حربُ استنزاف ستُلقي بـ “إسرائيل” إلى الهاوية
فاطمة عبدالملك إِسحاق
لم يكتَفِ العدوُّ بالهزَائم المتواليةِ على مدارِ العامِ وأكثر، بل يُصِرُّ على مواصلةِ استنزاف موارده وقاداته وأفراد جيشه؛ دون نتيجةٍ قد تبشِّرُه بالتقدمِ حتى خطوة، فقد تراجع العدوُّ عشرات السنين إلى الوراء، ولم يكُن اغتيالُ “القادة العظماء” انتصاراً؛ فدماؤهم بالنسبةِ للمُقاومةِ هي دافعٌ للتقدم؛ لاجتثاث الاحتلال من الدولة الفلسطينية.
(نتنياهو يجر المجتمع الإسرائيلي خلفه إلى مغامرة لا تُجدي عسكريًّا واقتصاديًّا، ويتورط في حرب استنزاف طويلة) هذا ما يقوله الحالُ الإسرائيلي بصوت مرتفع في يافا المحتلّة (تل أبيب)، يضيف إلى ذلك “الجنرال الإسرائيلي المتقاعد “إسحاق بريك” أن في نهاية المطاف ستنهار “إسرائيل” وليس حماس.
خسَائرُ فادحة، صُواريخ من اتّجاهاتِ متعددة من دول محور المقاومة، لا مكانَ آمنًا في الأراضي المحتلّةِ قد يلجأ إليه المُستوطنون، لا استقرار في النشاطِ الاقتصادي ولا ازدهار، استدعَاء لجنُود الاحتياط غالبًا، حتى تقلص عددهم، خرج البعضُ منهم يعَارض سيَاسات حكُومة نتنياهو، عبر وسائل الإعلام، بمعنويات مدمّـرة تدل على شعورهم بالإرهاق الشديد، كُـلّ ما تم ذكره يدلُّ بوضوح على الفشل، والهزيمة والتراجع وعلى خداع العالم بانتصارات وهمية لم يحقّق فيها شيء سوى مجازر بشعة وإبادات جماعية بحق المدنيين، بحق الأطفال والنساء، وَأَيْـضًا ما يحدث في الواقع الإسرائيلي اليوم دلالة على ثبات المقاومة، واستمرارها في التقدمِ لتوقف العدُوان على المدنيين في قطاع غزة، فهذا المطلب الأَسَاسي الذي لم يُخضع المقاومة أن يقف العدوان الصهيوني وأن تدخل المساعداتُ إليهم، عمليات المقاومة المُستمرّة، لم تكن “إسرائيل” لتقدر على مواجهتها والاستمرار في هذه الحرب دون وقفها، لولا الدعم الأمريكي الذي لم ينقطع والمساندة الغربية، وتواطؤ المُجتمع الدُولي وتطبِيع الحُكام العرب وخِذلانهم لقضيةِ العرب أجمع والمسلمِين، فحقيقة الصهاينة أنهم أوهن من بيت العنكبوت مهما كان حجم الإمْكَانات العسكرية فقد هزُموا وسيهزمون بقوة الله، لولا الدعم الغربي والعربي لتوقف العدوان على غزة منذ بدأ، وما بعد العام إلا حرب استنزاف تجُرُّ العدوّ الإسرائيلي إلى الهلاك، تلقي به إلى هاويةٍ جهَّزتها له المقاومةُ الإسلامية مع كُـلّ دول محورها.