صمود وانتصار

دلالة تصاعد العمليات الاستشهادية ضد العدو الصهيوني

الصمود||تقرير||محمد المطري

 رئيس اللجنة السياسية والعلاقات بمجلس الشورى الجرموزي: العمليات الفدائية ترفع المعنويات القتالية للمقاومة وتعزز صمودهم.

عضو مجلس الشورى نايف حيدان: العمليات الاستشهادية أداة من أدوات الردع الناجعة في قصم العدو الصهيوني.

أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء د. عبدالملك عيسى: تصاعد العمليات الفدائية يسهم في انهيار جيش العدو.

يعيش الكيان الصهيوني أياما سوداء مليئةً بالصعاب والتحديات جراء تصاعد العمليات العسكرية من جبهات المقاومة التي جعلت من المستوطنات الصهيونية هدفا دائما لصواريخها ومسيراتها.

وبالرغم من محاولات منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية التصدي لصواريخ ومسيرات المقاومة، إلا أن غالبية تلك الصواريخ والمسيرات تصل إلى أهدافها بدقة عالية ملحقة خسائر جسيمة على المستوى المادي والبشري للكيان الصهيوني المنهار ماديا ومعنويا منذ بدء معركة طوفان الأقصى وحتى اللحظة.

وتعتبر العمليات الاستشهادية البطولية التي يتم تنفيذها في العمق الصهيوني، ذات أثر بالغ وكبير على المستوى النفسي والمادي للكيان الصهيوني المتخبط في ميدان المواجهة مع جبهات المقاومة.

وتبرز أهمية العمليات الفدائية في أنها تمثل اختراقا كبيرا للأمن والاستقرار في الكيان الصهيوني؛ ما يرفع وتيرة القلق الصهيوني بفقدانه الأمن والاستقرار.

وفي حين تعتبر عمليات المقاومة الفلسطينية البطولية السلاح الدائم في مواجهة العدو الصهيوني، والتي تُنفذ بفعالية كبيرة، إلا أن شهر أكتوبر الجاري يمثل الأكثر شؤما للصهاينة فأكتوبر لا يذكر الصهاينة بأحداث السابع من أكتوبر «معركة طوفان المجيدة» وحسب وإنما تأتي أحداث مفجعة ومزلزلة للكيان الصهيوني، حيث بلغت العمليات الاستشهادية خلال شهرنا الجاري ثمان عمليات فدائية أدت لمصرع وإصابة مئات المستوطنين غالبيتهم من جنود الكيان الصهيوني التابعين للموساد الصهيوني كما حدث مؤخرا في عملية الدهس للجنود في “تل أبيب” (يافا) والتي راح ضحيتها أكثر من خمسين مجندا جميعهم يعملون بوحدة الاستخبارات الصهيونية (8200) الأمر الذي يثبت تهاوي هيبة الردع الصهيوني وعجزه عن تأمين المستوطنات الصهيونية.

رسائل للعدو الصهيوني

 ويؤكد رئيس اللجنة السياسية والعلاقات الخارجية بمجلس الشورى، المهندس لطف الجرموزي أنه تزامنا مع مرور عام كامل من معركة طوفان الأقصى المباركة، تتصاعد العمليات القتالية والفدائية البطولية ضد جيش الكيان الصهيوني، عمليات أسفرت عن مقتل وإصابة المئات من ضباط وجنود العدو.

ويبين في تصريح خاص لموقع أنصار الله، أن العمليات التي ينفذها أبطال المقاومة والأحرار في كافة المناطق المحتلة، تعكس التصاعد المستمر في عمليات المقاومة، بإصرار وتصميم على مواجهة العدو الصهيوني وإفشال مخططاته.

ويقول الجرموزي: “ومن تلك العمليات، تأتي عملية الدهس الأخيرة في “تل أبيب”، التي تحمل دلالات استراتيجية متعددة، أبرزها: القدرة على تنفيذ هجمات نوعية في عمق الكيان، ما يؤكد أن المقاومة ما زالت قادرة على ضرب العدو الصهيوني في أماكن لم تكن في حسابات العدو”.

ويضيف: “كما أن هذه العمليات تسهم بشكل واسع في رفع الروح المعنوية لدى المقاومين، وتزيد من صمودهم وفي ذات الوقت تمثل رسالة بالغة للعدو الصهيوني وحلفائه باستحالة القضاء على المقاومة”.

ويشير إلى أن للعمليات الاستشهادية أثر عميق وبالغ على الكيان الصهيوني، موضحا أن تزايد الهجمات يسهم في تنامي القلق والخوف بين الجنود والمستوطنين الصهاينة.

ويشدد على أن استمرار العمليات الفدائية يظهر هشاشة النظام الأمني الصهيوني وسهولة اختراقه.

ويلفت إلى ضرورة الاستغلال العسكري والسياسي لتلك العمليات، وتصاعدها سوف يمثل تحولا مستقبليا في طبيعة الصراع الفلسطيني الصهيوني، مؤكدا أن أهمية العمليات البطولية تكمن في تحقيق الوحدة الوطنية بين جميع مكونات حركات وفصائل المقاومة في مواجهة الكيان الصهيوني المؤقت.

وبالتوازي مع ذلك يرى الجرموزي ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية والسياسية جنباً إلى جنب مع المقاومة المسلحة، وجهود جبهات الإسناد لمحور الجهاد والمقاومة وصولاً إلى تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والتحرر وعودة الحق المغتصب.

 المقاومة أداة ناجعة في ردع الصهاينة

بدوره يؤكد عضو مجلس الشورى الأستاذ نايف حيدان أن العمليات البطولية والفدائية تعجل من زوال الاحتلال الصهيوني.

ويوضح في حديث خاص لموقع أنصار الله، أن للعدو الصهيوني أطماعا توسعية تشمل الرقعة الجغرافية، والجوانب الاقتصادية والدينية والثقافية وغيرها من الأطماع الاستعمارية، وفي حالة استمرت العمليات الهجومية على الكيان فإن الكيان سيتوقف عن التفكير بالأطماع وتجعله يبحث عن حلول أخرى تؤَمن حياته، وتوفر له استقرارا داخليا، وهو مالم يتحقق إلا بمغادرة الاحتلال الصهيوني صوب بلدانه الأصلية في أوروبا أو اللجوء إلى حلفائه من دول الغرب.

ويقول حيدان “الكيان الصهيوني الذي تم تأسيسه على حساب الأرض الفلسطينية وجمع كل اليهود من كل أصقاع الأرض ليستقروا هناك، وجد مقاومة شرسة وعمليات متعددة تستهدف أمنه واستقراره حتى أصبحت هذه الأرض بركانا وجحيما يقض مضاجع الصهاينة، ويرغمهم على ترك الأرض المغتصبة لأنهم فقدوا الأمان الذي يحلمون به”.

ويضيف: “العمليات التي لحقت عملية السابع من أكتوبر والتي تنفذها دول محور المقاومة ردا على المجازر في غزة ولبنان، لها أثرها الإيجابي في تحريك الضمير وإيقاظ روح الجهاد لدى العديد من الشبان الأحرار في فلسطين”.

ويلفت حيدان إلى أن العدو الصهيوني يتعرض للتهديد الدائم سواءً بالطعن أو بالقتل أو بالدهس وغيرها من وسائل المقاومة المتاحة بهدف إرغامه على إنهاء احتلاله، مؤكدا أن ازدياد وتعاظم العمليات البطولية المدروسة دراسة متأنية وناجحة ستشكل عاملا مهما للاستقلال والتحرر.

 ويعتبر حيدان العمليات الاستشهادية أداة من أدوات الردع لإيقاف مجازر المحتلين بحق الفلسطينيين وإضافة مهمة إلى جانب عمليات دول محور المقاومة؛ لإنهاء الاحتلال وعودة الأراضي لأصحابها الحقيقيين ونيل الاستقلال الكامل.

 العمليات البطولية تفاقم أزمة الكيان

من جهته يؤكد أستاذ علم الاجتماع السياسي المشارك بجامعة صنعاء الدكتور عبد الملك عيسى أن العمليات البطولية التي شهدها شهر أكتوبر 2024م، والتي أسفرت عن مصرع وإصابة عشرات المستوطنين تأتي في سياق التصعيد النوعي في الصراع العربي الإسرائيلي.

ويوضح في تصريح خاص لموقع أنصار الله، أن العملية الفدائية البطولية المتمثلة في دهس عشرات الجنود من وحدة 8200 في عاصمة الكيان ما يسمى بتل أبيب، كان لها أثر بالغ على الكيان الصهيوني العاجز في ميدان المواجهة مع جبهات محور المقاومة.

ويشير إلى أن تكرار وتصاعد العمليات الاستشهادية البطولية تكشف عن عدة أبعاد هامة، سواء على مستوى استراتيجية المقاومة أو التأثير المباشر على الكيان، معتبرا تصاعد وتيرة العمليات من أهم دلالات عملية الدهس الكبرى التي شهدها الكيان الصهيوني أواخر شهر أكتوبر الجاري.

ويلفت إلى أن تنفيذ ثماني عمليات خلال شهر واحد يعكس استعداد المقاومة، وامتلاكها زمام المبادرة في إدارة المعركة على عدة جبهات، ما يضعف قدرة العدو على التوقع والاحتواء.

 ويرى عيسى أن تنوع الأساليب من إطلاق صواريخ ومسيرات، إلى عمليات دهس واشتباكات برية، يؤكد أن المقاومة باتت تعتمد على استراتيجية حرب استنزاف متعددة الأدوات حيث يتم ضرب العدو الإسرائيلي على عدة مستويات وفي أماكن غير متوقعة، وهذا يؤدي إلى تأثير كبير على معنويات الصهاينة.

ويشدد على أن مثل هذه العمليات البطولية تعزز الروح القتالية لدى المجاهدين، وتزيد من الالتفاف الشعبي حول قوى المقاومة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان.

ويتطرق إلى أن العمليات البطولية تفاقم أزمات الأمن الداخلي للكيان الصهيوني وتزيد من الضغط على المؤسسة الأمنية الصهيونية التي تجد صعوبة في تأمين مناطق مركزية.

ويجدد عيسى التأكيد على أن تكرار العمليات البطولية يعكس هشاشة المنظومة الأمنية والاستخباراتية رغم الاعتماد الكبير على التكنولوجيا الحديثة، ما يؤدي إلى زيادة الخوف والارتباك في الشارع الإسرائيلي.

ويجزم أن استمرار هذه العمليات يولد حالة من الذعر بين المستوطنين والجنود على حد سواء، ما يؤدي إلى تراجع الثقة بقدرة عصابات الصهاينة على توفير الحماية، ويضعف الروح المعنوية لدى الجنود ويربك القيادة الصهيونية”.

ويختتم عيسى حديثه بالقول: “التصعيد الكبير يضع القيادة الإسرائيلية أمام خيارات صعبة، سواء من حيث تصعيد العمليات العسكرية، الذي قد يفتح جبهات إضافية، أو محاولة التهدئة عبر الوساطات وهو ما قد يفسّر على أنه تراجع أمام ضغط المقاومة”.

ويضيف: “هذا التصعيد سيؤدي حكما نحو انهيار معنويات العصابات الصهيونية المسماة جيشا؛ نتيجة سقوط هذا العدد من القتلى والمصابين الذي يؤثر في معنويات الجنود الذين باتوا في حالة إحباط من غياب الحسم وهذا سينعكس على أداء جيش العدو الصهيوني في المعارك المقبلة، خاصة مع تصاعد الخسائر البشرية بشكل مستمر وخاصة في جبهة لبنان”.