صمود وانتصار

الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: صمود المقاومة الأسطوري في غزة ولبنان سيصنع مستقبل أجيالنا

الصمود| بيروت

أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على استمرارية المقاومة في مواجهة العدو الإسرائيلي، مشدداً على أن حزب الله سيبقى على الدرب الذي رسمه القائد الشهيد السيد حسن نصر الله.

واستعرض الشيخ قاسم، في أول خطاب له بعد انتخابه أمينا عاما للحزب، مجمل الأحداث الأخيرة، مشيدا بصمود المقاومة في مواجهة العدوان الإسرائيلي، كما أكد على أن حزب الله لن يتراجع عن مواجهة المشروع الصهيوني، وأن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير الأراضي العربية.

وأكد أهمية تقديم كلمات الوفاء لشهيد الحزب الراحل، السيد هاشم صفي الدين، الذي كان أحد أبرز القادة الذين اعتمد عليهم السيد حسن نصر الله.

وأشار إلى أن الشهيد صفي الدين كان رمزًا للبطولة والمقاومة، معبرًا عن تقديره لدوره الفاعل في دعم القضية الفلسطينية. واعتبر أن الشهيد يحيى السنوار يُعد أيقونة للبطولة، حيث استطاع أن يخيف العدو سواء في سجنه أو حريته.

كما أعرب عن شكره لثقة قيادة حزب الله والشورى الموقرة لاختياره لتحمل المسؤولية في هذه المرحلة الحساسة. وأكد أن دماء الشهداء ستظل دافعًا للمضي قدمًا في درب المقاومة.

وتناول الشيخ قاسم خطورة الاحتلال الإسرائيلي قائلاً: “البعض يعتبر أن إسرائيل استُفزت، فهل تحتاج إسرائيل إلى ذريعة؟” وتابع بقوله إن الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي على مدى 75 عامًا تبرر جميع جهود المقاومة ضد هذا العدو، مضيفًا أن القرارات الدولية لم تخرج إسرائيل من لبنان، بل المقاومة هي من قامت بذلك.

وشدد الشيخ نعيم قاسم على أن المقاومة تسعى دائمًا لتعطيل المشروع الإسرائيلي، وأن الانتظار والتردد سيكلف المنطقة كل شيء. وقال إن المواجهة لا تقتصر على لبنان وغزة، بل هي حرب شاملة تستهدف المقاومة في جميع أنحاء المنطقة، مشيرًا إلى أن هناك نقاشات بين إسرائيل وأمريكا لضرب حزب الله، وخاصة بعد طوفان الأقصى.

وأدان الشيخ قاسم القيم الغربية المزعومة، مشيرًا إلى أن الدعم الغربي لإسرائيل يكشف زيف هذه القيم ويظهر انحيازها الكامل للعدوان. وأشاد بصمود المقاومة في غزة ولبنان، معتبرًا ذلك “ملحمة العزة” التي ستبني مستقبل الأجيال القادمة.

وأشار الشيخ نعيم إلى أن الجمهورية الإسلامية في إيران تقدم دعمًا غير مشروط للمقاومة، مؤكداً أن إيران تدرك ثمن هذا الدعم. وذكر أيضًا دور الشهيد قاسم سليماني الذي قدم للمقاومة الفلسطينية ما لم يقدمه أحد. كما وجه شكرًا خاصًا لجبهات الدعم في اليمن والعراق.

وأوضح أن الحزب تماسك بسرعة عقب “أزمة البيجر وأجهزة اللاسلكي”، وأن الوضع الميداني يثبت تعافي الحزب من الهجمات بفضل هيكله التنظيمي القوي. وأكد أن حزب الله يتطور عامًا بعد عام ويكتسب خبرات جديدة، وأن قدراته الميدانية تزداد قوة ومرونة.

وشدد على أن المقاومين على الجبهات الأمامية يمتلكون شجاعة وإيمانًا كبيرين، وهم مستعدون للتضحية بأرواحهم من أجل الدفاع عن الأرض، مضيفًا: “نحن ننتظر الالتحام، والمواجهات تتركز على الحافة الأمامية، والعدو خائف ويغير تصريحاته وأهدافه باستمرار”.

وحذر الشيخ نعيم العدو الإسرائيلي من أن قصف القرى والمدن اللبنانية لن يجبر المقاومة على التراجع، وأن الحزب يواصل تنفيذ عملياته، مشيرًا إلى نجاح المقاومة في إيصال طائرة مسيرة إلى غرفة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومؤكدًا على أن استهداف قاعدة “بنيامينا” ومواقع أخرى في حيفا وعكا يثبت قدرة المقاومة على إيلام العدو.

وأعلن الشيخ قاسم عن تسمية المعركة الحالية بـ”معركة أولي البأس”، موجهًا رسالة إلى الإسرائيليين بأنهم سيهزمون حتماً، لأن الأرض للشعب اللبناني المتماسك حول المقاومة. وأكد أن الحزب سيخرج من هذه المواجهة أقوى وأكثر صلابة، متعهدًا بأن النصر سيكون حليف المقاومة بفضل صمود المجاهدين ودعم الشعب اللبناني.

ووجه الشيخ نعيم قاسم رسالة للنازحين اللبنانيين، داعياً إياهم للصبر وتحمل التضحيات التي تتطلبها المعركة الحالية، وأشاد بقدرتهم على تحمل المعاناة والصمود. وأضاف أن صمودهم يعتبر عاملاً أساسياً في النصر على العدو، مؤكداً أن الجميع سيبني معًا مستقبل لبنان وأن حزب الله قوي في المقاومة وفي الداخل السياسي بفضل دعم الشعب.

وأكد الشيخ قاسم على ثقته بأن الحزب سيظل صامدًا وسيخرج من هذه المعركة بمزيد من القوة والانتصارات، موجهاً رسالة إلى السفيرة الأميركية في لبنان بأن حلمها برؤية هزيمة المقاومة لن يتحقق أبدًا.