صمود وانتصار

ولادةُ قائد أعظم.. باستشهاد قائد عظيم

إيمان شرف الدين

من سنن الله العجيبة أن استشهاد قائد كبير يعني ولادة قائد أكبر.

المتأمل في تاريخ القيادات في العالم وفي مختلف العصور يجد ذلك واضحًا.

استشهد السيد القائد الحسين بن بدر الدين سلام الله عليه، وجارت الدول التي تسمى بالجارة على صعدة، في حروب كثيرة، وكانت النتيجة عكسية على خلاف ما أراده العدوّ، لتظهر قيادة عظيمة، حكيمة، لا تختلف أبدًا عن شخصية الشهيد الحسين سلام الله عليه، هي قيادة السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين، ولتتحول الصرخة من مُجَـرّد شعار إلى ثورة تفجرها سواعد الأحرار، ذلك كله مثل رافدا قويًّا لمحور المقاومة، لتتحول اليمن من بلد يعتدى عليه، إلى بلد يرد الصاع صاعين!

لكل ما سبق، اليمن اليوم أقوى مثال بل دليل على أن نهاية القائد لا تعني أبدًا نهاية المشروع، شريطة أن يكون المشروع برعاية إلهية؛ بمعنى أنه مشروع جهادي، تقتضي عدالة قضيته المشاركة الإلهية والتأييد الرباني، ومشروع الشهيد القائد الحسين سلام الله عليه كان مشروعا قرآنيًّا، ينطلق من مسوغات وقرائن لا تمت للشيطانية بصلة.

اليوم، صحيح يتمكّن العدوّ اليهودي من اغتيال القيادات في المقاومة؛ ولكن، ولأن مشروع المقاومة برعاية الله لا برعاية الشيطان، وفي سبيل الله، ويستمد استراتيجياته من توجيهاته عز وجل، لكل ذلك، فالمعركة هي بين الله تعالى وبين أولياء الشيطان بالدرجة الأولى؛ ولذلك، تبقى السنة المؤكّـدة هي رجحان كفة أولياء الله، المقاومين الأحرار في محور المقاومة، وذلك يعني الانتصار الأكيد، من ذلك كله تتضح الحقيقة الجلية، وكل ما ذكر يؤكّـدها، هذه الحقيقة هي:

ولادة القيادات الأعظم لا تأتي إلا من رحم قيادات عظيمة..