معارك لبنان تظهر فشل العدو الإسرائيلي.. 42 دبابة وألف قتيل وجريح
الصمود||
ولا يَحْسَبَنَّ الذين كفروا سَبَقُوا… إِنّهم لا يُعْجِزُون.. بل هُم عاجزونَ في ميادينِ النزال، واِن اَنزلوا حقدَهم باطنانِ القذائفِ الأمريكية على عمومِ الأراضي اللبنانية.. هم كافرونَ لانهم مجرمونَ بلا حدود، لكنهم عاجزونَ عن تحقيقِ الأهداف، واِن طالوا قادةً واَكثروا باهلِنا سفكَ الدماء..
الثمنُ باهظٌ وكبير، والهدفُ ضائعٌ ولا افقَ لعمليةٍ لن يرفعَ فيها اعداؤنا الرايةَ البيضاء، فكم يجبُ ان يموتَ من الإسرائيليين لضمانِ بقاءِ نتنياهو في السلطة؟ هو السؤالُ الذي بدأَ يطرقُ ابوابَ الحكمِ في “تل ابيب”، رددَه باسمِ الكثيرِ من الخبراءِ الصهاينةِ والمستوطنين والسياسيين – عضوُ الكنيست السابقُ “ميكي روزنتال”..
والسوابقُ تفرضُ على العدو الانتباه، ففي لبنانَ دائماً انتَ تعرفُ كيف تدخلُ ولا تعرفُ كيف تخرج، كما قالت الخبيرةُ والمحللةُ الصهيونيةُ شارون كيدون، المصدومةُ بحسَبِ تعبيرِها من حجمِ الخسائرِ اليومية.. خسائرُ يعترفُ الصهيونيُ منها بما معدلُه خمسونَ جندياً يومياً، يخرجونَ من الخدمةِ بينَ قتيلٍ وجريح، فيما الجرحُ الذي تُخلِّفُهُ الجبهةُ الداخليةُ بدأَ يزدادُ ايلامُه للصهاينة وسلطتهم على حدٍّ سواء. وتَعدادُ الصواريخِ والمُسيّراتِ التي تتساقطُ عليهم من لبنانَ كلَّ يوم، تُسقطُ ادعاءاتِ “حكومتِهم” وبعضِ جنرالاتِ جيشِهم بانهم يُمسكونَ بواقعِ الميدان..
في جديد المقاومة وقيادتها، ملخص ميداني عن ما يجري في الميدان.. حقيقة لا دعاية. فقد نشرت المقاومة ملخصها الميداني منذ العملية البرية الإسرائيلية. فندت فيها قيادة المقاومة كل مجريات الميدان، فعلى صعيد البر، فند الملخص حجم الكمائن والتصديات التي قام بها المجاهدون في العديد من محاور الجنوب، وتحديداً عن قرى الحافة الامامية.
مسرح العمليات
1- المُواجهات البرّية:
شهدت قرى الحافّة الأماميّة من جنوب لبنان في الأيام الماضية محاولات تقدّم لجيش العدوّ وقد تصدى مُجاهدو المُقاومة الإسلاميّة لهذه المُحاولات عند أكثر من محور وفقًا للآتي:
- المحور الأول: منطقة عمليّات الفرقة 146 في جيش العدوّ، يمتد من الناقورة غربًا وصولًا إلى مروحين شرقًا.
تحت غطاء جوّي ومدفعي كثيف، حاولت قوّة مشاة إسرائيليّة التسلل باتجاه الأحياء الجنوبيّة لقرى شيحين والجبين، كما وحاولت قوة استطلاع أخرى التسلل باتجاه منطقة وادي حامول شمال شرق بلدة الناقورة، فتصدى لها المُجاهدون بالأسلحة المُناسبة وأجبروها على الانسحاب إلى منطقة اللبونة..
- المحور الثاني: منطقة عمليّات الفرقة 36 في جيش العدوّ، يمتد من راميا غربًا وصولًا إلى رميش شرقًا، (عيتا الشعب ضمنًا) ، ومن رميش وصولًا إلى عيترون شرقاً. تواصل المُقاومة الإسلاميّة استهداف تحشدات جيش العدو الإسرائيلي وتجمعاته في هذا المحور، وسط محاولات مستمرة للعدو للتوغل داخل بلدتي عيتا الشعب وعيترون.
- المحور الثالث: منطقة عمليّات الفرقة 91 في جيش العدوّ، يمتد من بليدا جنوبًا وصولًا إلى حولا شمالًا.
تُحافظ قوّات العدو السيطرة بالنار على الأطراف الشرقيّة لقرى بليدا وميس الجبل وحولا، وسط غياب أي مُحاولة تقدّم جديدة على هذا المحور بعد المواجهات البطوليّة التي سطّرها مجاهدو المُقاومة خلال الأسبوع الفائت في بلدة حولا، والخسائر الكبيرة التي تكبدتها القوات المُتقدّمة.
- المحور الرابع: منطقة عمليّات الفرقة 98 في جيش العدوّ، يمتد من مركبا جنوبًا وصولًا إلى قرية الغجر اللبنانيّة المُحتلّة في الشمال الشرقي.
تقدمت قوة مشاة معادية باتجاه اطراف بلدة كفركلا الشرقيّة وصولاً الى منطقة تل نحاس عند الأطراف الشماليّة الشرقيّة للبلدة، فتصدى لها المُجاهدون بالأسلحة المناسبة بالتزامن مع استهداف مُكثّف لتحشدات العدو في المناطق الخلفيّة، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف قوّات العدو الذي أُجبر على إدخال المروحيّات العسكريّة لإجلاء الإصابات وسط غطاء كثيف من الرمايات المدفعيّة وغطاء دخاني كثيف خوفا من استهدافات المُقاومة.
القوة الصاروخية
والى تجمعاتِ العدو خلفَ الحدودِ وصلت المُسيّراتُ والصواريخُ النوعيةُ التي اصابت قواعدَ ومبانيَ يتحصنُ فيها جنود العدو، محققةً إصاباتٍ اكيدة. والأكيدُ انَ حيفا لم تكن بمأمنٍ ككلِّ يوم، معَ الصواريخِ التي اصابت محيطَها، واعترافِ الصهاينةِ بوقوعِ عددٍ من القتلى والجرحى ..
كلُّ جهاتِهم نار.. وكلُّ خِياراتِهم دمار.. وبينَ مِقودٍ وسِكينٍ وصاروخٍ ورصاصٍ مُصيب.. باتَ كيانُهم في حربٍ وجودية، كما اعترفَ المجرمُ المكابرُ فوقَ جثثِ جنودِه المطروحينَ ارضاً في غاليلوت بضاحيةِ تل ابيب..
فوقَ التَعدادِ باتَ عددُ القتلى والمصابينَ الصهاينة، وفوقَ حساباتِهم باتت مجرياتُ الميدانِ من الجنوبِ اللبناني الذي يرعبُهم الى غزةَ التي اَفلست أهدافَهم رغمَ عظيمِ الدمار، فقلبُ فلسطينَ النابضُ بينَ الضفةِ واراضي الثمانيةِ والأربعين..
تؤكد المقاومة استهداف تحشدات العدوّ في المواقع والثكنات العسكريّة على طول الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة، وصولًا إلى القواعد العسكريّة والاستراتيجيّة والأمنيّة في عمق فلسطين المُحتلّة، بمُختلف أنواع الصواريخ منها الدقيقة التي تُستَخدم للمرّة الأولى. وقد بلغ مجموع عمليّاتها منذ 17-09-2024 وحتى نهاية أكتوبر 655 عمليّة إطلاق متنوعة. منها 63 عمليّة خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط. وبعمق وصل إلى 105 كلم حتّى الضواحي الشمالية لـ “تل أبيب”.
الخسائر البشرية والمادية
بينَ الحادثِ الخطيرِ في الشمالِ والاصاباتِ الخطرةِ بينَ الجنودِ والمستوطنين، يستوطنُ الخبرُ الصهيونيُ الذي بدأَ يأكلُ من عنجهيةِ بنيامين نتنياهو وقواتِ جيشِه المتخبطةِ بضياعِ الاستراتيجيات، ويصيبُ الجبهةَ الداخليةَ باستنزافٍ لن تقدرَ على تحمُّلِه كما يقولُ كبارُ جنرالاتِ الاحتياطِ وأصحابُ تجاربِ الميدان..
هي حربٌ حقيقيةٌ استعادَ فيها حزبُ اللهِ كاملَ قِواه، يقولُ الاعلامُ العبريُ والغربي، وتَعدادُ القتلى اليوميُ بصفوفِ جيشِهم لن يُسعفَ مجانينَ الحربِ على بلوغِ أهدافِهم، ورغمَ كلِّ حِمَمِهم الناريةِ لن يقدروا اَنْ يُخفُوا الميركافا التي تَحترقُ بجنودِها عندَ كلِّ محاولةِ تقدمٍ على الأراضي اللبنانية، وجديدُها اليومَ اربعُ دبابات.
بلغت الحصيلة التراكمية لخسائر العدوّ وفق ما رصده مُجاهدو المُقاومة الإسلاميّة منذ بدء ما أسماه العدوّ “المناورة البريّة في جنوب لبنان”:
– أكثر من 95 قتيلًا و 900 جريحًا من ضباط وجنود جيش العدوّ.
– تدمير 42 دبابة ميركافا، و4 جرّافات عسكريّة، وآليّتي هامر، وآليّة مُدرّعة، وناقلة جند.
– إسقاط 3 مُسيّرات من طراز “هرمز 450” ومُسيّرَتين من طراز “هرمز 900”.
مع الإشارة الى أنّ هذه الحصيلة لا تتضمن خسائر العدوّ الإسرائيلي في القواعد والمواقع والثكنات العسكريّة والمستوطنات والمدن المُحتلّة.
تؤكد المقاومة أن خطوط الإمداد نحو الجبهة ومحاور الاشتباك لم تنقطع منذ بدء العدوان على لبنان، ومازالت الجبهات تُرفد بالسلاح والعديد اللازم وفق الخطط المُعدّة مُسبقاً. و بالرغم من الإطباق الإستعلامي الذي يُمارسه العدو في سماء الجنوب، لا يزال المُقاومون يتمكنون من تربيض وتذخير وإطلاق المئات من الرشقات الصاروخيّة اتجاه نقاط تموضع جنود العدو حتى عمق الكيان بشكل يومي ومتواصل وعلى مدار الساعة. وهذا ما تؤكّده المشاهد التي ينشرها الإعلام الحربي. ولم يتمكن العدو من إحباط أي عمليّة إطلاق من الأراضي اللبنانيّة.
القدرة على المبادرة
تعمل المقاومة الإسلامية في مرحلة “ايلام العدو” وفق مبادئ عسكرية، أبرزها “القدرة على المبادرة”، وتنفيذ العمليات المطلوبة بوجه العدو. وتعد هذه المبادئ احدى الركائز الأساسية للتصدي للعدوان.
فالأساس هو “القدرة على المبادرة”، وهذا مبدأ ذهبي يضرب على وتر توازن الحرب رغم الخسائر، والدليل تطورات الأيام الأخيرة من تصدي ميدانية واطلاقات الصاروخية، تقوم بها المقاومة الإسلامية على اهداف حساسة واستراتيجية إسرائيلية.
وهذا تحديدا، ما تقوم به المقاومة.. تفعل ما تشاء ضمن نسق ميداني تصاعدي.. تحدثت عنه صحيفة وول ستريت جورنال بالإشارة الى تصاعد معدل إطلاق الصواريخ اليومي 200 صاروخ، والقدرة على إعادة التنظيم بسرعة تحت الضغط.
والأهم هو استعادة المبادرة، والمبادرة للضرب ضمن خارطة طريق تصاعدية.. الى حد توجيه الإنذارات للمستوطنين بالإخلاء. بما يقتضيه الميدان، وكما تشاء المقاومة.