذه الجبهة يعني إصراره على الانتحار، والأرقام المؤكّـدة تؤكّـد ذلك، فضلًا عن أن ما يخفيه العدوّ قد يكون بمثابة قنبلة موقوتة ستعصف به حينما تتصاعد المؤشرات.

ومع التقارير اليومية التي تصل للمجرم نتنياهو بشأن الخسائر البشرية في صفوف جيشه الإجرامي على الجبهة اللبنانية وبقاء المروحيات في استنفار دائم لنقل الجرحى والقتلى الصهاينة، كشفت المقاومة الإسلامية في لبنان عن خسائر كبيرة تكبدها العدوّ الصهيوني منذ بداية أُكتوبر الجاري، والتي بلغت أكثر من 50 ضابطًا وجنديًّا بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى العتاد العسكري الهائل الذي تم تدميره، وبالتوازي مع ذلك فَــإنَّ الخسائر في الجانب الاقتصادي تتعاظم بعد ازدياد زحف الشلل على قطاعات العدوّ الحيوية وارتفاع موجة النزوح وارتفاع نسبة الإنفاق العسكري على الجبهة اللبنانية إلى مئات الملايين من “الشياكل”؛ ما يؤكّـد أن جبهة حزب الله القوية والفاعلة آخذة في تمزيق العدوّ الصهيوني عسكريًّا واقتصاديًّا وأمنيًّا.

وفي السياق أكّـدت وسائل إعلامية تابعة للعدو الصهيوني أن كلفة الإنفاق العسكري الصهيوني في الجبهة اللبنانية تجاوزت نصف مليار “شيكل” (نحو 135 مليون دولار) في اليوم الواحد، مشيرةً إلى أن هذه الكلفة قابلة للارتفاع أكثر في الوقت القريب، في إشارة إلى أن تصاعد عمليات حزب الله بدا واضحًا يومًا تلو الآخر، وهو ما سيقود معه خسائرَ اقتصادية أكبرَ مع مرور الأيّام، فضلًا عن الخسائر العسكرية المتزايدة بشريًّا وماديًّا.

ومع أن الأرقام المذكورة تعبر فقط عن الإنفاق المباشر أَو الخسائر المباشرة التي ينزفها العدوّ بشكل مباشر ويومي، فَــإنَّ هناك خسائر ونزيفاً اقتصاديًّا كبيراً، حَيثُ تؤدي عمليات حزب الله الصاروخية الكبيرة والمتصاعدة في حيفا الصناعية وتل أبيب وباقي المناطق الحيوية المحتلّة إلى تعطل قطاعات الصناعة والاستثمار داخل كيان العدوّ الصهيوني، وهو ما يضاعف خسائر العدوّ في هذا الجانب أضعافًا مضاعفة.

كما أن العمليات المتوسعة لصواريخ حزب الله زادت من ارتفاع نسبة الهجرة والنزوح وطالت مناطق أُخرى، بما فيها مناطق بعيدة عن مغتصبات الشمال؛ ما يؤكّـد أن أهداف المجرم نتنياهو المعلنة المتمثلة في إعادة سكان الشمال، ما هي إلا مُجَـرّد أوهام وحسابات خاطئة عادت بنتائج عكسية، في حين أن ارتفاع موجة النزوح يكلف العدوّ الصهيوني خسائر كبيرة، حَيثُ ينفق مئات الملايين من الدولارات لتوفير سكن في الفنادق والشقق السكنية لمئات الآلاف من النازحين، وكذا رعاية مالية، وهو الأمر الذي يزيد من النزيف الاقتصادي والمالي للعدو الصهيوني.

وعلى ذات الصعيد وإلى جانب الإنفاق المالي الكبير على الجبهة اللبنانية، تؤكّـد صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن هناك أبواب إنفاق أُخرى تتمثل في إطلاق مئات الصواريخ الاعتراضية الصهيونية بشكل يومي للتصدي لصواريخ حزب الله وطائراته المسيّرة التي تبلغ في اليوم الواحد أكثر من 250 صاروخاً وطائرة، وهو الأمر الذي يحتم على العدوّ إطلاق مئات الصواريخ الاعتراضية البالغة قيمتها مئات الملايين من الدولارات يوميًّا، وهذا الأمر بحد ذاته يكبد العدوّ خسائر مضاعفة غير المبالغ المالية التي ينفقها يوميًّا “135” مليون دولار لليوم الواحد بشكل مباشر لتمويل أنشطة العدوّ العسكرية في لبنان.

وكشفت الصحيفة الصهيونية في موقعها أن المعلومات تشير إلى حجم التكاليف الكبيرة التي يتكبدها العدوّ الصهيوني على الذخيرة الدفاعية الخَاصَّة بالجبهة الشمالية، فضلًا عن المبالغ الكبيرة للغارات اليومية الكثيفة التي يشنها العدوّ على لبنان دون تحقيق أية نتيجة تحد من تصاعد عمليات حزب الله التي تشهد زخمًا يوميًّا كثيفًا يكشف للجميع فشل كُـلّ خيارات العدوّ التي ينفق عليها مئات الملايين من الدولارات يوميًّا.

ونقلت الصحيفةُ تقاريرَ إحصائية من مؤسّسات مختصة في فلسطين المحتلّة، تؤكّـد أن حجمَ إنفاق العدوّ في الشمال منذ 50 يومًا تجاوز 25 مليار شيكل؛ أي ما يوازي 6 مليارات دولار، وهو رقم يقل عن الأرقام الحديثة التي ذكرت مطلع التقرير، غير أن هذه الإحصائيات تكشف المعاناة التي يكابدها العدوّ بفعل جبهة الإسناد اللبنانية.

وعلى خطٍّ موازٍ حذّر مسؤولون اقتصاديون صهاينة من مخاطر استمرار الإنفاق العسكري الصهيوني على الجبهة الشمالية بهذا الشكل المفرط والمكلف للغاية.

وأكّـدوا أن حكومة المجرم نتنياهو سجّلت عجزًا كَبيرًا في الموازنة جراء الحرب على غزة قبل اشتعال جبهة الشمال بهذا الشكل، منوّهةً إلى أن توسع الحرب في الحدود اللبنانية يجعل حكومة العدوّ لا تعاني فقط من العجز المالي، بل سيقودها إلى الإفلاس والعجز التام عن تغطية أية نفقات عسكرية، خُصُوصًا وأن القروض التي تسحبها حكومة العدوّ قد ارتفعت إلى نسب غير مسبوقة، وحسب وسائل إعلام دولية فَــإنَّ العدوّ الصهيوني قد اقترض ما يزيد عن 44 مليار دولار، على الرغم من الدعم الأمريكي والغربي السخي؛ ما يؤكّـد أن حسابات العدوّ عسكريًّا واقتصاديًّا تأخُذُ مسارًا كارثيًّا يقودُه للانهيار.

المسيرة: نوح جلَاس