لماذا وصمت أمريكا حركات المقاومة بالإرهاب؟
الصمود||مقالات||د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
عملت أمريكا منذ وقت مبكر على اعتبار حركات المقاومة جماعات إرهابية مثل حركة حماس وحزب الله وحركة الجهاد الإسلامي وغيرها؛ لأَنَّها كانت تعلم علم اليقين أن هذه الحركات هي التي سوف تقفُ في وجه المشروع الصهيوني في المنطقة، وهي من ستصمد في مواجهة الكيان الصهيوني في فلسطين، بعد أن تم تحييد النظام العربي الرسمي ودفعه إلى التطبيع مع ذلك الكيان وفتح أبواب التعاون الاقتصادي والعسكري والأمني بين الأطراف المعنية برعاية أمريكية وغربية، ولم تكتفِ أمريكا بتصنيف حركات المقاومة بالإرهابية، ولكنها ضغطت على الدول الأُخرى بأن تحذوَ حذوَها في ذلك، ثم اتجهت نحو الدول العربية والإسلامية وفرضت عليها اعتبارَ حركات المقاومة جماعات إرهابية، وأن تعمل على التضييق عليها سياسيًّا وماليًّا كما حدث في السعوديّة والإمارات وفي غيرها؛ بهَدفِ منع تلك الحركات من الحصول على تبرعات مالية ودعم سياسي من الشعوب العربية والإسلامية، ومن يحاول تجاوز التوجيهات الأمريكية سوف يعرض بلاده للعقوبات الأمريكية وربما الدولية، ونجحت أمريكا إلى حَــدّ بعيد بتجفيف مصادر التمويل لحركات المقاومة.
ومن الأهداف الرئيسية للتصنيف الأمريكي لحركات المقاومة بأنها حركات إرهابية هو التأثير على المواجهات بين تلك الحركات والكيان الصهيوني التي كانت أمريكا تعلم علم اليقين بأنها قادمة، وبالفعل فقد رأينا ذلك التأثير في معركة (طُـوفَان الأقصى) التي تدور بين حركات المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني، وكذلك في المعركة الي تدور في لبنان مع حزب الله، فقد تابعنا موقف النظام العالمي الرسمي وكذلك العربي الهزيل من الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة وفي لبنان؛ باعتبَار أن ما يدور في تلك المناطق من أحداث هي ضد جماعات إرهابية (كما يقولون)، وأن أي نظام يرفض ما يجري أَو يحاول أن يتدخل فيه يتم اتّهامه بدعم الإرهاب؛ ولذلك وجدنا أن الشعوب هي التي تخرج في تظاهرات كبيرة لرفض الجرائم الصهيونية في غزة وفي لبنان.
ولكن لم تُترك حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية وحيدة في مواجهة الكيان الصهيوني؛ فقد سارع محور المقاومة لإسنادهم الإخوة، من منطلق الواجب الديني والإنساني، وهذا أربك الحسابات الأمريكية والصهيونية وكذلك العربية المطبِّعة التي كانت تعمل على تصفية القضية الفلسطينية، ولكن ذلك لن يحدث ومحور المقاومة موجودٌ على الساحة.