صمود وانتصار

خلفية الانحياز الأمريكي الكامل لكيان العدو الإسرائيلي (3-3)

الصمود||تقرير|| أحمد الديلمي

اختراع الشعب اليهودي:

إن فكرة شعب الله المختار مفهوم سياسي محض ابتكره حاخامات اليهود؛ لحض اليهود على السعي الدؤوب للسيطرة على العالم، وهذا المفهوم هو أحد الأسس الدينية التلمودية التي يعتبرها اليهود دستورًا لهم في الحياة. وكثيرة هي الكتب التي تناولت أكذوبة وخديعة «شعب الله المختار» وأكثر منها من كتبوا عن هذه الأكذوبة، وبجميع لغات العالم: فلسطينيون وعرب، وأوروبيون، ويهود، وغيرهم.

وكان بعض اليهود الأكثر وضوحًا في فضح هذه الأكذوبة والتوظيف السياسي لها؛ لتحقيق أطماع اليهود في السيطرة على العالم واستعباد شعوبه ونهب موارده.

يقول البروفيسور في جامعة تل أبيب «شلومو ساند» في كتابه (اختراع الشعب اليهودي): إن خرافة اليهود كشعب، وهذا الشعب بحاجةٍ الى مأوى ووطن، هو المنطق الذي بنُيت على أساسه دولة “إسرائيل” ما هي إلَّا أسطورة تم اختراعها قبل حوالي ما يزيد عن القرن بقليل.

ويقول ساند: إن الأكذوبة الكبرى بدأت بالادعاء بنفي اليهود عن الأرض المُقدسة في فلسطين، وأن مثل هذا النفي الجماعي لم يحصل أبداً، وأنه بلا أدلة تاريخية، كما يقول: إن يهود اليوم في إسرائيل ليس لهم علاقة إطلاقاً في الأرض التي كان اسمها إسرائيل، وأن الحل السياسي الوحيد للنزاع مع الفلسطينيين هو إزالة الدولة اليهودية. ويشير «ساند» إلى إنه حتى ما قبل قرن من الزمان بقليل كان اليهود يعتبرون أنفسهم يهوداً فقط؛ كونهم يتشاركون في ديانتهم اليهودية، ولكن في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين قام الصهاينة اليهود بتحدي كون اليهودية دين لا غير، وبدأوا باختراع أكذوبة أن اليهود عاشوا كشعب، بالإضافة لكونهم يهوديو الديانة.

ويقول ساند: إن كثيراً من زملائه المؤرخين يشاركون الرأي بأن التأريخ الذي يتم تدريسه بالجامعات الإسرائيلية تم اختراعه على أسس واهية أوهى من بيت العنكبوت.

ولعل من أكثر الكتب شهرة والتي تناولت هذه الأسطورة الأكذوبة، كتاب «الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية» للفيلسوف الفرنسي «روجيه جارودي» والذي أعلن إسلامه بعد زيارته لعدد من الدول العربية وتعاطفه مع القضايا العربية وعلى الأخص القضية الفلسطينية، وقد لاحقه اليهود بعد صدور الكتاب، وكاد أن يكلفه حياته مع صديقه القس الذي هرب إلى النمسا، وتأتي شهرة هذا الكتاب من أن «جارودي» تناول هذه الأسطورة مع أساطير أخرى تقوم عليها السياسة الإسرائيلية الحالية، منها: الأرض الموعودة لليهود في فلسطين، واليهود شعب الله المختار، وأسطورة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، ثم أسطورة الهولوكوست: المحرقة النازية لليهود في زمن هتلر، وتُرجم هذا الكتاب إلى لغات عدة ومنها اللغة العربية وقدم له الكاتب المصري “محمد حسنين هيكل”، وامتنعت دور النشر في فرنسا ومعظم دول أوروبا عن نشر أي كتاب له عقابًا له على تطاوله على «شعب الله المختار» وبعد أن كانت أقواله ومقالاته تملأ الصحف والمجلات أصبح نسيًا منسيًا.

أرض الميعاد… الخديعة الكبرى:

في تقرير أعده «محمد شريف نصور»، بعنوان: (الخديعة الكبرى… ليست أرض الميعاد)، يرى “نصور” أنه مع كل انتفاضة فلسطينية، أو معركة أو حرب، يخوضها محور المقاومة ضد الكيان الصهيوني، تتكشف وتنهار أكذوبة وخرافة (أرض الميعاد) التي شكلت جوهر الفكرة والأيديولوجية الصهيونية التلمودية التي قدمتها لليهود، بأن عليهم العودة والهجرة من البلاد التي يعيشون فيها، إلى الأرض التي وعدهم بها الرب، وهي أرض (المن والسلوى) أرض الميعاد، في (أكبر خديعة) لتنفيذ مشروع الحركة الصهيونية بتأسيس ما يسمى (دولة لليهود) الكيان الصهيوني على الأرض الفلسطينية.

ويضيف «نصور» أن هذا الكيان العنصري والإرهابي الذي لم ولن يستطيع في المستقبل، رغم مرور 73 عاما على صناعته وتأسيسه أن يثبت قادته من «ديفيد بن غوريون» إلى «بنيامين نتنياهو» ومن سيأتي بعده أن يثبتوا للأجيال اليهودية الصهيونية المتعاقبة التي ولدت داخل المؤسسات العسكرية الحربية الاحتلالية من مستوطنات أو مدن تم تأسيسها على أنقاض مدن وقرى فلسطينية بعد صناعته عام 1948، أن هذه الأرض التي يعيشون عليها هي أرضهم التي وعدهم بها الرب، وليست أرضا محتلةً ومغتصبةً من الفلسطينيين أصحابها الحقيقيين حيث تاريخهم وحضارتهم وآثارهم وكنائسهم ومساجدهم شاهدة على وجودهم وجذورهم بأنها أرضهم وليست أرض الصهاينة ولا دولة عنصرية لليهود الصهاينة.

ويُبيِّن «نصور» أن ضربات المقاومة وانتصاراتها التي هزت بنيان الكيان الصهيوني قد كشفت لليهود الصهاينة (الخديعة الكبرى) بأن هذه الأرض التي يعيشون عليها هي ليست أرضهم، وليست أرض المن والسلوى، وليست أرض الميعاد، وليست أرض الآباء والأجداد، وأن عليهم العودة إلى بلادهم التي جاءوا منها أوروبا وأمريكا وأفريقيا وغيرها، واكتشافهم الخديعة الكبرى التي قدمتها الصهيونية العالمية بأنهم كانوا أداةً لتنفيذ مشروعها والأن عليهم العودة إلى بلادهم وترك هذه الدولة (إسرائيل) التي تعيش على فوهة بركان وصراعات وحروب، وأن لا مستقبل لهم ولا لأجيالهم القادمة طال الزمن أم قصر إلا الهروب وترك مستوطناتهم العسكرية، أو العيش في الملاجئ أو الموت.

وفي هذا السياق، يشير «نصور» إلى أن بعض وسائل الإعلام الصهيونية وفي مقدمتها صحيفة معاريف والقناة العاشرة قد كشفت عبر دراسات وتقارير استقصائية، بأنه مع كل انتفاضة أو معركة مع الأصحاب الحقيقيين للأرض وللتاريخ وللجغرافيا، يبدأ اليهود بالهجرة إلى بلادهم كندا أو أوروبا أو أمريكا وغيرها.

وبحسب تقرير «نصور» تشير إحصائيات سابقه نشرتها صحيفة معاريف بعد الانتفاضة الأولى والثانية أن عدد من ترك إسرائيل بلغ لغاية عام 2002 حوالي 58 ألف يهودي، وقد كشف العديد من الكتاب والسياسيين اليهود المناهضين والمعارضين للصهيونية ومشروعها، بأنه لا مستقبل لبقاء الكيان الصهيوني في هذه المنطقة، وأن زواله مسألة وقت، وأنه لا علاقة لليهود الصهاينة بأرض فلسطين وهي ضحية المشروع الصهيوني، وليس هناك شعب يهودي خالص أو مختار.

وأعتبر المؤرخ والبروفيسور «شلومو زاند» أستاذ التاريخ في جامعة تل أبيب أن الشعب اليهودي هو اختراع صهيوني، يقول “شلومو زاند” في كتابه (أرض إسرائيل مصطلح اختلقته الصهيونية): إن الأرض الموعودة هي اختراع العقل الصهيوني، ولا يوجد وعد لليهود بأن لهم قطعة أرض خاصة بهم.

وفي هذا الصدد، يقول الشهيد القائد/ السيد حسين بدر الدين الحوثي: “ارتباطهم بالقدس هو ارتباط تاريخي فقط، ليس لأن القدس منطقة ذات أهمية عند المسلمين أو تشكل خطورة بالغة عليهم. لا، وإنما باعتبارها مدينة يقولون بأنه كان هناك هيكل سليمان وأنها هي المدينة التي كتب الله لهم أن يدخلوها، وعبارات من هذه. ارتباط هوية دينيه وتاريخية”. ويؤكد الشهيد القائد أن الإمام الخميني “رحمة الله عليه”: “عندما أطلق هذا الاسم على إسرائيل [غدةً سرطانية] معلوم أن السرطان إذا ما ترعرع في أي جسم من أجسام البشر لا بد إما أن يتمكن الإنسان من القضاء عليه واستئصاله وإلا فإنه لا بد أن يُنهي ذلك الجسم، لا بد أن يخلخل ذلك الهيكل الذي نما وترعرع فيه. ليؤكد أن إسرائيل ليس من الممكن المصالحة معها، ولا السلام معها، ولا وفاق معها، ولا أي مواثيق أو عهود تبرم معها. إنها دولة يهودية، إنها دولة يهودية طامعة، ليس فقط في فلسطين، وليس فقط في أن تهيمن على رقعةٍ معينةٍ تتمركز فيها، بل إنها تطمح إلى الهيمنة الكاملة على البلاد الإسلامية في مختلف المجالات، وتطمح إلى أن تقيم لها دولة حقيقية من النيل إلى الفرات، من النيل في مصر إلى الفرات في العراق؛ لأن هذه الرقعة هي التي يعتقد اليهود أنها الأرض التي كتبها الله لهم، وهي أرض الميعاد التي لا بد أن تكون تحت سيطرتهم وبحوزتهم، وأن يقيموا عليها دولتهم”.

وفي هذا السياق، يقول السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي: “اليهود –أيضاً– حرصوا على أن يكون لهم حافز، يعني: دافع كبير في أوساطهم؛ للتفاعل مع الفكرة، فكرة الاجتماع من مناطق الشتات إلى فلسطين، والتوافد إلى هناك، والاحتلال لفلسطين، وإنشاء هذا الكيان.. كان عندهم حافز قومي، كان عندهم كذلك الحافز الفطري الطبيعي للناس: أن يكون لهم كيان، وشأن، واعتبار…إلخ. ولكن حرصوا على إضافة حافزٍ؛ ليكون حافزاً رئيسياً وأساسياً، ودافعاً جوهرياً ومهماً.. يجب أن نأخذ العبرة من هذه، وهو: الحافز الديني، (الحافز الديني) اليهود حرصوا على أن يجعلوا من الحافز الديني، الدينمو الذي يحرك الكثير منهم؛ فينطلقون بكل قناعة، وبكل اهتمام، وبكل جدية، وباعتبار المسألة مسألة دينية؛ فركزوا على عنوانهم المشهور (أرض الميعاد)، وهيكلهم المزعوم، وجعلوا من هذا الاعتبار الديني دافعاً رئيسياً ليحرك اليهودي أينما كان، في أي قطر من أقطار العالم، أن ينظر إلى المسألة باعتبارها مسئولية دينية، أن ثقافته الدينية تفرض عليه أن يذهب إلى هناك، وأن هناك أملاً؛ لأن الله -على حسب زعمهم- قد وعد نبيه إبراهيم بهذه الأرض لهم؛ فانطلقوا بحافز ديني، وبأمل (لاحظوا) وبأمل ديني”.

خرافة عودة المسيح وقيام دولة صهيون:

لم يقف «لوثر» عند حد تعظيم قدر اليهود وتقديسهم، بل جاء مع القساوسة اليهود بأفكار وأكاذيب كان لها الأثر المباشر في سياسة الأوروبيين بعد ذلك، وخاصة البروتستانت، ومن هذه الأكاذيب أنه لكي يعود المسيح عليه السلام إلى الدنيا لا بد من إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وبغير هذا الوطن لن يعود المسيح، وبذلك أصبح لزاماً على النصارى المحبين للمسيح، أن يساعدوا اليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، بل وأصبح ذلك جزءً من العقيدة، لا يمكن التنازل عنه، وأكثر من ذلك أن اليهود أخذوا عن البروتستانت قدسية خاصة جعلتهم يغضون الطرف تمامًا عن أي خطأ يرتكبونه، بل يعتبر بعضهم مُجرد نقض اليهود، هو نقض للرب ذاته.

وهكذا بدأت العلاقة بين اليهود والنصارى الجدد تزدهر بالتدريج، وبدأ هؤلاء النصارى يؤمنون بأن أرض فلسطين، هي الأرض الموعودة لليهود، كما في الكتاب القديم، وأن الواجب الديني يقتضي تحقيق هذا الوعد. ووجد اليهود في هذه الفرصة من يناصرهم ويدعو إلى قضاياهم ويتحالف معهم بعد أن كانوا مضطهدين، وأن الأدبيات التي تسربت إلى العقيدة المسيحية يصح أن نطلق عليها تهويدًا للمسيحية.

وفي هذا السياق، يقول الشهيد القائد:“{فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} ماذا تعني هذه؟ أليست توحي بأنه سيبقى منهم ناس إلى يوم القيامة، الأحاديث التي تقول: إن المسيح سينزل، وسيسلم كل النصارى غير صحيحة؛ لأنه هنا معناه..، في عدة آيات تبين بأنه سيبقى منهم حتى في ظهور الإسلام، سيبقون لكن بشكل غير ظاهرين أقليات هكذا، أو في بلدان لا يعتبرون ظاهرين مثلما هم ظاهرين الآن، ولا حول الآن، {فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} هذه ما تزال قائمة فعلاً، وتجد لها آثارها فعلاً الآن، نقول ربما تخفيف ما كان يمكن أن يحصل منهم فعلاً لو أنهم متآلفين، لكن يتحرك حزب والحزب الآخر يحاول ينقده، ويحاول يقدم سياسته خطأ، من أجل أنه يفوز في الانتخابات بدلاً عنه، عندما يقتل أمريكيون، الحزب الآخر يحاول أن يستثير أهالي القتلى، والحزب الحاكم يحاول يتفادى أن لا يحصل قتلى لأن هذا سيؤثر عليه، ماذا حصل في الأخير؟ نقطة ضعف كبيرة بالنسبة لهم هذه، لو أنت في مواجهة أمة وليست بالشكل هذا لكانت خطيرة جداً”.

ويضيف الشهيد القائد بالقول:“…الوعود التي كانت من قبل أن يأتي المسيح، وعود بأن يأتي المسيح شغَّلوها فيما بعد؛ لأن اليهود ما زالوا كافرين بأن المسيح عيسى بن مريم هو المسيح الموعود به في الكتب السابقة، طرحوا الموضوع من جديد وبأسلوب جعلوا المسيحي نفسه الذي هو مؤمن بعيسى يتطلع إلى عودة المسيح فعلاً، عودته هو”. ويضيف بالقول: “تسمع عندهم على أساس القضية هذه يأتي كلام من هذا، عندما يتحدث عن إيران والعراق وكوريا محور الشر، هو عندهم أنه لا يأتي المسيح إلا بعد أن نزيل أكثر الشريرين هؤلاء، يأتي المسيح إلى عالم نظيف من نوعيتنا، من نوعيتهم هم يعني، فتنشأ حياة سعيدة! يوجد نصوص من هذه لكن هي من النوع الذي هو من قبل أن يأتي المسيح عيسى بن مريم، هم جاءوا يشغلونها من جديد؛ لأن عندهم قدرة في تلبيس الحق بالباطل، عندهم قدرة رهيبة في هذا الموضوع، حتى جعلونا نحن نفكر تفكيرهم في موضوع عودة المسيح، نفكر تفكيرهم هم، عن طريق كعب الأحبار، وآخرين ممن دخلوا. والأفكار يكون بعض الأفكار منها ما يضرب أمة، على أساس فكرة معينة تباد أمم، على أساس فكرة معينة”.  ويؤكد بالقول: “وإذا الأمريكيون أنفسهم يقولون: أننا فاسدون، وأنه هناك محور الشر، أليسوا هم يقولون: محور الشر، ويقولون هم: هؤلاء الناس أشرار يجب أن يزاحوا وأن تطهر الأرض منهم، أليسوا يقدمون هذا؟

ويؤكد الشهيد القائد بالقول: “لاحظ كيف السرد هنا السرد في هذه الآية سرداً لقضايا كثيرة كأنها مثل ما يقول واحد في الأخير: ولم تنفع فيهم؛ لتعرفوا كيف هم {فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُبِيناً وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُلْنَا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً}(النساء:154) فلم ينفع معهم إلا ماذا؟ لعن {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ}(النساء: من الآية155) قالوا: نحن لا نفهم ماذا تقول، هم قالوا لمحمد (صلوات الله عليه وعلى آله): {قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} إلى أن قال بعد: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً}(النساء:156- 160) هكذا يبين ما حصل عليهم من عقوبات سرد أشياء كثيرة تخلل أثناءها كلام عن المسيح جاء لحد الآن في هذه: {وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً}(النساء: من الآية151) وفي آية سابقة: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ}(المائدة: من الآية13) إذاً {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ}.

وأحياناً يكون أسلوب القرآن أن يوكلك على ما قد عرفت عمّا أعطاك من صورة، عما حصل عليهم فيما يتعلق بأنفسهم وواقع حياتهم وعقوبات كثيرة أتت لهم في الدنيا وعقوبات وعدوا بها في الآخرة؛ لأنهم هكذا: ينقضون ميثاقهم ويكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ويقولون في مواجهة البينات التي تدخل إلى أعماق القلوب يقولون: {قُلُوبُنَا غُلْفٌ} {وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ} هم هكذا جريئين، نحن قتلنا عيسى بن مريم رسول الله، يعني: وقد تبين لهم أنه رسول الله {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً}(النساء:157) فقط يظنون ظناً ليس لديهم يقين بأنهم قتلوه ومع هذا يقدمون المسألة وكأنها ماذا؟ وكأنها قضية يقينية مسلَّمة من المسلمات موضوع الصليب أليسوا يتعلقون الصليب ويعتبرونه أنه قتل؟ {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً}(النساء:158) لأنه فعلاً لم يقتلوه، وكلمة: رفعه ليس معناها: أنه بـ[الونش] هكذا بجسمه إلى السماء! مثلما يقولون: لحق بالرفيق الأعلى عندما يموت الإنسان، لحق بالرفيق الأعلى؛ لأنه في آية أخرى: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا}(آل عمران: من الآية55) متوفيك ورافعك {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً}(النساء:158).

{وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً}(النساء:159) لاحظ هذه الآية من الآيات التي يحصل اختلاف كبير حول تفسيرها {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} يقدمون معناها: أن ما هناك من أهل الكتاب أحد إلا وسيؤمن به قبل موته، وطلعت إشكالية في: قبل موته، هل معناها: قبل موت المسيح أو موته أي موت أحد من أهل الكتاب، في الأخير قالوا: إن معناها: ربما كل واحد من أهل الكتاب، الكافرين بعيسى أنه سيراه قبل موته يتشخص له قبل موته ويؤمن به، ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً.

ويبدو هذا التفسير أنه فعلاً أشياء تقديرية، وتمحُّل، الحسين بن القاسم يفسرها بأنه قد تكون العبارة هذه: {إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ} هي عبارة مستقبل وتعني الماضي وأن هذا أسلوب عربي، بمعنى: أن من كان من أهل الكتاب مع وجود المسيح أن من كانوا مؤمنين به قبل موته فسيكون شهيداً عليهم على من كان يعرفهم ومن كان معاصراً لهم، هذه في آية أخرى في آخر [سورة المائدة] فيها ما يقرر هذا: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ}(المائدة: من الآية116) أليس هذا حصل من بعد؟ {قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ}(المائدة: من الآية117) ألم يتكلم هنا عن فترة بقائه في أولئك الناس الذين كان معاصراً لهم؟ {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}(المائدة: من الآية117) معنى هذا بأن شهادة عيسى فعلاً ستكون على أولئك الذين كان معاصراً لهم آمنوا به وشهد أنهم آمنوا به لا يعلم بما حصل من بعد ولم أقل لهم أنا هذا الشيء الذي ظهر من بعد؛ لأن أول عبارة قالها: أنه عبد الله {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ}(مريم: من الآية30) أول ما نطق بها بعدما أتت به أمه إلى قومه.

البعض يجعل من الآية هذه أن المعنى: أن المسيح سينزل في آخر الزمان! بمعنى أن ما من أهل الكتاب أحد إلا وسيؤمن به في آخر الزمان عندما ينزل وسيؤمنون جميعاً! هذا التفسير ينقض القرآن نفسه لأنه يبين القرآن بأنه يبدو سيظل يهود ونصارى إلى يوم القيامة سيبقون ولو بقايا بعد حروب تحصل أو بعد أناس يسلمون منهم مثلما قال هنا في نفس الآية: {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}(آل عمران: من الآية55) هذه العقيدة انتشرت وبالذات في أوساط السنية والإثنا عشرية: أن المسيح سيعود في آخر الزمان وسينزل من السماء ويتجه ويؤمن به النصارى ويجعل النصارى كلهم يسلمون، لكن هذه لا يوجد لها ما يطمئن الإنسان على أن يقول بها فعلاً ويعتبرها صحيحة؛ لأنه بالنسبة للنصارى هل هم يعرفون شخص عيسى عندما يأتي؟ وبالنسبة لليهود هل يمكن أنهم سيفرحون عندما يرونه وسيؤمنون به وهم كفروا به ذلك الزمان؟ بعدما أراهم بينات رهيبة جداً واضحة جداً وهو يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طائراً بإذن الله ويحيي الموتى بإذن الله وينبئهم بما يأكلون في بيوتهم وما يدخرونه ذلك اليوم ولم تنفع فيهم.

هل هو شخص يعرفونه عندما يأتي أو سيكون نبياً من جديد؟ الله يقول: {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}(الأحزاب: من الآية40) لا يوجد نبي من بعده على الإطلاق، هم منتظرون، المسيحيون أنه سيرجع منتظرون أنه سيرجع وهي قضية لفقوها هم من بعد واليهود منتظرون مخلّصاً أيضاً يظهر وفي الأخير لا تدري إلا وقد اشتركت العقيدة اشتركوا فيها هم وكثير من المسلمين، مسألة نزول المسيح، اليهود هم على رؤيتهم فيه، والنصارى يعرفونه باسم أنه المسيح ذلك سيعود، والإثنا عشرية والسنية كذلك عندهم سيعود هو والمهدي، ويعملون أشياء ويفتحون القدس ويتجهون إلى بلدان أوربا ويجعلونهم يسلمون، كل المسيحيين يسلمون عندما ينزل عيسى!.

إن كانت نبوة جديدة فهذا غير ممكن، كنبوة جديدة يحتاج إلى معجزات ويحتاج، ويحتاج.. وإن كان مسألة دعوة فالواقع أنه يكفي القرآن الكريم؛ لأن الله قد جعله بالشكل الذي تتجلى مصاديقه في هذه الحياة، أعني: هو عصر رسالة محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) ألم يقل في القرآن الكريم: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} (فصلت: من الآية53)؟ فكل الشواهد التي تأتي من خلال اكتشافات علمية ومن خلال حركة الحياة هذه، هي كلها بالشكل الذي تشهد لهذا الكتاب، هل يوجد هناك مثلما تقول: إنه يشهد لما في الأناجيل؟ أول شيء الإنجيل ضائع، الأناجيل الموجودة يأتي الواقع يكذب ما فيها، في كثير مما فيها، هو عصر الشهادة للقرآن الشهادة لرسالة محمد (صلوات الله عليه وعلى آله).

ليس معناه بأنه لا يوجد دلائل على الإطلاق من واقع الحياة تجعل الإسلام هذه الرسالة التي جاء بها محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) هو الظاهر في هذه الحياة، هو الظاهر فيه من خلال الآيات الكثيرة إلا أن يأتي بعيسى بن مريم ينزل من جديد وكأنها نبوة من جديد، هذه القضية بعيدة أعني: خلاصتها الأشياء كلها بإرادة الله لكن لا يوجد بين أيدينا ما يمكن أن نعتبرها عقيدة صحيحة فعلاً، هذه الخلاصة كل ما يقال حولها ليس بالشكل الذي يطمئن الإنسان بأنها عقيدة صحيحة أنه سينزل نهائياً، منها هذه الآية التي في [سورة المائدة]: {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ}(المائدة: من الآية116) أليس هذا الكلام من بعد فقال: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي}(المائدة: من الآية117) هناك قال: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا}(آل عمران: من الآية55) أليس هنا يبين بأن هناك مسيرة من بعده، من بعد توفيه له؟ {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا} يعني: أن هناك مسيرة في الحياة من بعده طويلة، هو لا يحكي بأنه أيضاً من جديد قد بعثه؛ لأن الكلام هذا الله يقول عنه: أنه سيقول لعيسى يوم القيامة، يوم القيامة سيقوله.

تجد كل الاكتشافات الآن ليس فيها شهادة لشيء موجود لديهم من عند عيسى، اكتشافات أعني: انظر الأناجيل هل الاكتشافات العلمية هل حركة هذه الحياة تمثل شهادة لما في الأناجيل الموجودة؟ لا، تجد فيها أشياء أثبت الواقع بأنها غير صحيحة ومكذوبة، كل ما يأتي من شواهد كلها شواهد للقرآن، حتى في حركة الأمم هذه الصراع تجده أيضاً يشهد لهذا القرآن والذين يدّعون بأنه سيعود يجعلون الآية هذه بأنها تعني: أنه سيعود وسيؤمنون به، لكن لاحظ العبارة هنا: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} معناها: ما من أحد من أهل الكتاب، أليس معناها هكذا؟ إذاً هذا ضعيف جداً مع الآيات الأخرى بل قد نقول فعلاً بالنسبة لعبارة {إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ} الفهم الإجمالي لهذه الآية بشهادة الآيات الأخرى أن من كانوا من أهل الكتاب كانوا مؤمنين به في حياته {مَا دُمْتُ فِيهِمْ}(المائدة: من الآية117) {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً}(النساء: من الآية159) على أولئك الذين آمنوا به كمؤمنين، وسيشهد بالنسبة للآخرين بأنهم ماذا؟ جاؤوا بشيء ولم يأت به عندما يقول: {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ}(المائدة: من الآية116) فهو أدلى بشهادة الآن يحكيها، الله سيقول يوم القيامة شهادة بأن ما قدموه بعد من عقيدة باطلة جعلوه هو وأمه إلهين من دون الله، أنها قضية لم يقلها وإنني {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ}(المائدة: من الآية117) أليست هذه شهادة على المؤمنين في عصره من كانوا مؤمنين، ويشهد بكذب من بعدهم ممن افتروا على الله وجعلوه هو وأمه إلهين؛ لأنه لم يقل هذه ولم يعلمهم هذا، أنت {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ}(المائدة: من الآية116) أليس هكذا قال له: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ}(المائدة: من الآية117)”.

 

الهوامش:

  • ‏السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، لا عذر للجميع أمام الله، 1422هـ.‏
  • ‏السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، يوم القدس العالمي، 1422هـ.‏
  • ‏كلمة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بمناسبة يوم القدس العالمي، 1438هـ.‏
  • ‏عبد الحي زلوم، أكذوبة “الشعب اليهودي” وخرافة العقيدة الصهيونية! والنتيجة: حتمية زوال ‏دولة الأكاذيب والخرافات، موقع صحيفة رأي اليوم، ‏‏2015م.‏
  • ‏بهيج بهجت سكيك، شعب الله المختار…أكذوبة أم حقيقة؟، موقع مجلة الوعي الإسلامي، العدد ‏‏(560)، فبراير-مارس 2011م.‏
  • ‏تقرير أعده محمد شريف نصور، بعنوان: الخديعة الكبرى… ليست أرض الميعاد، موقع الأنصار ‏الإخباري، 2021م.‏
  • السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، سلسلة دروس شهر رمضان المبارك، سورة المائدة، الدرس الحادي والعشرون، ‏‏1424هـ-2003م.‏
  • ‏السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، مديح القرآن، الدرس الثالث، 2003م.‏
  • ‏السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، سلسلة دروس شهر رمضان المبارك، سورة النساء، الدرس العشرون، 1424هـ-‏‏2003م.‏
  • ‏سليمان بن صالح الخراشي، كيـف تطورت العلاقة بين اليهود والنصارى من عداوة إلى ‏صداقة…؟!، روافد للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، ‏‏1430هـ-2009م.‏
  • ‏جريس هالسل، النبوءة والسياسة الإنجيليين العسكريون في الطريق إلى الحرب النووية، ‏ترجمة محمد السماك، دار الشروق، القاهرة، الطبعة الرابعة.‏