صمود وانتصار

حربٌ تميِّزُ المؤمنَ من المنافق الصريح

مشول عمير

﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأرض أم لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أم آَتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِـمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا﴾.

عامٌ كامِلٌ من القصف العشوائي ومن التشريد والتجويع والمعاناة وتدهور الوضع الصحي في قطاع غزة في فلسطين وماذا حقق العدو؟ هل حقّق ما يريد؟ أَم العكس؟ لكن بتأييد الله وثبات كتائب القسام وحزب الله ومحور المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني لم تصل أمريكا ولا “إسرائيل” وعملاؤهما إلى غايتهم وإنما دخلوا في حربٍ شرسة لا ترحم.

حربٍ تبيَّنَ من خلالها ما وراء الأقنعة وكُشف العدوُّ من الصديق.

أما المجاهدون فزادتهم حربُ المحتلين والمستكبرين قوةً وثباتًا على موقفهم، حتى وإن قُتِلوا فهو أعزُّ لهم من أن يستسلموا.

هنا الإنسانُ بفطرته وبمتابعته الأحداث سوف يميز الخبيث من الطيب ويميِّزُ المؤمنَ الصريح والمنافق الصريح في أوساط الأمة الإسلامية -أنظمةً وشعوبًا-.

بعد كُـلّ هذه الجرائم ما الذي يمنعك من أن يكونَ لك موقف؟ لتعلَمْ يقينًا أن السبب هو نتائج تدجين وتطبيع وخذلان وابتعاد عن القرآن الكريم وعن منهج رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” فبقوا في متاهة وضياع.

معَ الأسف الشديد لقد رأينا وسمعنا موقفَ بعض العرب في استشهاد القادة العظماء من محور المقاومة، هذا يصرّحُ بفرحه محتفيًا!، وَآخر قام بتوزيع الكيك على كُـلّ بيت!

ماذا يعني هذا؟ ولماذا هذه العداوة والكراهية؟ هل السبب أنهم تحركتم وحاربتم مِن أجلِ الحرية ومِن أجلِ نصرة المستضعفين؟ أم مِن أجلِ أنكم لم تتحمَّلوا أن تروا دماء وأشلاء الأطفال والنساء تُقطَّع؟!

هذا ليس مبرّرًا؛ لذا.. راجعوا أنفسكم، عليكم ذنوب وعلى أعينكم غشاوة، لا ترون الحقيقةَ كما هي، وإنما ترون أن اليهود هم الذين على حق ونسيتم ما يأمرُكم به الله.

﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْـمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾.