صمود وانتصار

عطاءُ الشهداء أثمنُ عطاء

إبراهيم مجاهد صلاح

ميز الله سبحانه وتعالى الشهداء عن باقي الناس، ووصفهم بالأحياء بعد موتهم؛ لأَنَّ عطاءهم هو أثمن وأعظم عطاء يمكن أن يقدمه الإنسان في سبيل الله. فالشهداء لهم منزلة عظيمة، ويعتبرون نموذجًا يُحتذى به في التضحية في سبيل الله ومن أجل الحق ونصرة المظلوم.

إن مواقف الشهداء وإقدامهم وتضحياتهم هي نبراسٌ لكل الأحرار في كُـلّ زمان ومكان. ويعد الشهداء من أهل الجنة دون شك. والله سبحانه قد وضح في القرآن آيات تبرز فضل الشهادة، وتؤكّـد تحقيق مكافآت عظيمة لهم في الآخرة.

يُعتبر الشهداء رموزًا إسلامية ووطنية، تُخلد ذكراهم في كُـلّ المناسبات؛ للإسهام في رفع الوعي لدى الأجيال أن الشهداء لم يموتوا، بل قدموا أرواحهم ودماءهم ليحيا الأجيال بعزة وكرامة وسلامة من دينهم. إن هذه الذكرى تُعزز في نفوس الأجيال القادمة أهميّة الصمود والتضحية؛ مِن أجلِ القيم والمبادئ.

للشهداء مكانة عظيمة ليست مُجَـرّد مفاهيمَ نظرية، بل هي مواقفُ بطولية تعبّر عن معاني التضحية والفداء. فالإسلام قد كرّم الشهداء ورفع من شأنهم؛ لأَنَّهم رفعوا رايتَه في زمن تخلَّى فيه الكثير من المسلمين عن إسلامهم، وتحولوا إلى أدوات في أيدي اليهود.

إن عطاءَ الشهداء ليس مُجَـرّد فقدان للحياة، بل هو حياة جديدة في قلوب الأحرار، وصوت يردّد دومًا نداء الحق والعدل. لذا، علينا أن نُخلد ذكراهم ونعمل على إحياء قيمهم في المجتمع، لنظل متمسكين بالمبادئ التي ضحوا مِن أجلِها.

لا ينال فضل الشهادة الا الصفوة من الرجال الذين تركوا كُـلّ مغريات الدنيا وتقدموا للميادين برزوا كالإمام علي، لم يلتفتوا للمغانم التي خلفها الأعداء ولم يكونوا طُلاب مناصب كانت الثغور بالنسبة لهم أفخر المجالس وأقدس الساحات رابطوا فيها حتى اصطفاهم الله ورفعهم إليهم تكريمًا لصبرهم وتضحياتهم

وهَـا هو يحل علينا أسبوع الشهيد واليمن يخوضُ معركة الفتح الموعود والجهاد المقدّس ضد العدوّ الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني الذي لم يستطع عملاؤهم في المنطقة الثبات أمام المجاهدين اليمنيين الذين منهم الشهداء الذين قضوا نحبهم ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلًا، واستطاع اليمن بفضل الله وبتضحيات الشهداء تمريغ الأنف الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني في الوحل

إن المشروع الذي جاء به الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-، هو مشروع شهادة ولا يقف أمامه إلَّا من وقف أمام رسول الله -صلى الله عليه وآله-، والواقع أثبت ذَلك؛ فمنذ أن صدح الشهيد القائد بالشعار وإلى اليوم وأعداء الإسلام يحاولون إسكاتَ هذا الشعار لكنهم فشلوا وأصبح الشعار يُردّد في دول عديدة بل أصبح شعارَ طمأنينة لدى الشعوب المظلومة كالشعب الفلسطيني الذي يرتكب العدوّ الإسرائيلي بحقه أبشع الجرائم والعالم العربي والإسلامي ينظر إليه دون أن يتفوَّهَ بكلمة إدانة.